دبي - صوت الإمارات
بحضور رئيس المجلس الوطني الاتحادي محمد المر ، والأمين العام لمؤسسة العويس الثقافية، د . محمد عبدالله المطوع وعضوي مجلس أمناء المؤسسة عبد الغفار حسين وعبد الحميد أحمد والمستشار في هيئة دبي للثقافة د . صلاح القاسم وجمهور لافت من الفنانين والكتاب والإعلاميين، وعدد من أبناء الجالية الصينية ومتابعي الفن التشكيلي، أقيم، مساء أمس الأول الاربعاء ، في مؤسسة العويس الثقافية معرض فني لرابطة بكين لجامعي الأعمال الفنية التشكيلية والخط الصيني، تحت عنوان: "حيوية الأسلوب"، عرضت فيه لوحات وأعمال فنية ل 15 فنانا صينيا .
واستطاع هذا المعرض الذي استهلت به مؤسسة سلطان بن علي العويس باكورة فعالياتها للعام الجديد، أن يلفت إعجاب زواره من خلال غنى الأعمال المعروضة، وخصوصية عوالم هذه الأعمال، حتى وإن كان بعضها، كما بين بعض الفنانين المشاركين يتجاوز ما هو محلي وصيني، عبر التفاعل مع فنون لشعوب وحضارات أخرى، بيد أن ذلك لم يكن على حساب نبض هذه الأعمال الذي كان يسجل علامتها الفارقة .
وحقا، لقد تميزت الأعمال الفنية المعروضة، بانتمائها إلى مختلف المدارس الموجودة، القديم منها والجديد، في آن، وقد طرح فيها عدد من الموضوعات منه ما هو فلسفي ومنه ما هو فكري، واجتمع الخط، مع الرسم، مع العمل اليدوي، كما ظهرت الحكمة، والشعر، يتوزع كل ذلك على لوحات متفاوتة الحجم، منه ما كاد ألا يزيد على حجم الكف مثل أول الأعمال ترتيباً في المعرض والمعنون ب"السمكتين" المشغول بماء الذهب، وهندسة المنمنمات الخرزية الزرقاء، وهو مستوحى من الفن الفارسي، يتناول ثلاثية الصحة، والسعادة، والثراء، كثيمات إنسانية منشودة عبر الزمن، كما أن من بين هذه اللوحات ما هو متوسط الحجم، وما هو جداري .
لم يكن هناك قاسم مشترك للأعمال المعروضة، ما عدا أمرين، جماليتها، من جهة، وكونها من نتاج فنانين صينيين معاصرين، لأعمالهم الفنية حضورها الفني الواضح، وعلى سبيل المثال فإننا نجد من بين هذه الأعمال "سجادة" تظهر فيها ألوان: الأحمر، الأخضر، الأصفر، والأسود، كما نجد أخرى مشغولة بالخيوط الحريرية، إضافة إلى لوحة يبدو فيها الأسد يكاد يخرج من إطار العمل الفني، من خلال رهافة حس الفنان الذي اشتغل عليه، وهو يذكر بلوحة "وجه" لفتاة، والذي تظهر ملامح الجمال الصيني فيها بجلاء، من خلال التركيز على أدق التفاصيل، والجزئيات، داخل العين، وغيرها من الملامح الأخرى، بما يذكر بعدسة كاميرا جد دقيقة ومتطورة، وهو ما يبين أن الفن الصيني قد قطع أشواطاً متقدمة .
والعمود الفقري للأعمال المعروضة، سواء أكانت عبر الخط الصيني، أو كنتاج للريشة، وغيرها، من أدوات صناعة العمل الفني، ذلك الدفء الناتج عن حميمية التفاعل مع الواقع والموروث، دونما انفصام عنهما، بما يؤكد هيمنة الواقع، وتجسيده عبر أكثر من شكل، من داخل الحياة اليومية لابن المكان الصيني، بعيداً عما هو ما بعد تجريدي، وما بعد حداثي، ما يؤكد ارتباط الفن الصيني، ضمن حدود هذه العينات بالناس، ويومياتهم، وقضاياهم، بل وعوالمهم، بكل ما يستدعي ذلك من لغة الشفافية .