دبي ـ صوت الإمارات
نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، بالتعاون مع "مكتبة" التابعة لمجموعة كلمات، خلال عطلة نهاية الأسبوع، حفلاً قرائيًا تزامنًا مع ليلة النصف من شعبان "حق الليلة"، لغرس العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وتعزيز الموروث الشعبي المنبثق من القيم العربية ، وتحديداً من دول الخليج العربي، وإشاعة روح المودة والألفة في نفوس الأطفال.
وتضمنت الاحتفالية جلسة قرائية، للكاتبة مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، حيث قامت بقراءة كتابها "أحمد الحلو"، والذي أخذ الأطفال في رحلة عبر الثقافة والتراث ممزوجاً بأغاني الموروث الشعبي الإماراتي، كما وشاركت الكاتبة والفنانة التشكيلية والباحثة في التراث الإماراتي مريم المزروعي، بجلسة حكايات شعبية "خراريف"، قدمتها على مسامع الأطفال المتواجدين في "مكتبة" بالقصباء.
وأقيمت ورشة عمل عن كيفية صناعة البراقع والدمى، بأسلوب مبسط وسهل وباستخدام مجموعة من الأدوات التقليدية، التي تتواجد بكل بيت إماراتي، بأجواء ممتعة وحماسية على أنغام مجموعة من الأغاني الشعبية.
ونظم المجلس بالتعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، جلسة قرائية احتفالاً بحق "الليلة"، لفئة الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية والنطقية، حيث قامت الكاتبة الإماراتية علياء الشامسي بقراءة كتابها "علايه"، وذلك بمساعدة مجموعة من المعلمات المتخصصات بلغة الصم والبكم، لتسهيل وصول المعلومة إلى الأطفال المشاركين.
كما وأقيم خلال الاحتفال ورشة عمل رسم خلالها الأطفال القصة التي قرأتها الكاتبة علياء الشامسي، حيث لاقت إعجاباً كبيراً من قبل الصغار الذين تفاعلوا معها، واستمتعوا بما قدم لهم فريق عمل المجلس خلال هذه الفعالية من حلويات شعبية وهدايا رمزية، رسمت الفرحة على وجوههم، وغرست مفهوم الروح الجماعية.
وقالت مروة العقروبي، رئيس مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين:" أن هذه المناسبة السنوية التي يحرص المجلس على الاحتفال بها، تأتي في إطارمسؤوليتنا الوطنية على إحياء التراث الإماراتي بين الأطفال واليافعين، وربط الماضي بالحاضر، لتعميق القيم والعادات الإماراتية وغرسها بين الأطفال، ليتمكنوا من المحافظة عليها على مدار السنين".
ويشار إلى أن "حق الليلة" من أهم العادات الشعبية في الإمارات، التي تشجع الأطفال على صيام شهر رمضان، وهي فرحة للأطفال الذين يجوبون الشوارع مرتدين الملابس الشعبية، ويحملون أكياساً تخاط خصيصاً لهذه المناسبة تسمى (خرايط) ليجمعوا فيها الحلوى، والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت مبتهجين بهذه المناسبة التي توارثتها الأجيال، ومن الأمور الطريفة التي تحدث لهم بعد نهاية ليلتهم أنهم يتباهون فيما بينهم أيهم جمع أكثر من الحلويات، والمكسرات، ويذكرون بشيء من المدح، والثناء صاحب المنزل الذي أعطاهم كمية أكبر ونوعيات مختلفة.
يذكر أن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين هو الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين، وقد انطلق في عام 2010 بمبادرة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، بهدف تشجيع نشر وتوزيع كتب الأطفال ذات الجودة العالية باللغة العربية في دولة الإمارات، وتزويد المؤلفين والرسامين الواعدين والمحترفين ودور النشر القائمة في الدولة بفرص التواصل وتبادل الخبرات وبناء القدرات، أما المجلس الدولي لكتب اليافعين، المنظمة الأم الذي يتخذ من سويسراً مقراً له، فيعود تأسيسه إلى العام 1953 ويمثل المجلس شبكة دولية من المؤسسات والأفراد من كافة أنحاء العالم، يجمعهم الالتزام بتشجيع ثقافة القراءة وتحقيق تقارب أكثر بين الطفل والكتاب.