أبوظبي – صوت الإمارات
من يلتقي بها لأول مرة لا يشعر بوجودها إلا حين تتكلم. عندها فقط تسقط كل الفرضيات المسبقة التي تتشكل عند رؤية فتاة كفيفة أو أي إنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة.
مع راما، تتأكد أهمية مقولة سقراط: "تكلّم كي أراك". هي نفسها لا تريد أن ترى من العالم إلا المعنى؛ المعنى الجميل الذي ينطوي على قيمة حقيقية. ولا شيء سوى الكتاب كان طريقها إلى الوجود الحقيقي والمعرفة الواسعة للإنسان والكون.
قد يقول البعض إن راما محظوظة لأنها ولدت في زمن تطورت فيه تقنيات القراءة. وقد يرى آخرون أن الفضل في نجاحها في القراءة يعود إلى مبتكر الكتابة البارزة للمكفوفين لوي برايل، أو من سبقه بخمسة قرون: زين الدين الآمدي بائع الكتب الكفيف في بغداد. لكن من يسمع قصة راما يدرك تماماً أن الوسيلة وحدها لا تكفي لتحقيق الطموح حتى عند الذين وُهبوا نعمة البصر.
باللمس والسمع قرأت راما اسماعيل ابراهيم عودة، من المملكة الأردنية الهاشمية، 50 كتاباً خلال عام دراسي واحد لتنضم إلى قائمة التصفيات النهائية في تحدي القراءة العربي.
إنها رحلة اختلطت فيها المشقّة بمتعة الاستكشاف؛ رحلة لم تطلب فيها راما مساعدة أحد ولا انتظرت تشجيعاً من أحد. والدتها كانت خائفة عليها من صعوبة استكمال الطريق إلى النهاية. أما والدها فكان على ثقة أنها لن تستسلم، فحياتها حتى الآن لم تكن إلا درساً في ترويض المستحيل