دبي -صوت الإمارات
تشكل فعاليات الصيف، فأل خير على الكثير من رواد المسرح بالسعودية، حيث يعتبر فرصة سانحة لإنعاشه بعد حالة ركود تصيبه طيلة العام، مسرح الطفل أو مسرح الدمى والتي أقيمت فعاليته وعروضه على خشبة مسرح جدة، كانت أحد الأنشطة التي انتعشت وفتحت الباب واسعا لجدل قديم حول جهود إعادة الحماس لمسرح الطفل، وربطها مجددا بالمجتمع، باعتباره محضنا لتنمية الحس الفني لدى الصغار.
عمر باعقيل، أحد أولياء الأمور الذين حضروا عروض مسرح جدة، عبر عن سعادته وبهجته لما شاهده، واصفاً العروض المسرحية بأنها نقلة رائعة من مواهب وطنية قدمت الصورة بصورة عالمية، وأضاف في حديثه لـ"العربية.نت" العائلات والأطفال سعدت بالعروض المقدمة، مشيرا إلى أن هناك جهدا وطنيا للتركيز على السياحة والترفيه، وإن هذه الجهود تعتبر استقطاباً للعائلات، بحيث لا يكون هناك حوجة للسفر للخارج مع وجود مواهب وطنية تقدم أعمالا جميلة تحتاج إلى تشجيع.
هذا وكانت من أبرز العروض المسرحية التي قدمت على مسرح جدة، مسرحية "سنوات والأقزام السبعة" والتي عادت بذاكرة الكثير من العائلات إلى سنين الطفولة الأولى، لاسيما أن أجيالا كثيرة عاصرت وحلمت وتفاعلت مع هذه الشخصيات الكرتونية التي تحولت إلى دمى حقيقة في مسرح جدة، حيث تسمر حولها الأطفال وتفاعلوا معها، وانتقلوا من خلالها إلى عوالم خيالية، وهو تفاعل قد ينذر بسحب البساط عن ألعاب الكمبيوتر والتي لا تقارن ببراءة وبراعة مسرح الطفل وما يتضمنه من إرث فني وإبداع استثنائي.
وائل زمزمي، رئيس لجنة الأفلام بجمعية الثقافة والفنون بجدة، أوضح أن العروض التي تقدم في مسرح جدة هي عروض عالمية شبيهه بمسرح الدمى، مشيرا في حديثه لـ" العربية.نت" إلى أن طريقة العرض والإخراج تعتمد على أسلوب المحاكاة للأغاني والشخصيات وأبطال الكرتون، بطريقة تتناسب مع الأطفال، وقال زمزمي إن دورهم في جمعية الفنون والثقافة يتمثل في زرع القيم الفنية والثقافية بين فئات المجتمع المختلفة لاسيما الأطفال، مؤكدا أن الجمعية ترحب بكل المواهب في جميع المجالات.
تجدر الإشارة إلى أن عروض مسرح جدة وإن شكلت ملامح نشاط مسرحي متواضع، إلا أنه يعول عليها في تحريك الساكن، نحو ظهور مبادرات توقظ مسرح الطفل من سباته وتزيد من فعاليته، لما له من سحر خاص لدى الأطفال حيث لديه القدرة على التفاعل مع وجدانهم وزرع البسمة على شفاههم، فعندما يبستم الطفل، تبتسم الأم، ويبستم الأب، ويبتسم المجتمع بأكمله.