غزة - وفا
اختتمت مشيخة المعاهد الأزهرية بفلسطين بالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية أمس، وتحت رعاية الرئيس محمود عباس، فعاليات جائزة القدس في حفظ القرآن الكريم كاملاً وتلاوته وتجويده.وجاء الحفل تأكيداً على حرص مشيخة المعاهد الأزهرية بفلسطين على العناية بكتاب الله وحفظه وتجويده وترتيله، وتشجيع أبناء شعبنا الفلسطيني على التنافس في حفظ القرآن الكريم.
وقد شهدت جائزة القدس في حفظ القرآن الكريم عقد ست جلسات تحكيم للمتسابقين في ستة أيام، حيث بلغ عددهم أكثر من مائة متسابق.وحضر الحفل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا، نيابة عن الرئيس "أبو مازن"، والشيخ يوسف جمعة سلامة شيخ وعميد المعاهد الأزهرية بفلسطين، ورئيس مجلس أمناء المعاهد الأزهرية رياض الخضري, وأعضاء مجلس الأمناء، واللجنة المشرفة على الجائزة، ولجنة التحكيم، بالإضافة إلى المفتين والعلماء وأعضاء من المجلس التشريعي وأساتذة الجامعات، وعدد من الإعلاميين، والمشاركين في الجائزة.
الأغا أكد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية باعتبارها السبيل لتحقيق حلم شعبنا في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا.
وقال في كلمة له خلال الاحتفال باختتام جائزة القدس في حفظ القرآن الكريم نيابة عن السيد الرئيس: إن وحدتنا هي أعز ما نملك, وهي مصدر قوتنا، وهي السبيل لتحقيق حلم شعبنا في إنهاء الاحتلال. وأضاف في الحفل الذي أقيم في مقر المعاهد الأزهرية في مدينة غزة, أنه لا بد أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية، وأن نلتقي جميعاً على قلب رجل واحد وكلمةً واحدة, أساسها رفعة وطننا وإعلاء كلمته.
وشدد على أننا في هذه الأيام وفي هذه الظروف الصعبة، التي نعيشها جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية, وجراء استمرار ممارسات الاحتلال في تهويد مدينة القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني والاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى المبارك, لأحوج ما نكون إلى مضاعفة الجهود لتوحيد الصف والكلمة.
وأشاد الأغا بالهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية، وبمواقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في شتى المجالات.
وقال شيخ وعميد المعاهد الأزهرية يوسف سلامة: "إن الجائزة تهدف إلى الاهتمام بكتاب الله والعناية بحفظه وتجويده وترتيله، وتشجيع أبناء شعبنا الفلسطيني على التنافس في حفظ القرآن الكريم، وربط المسلمين بقضيتهم الأولى قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإبراز الوجه الإسلامي لبلادنا المباركة فلسطين، كما بين أن الجائزة عبارة عن فرع واحد وهو: حفظ القرآن الكريم كاملاً مع التجويد والترتيل".
وشكر الرئيس محمود عباس على رعايته لهذه الجائزة. وأشاد بدور الأزهر الشريف بالقاهرة بقيادة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، ودعمه ومساندته لرسالة المعاهد الأزهرية في فلسطين والمستمدة من رسالة الأزهر الشريف، والتي تدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح والمحبة.
ووجه سلامة الشكر الجزيل إلى الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالله بصفر، على تعاونه مع مشيخة المعاهد الأزهرية في إقامة هذه الجائزة في فلسطين، كما وشكر كلاً من اللجنة المشرفة ولجنة التحكيم على جهودهم المباركة، ووجه شكره إلى أهل الخير وجميع المشاركين في الجائزة، وإلى أسرة المعاهد الأزهرية على ما بذلوه من جهود ومساهمات مباركة لإنجاح هذه الجائزة، كما وهنأ الفائزين بالجائزة.
وأكد سلامة على أن انعقاد هذا الحفل الختامي لجائزة القدس بحضور هذه الكوكبة المباركة من العلماء والمتخصصين وأهل القرآن ليدل دلالة واضحة على مدى تمسك شعبنا الفلسطيني بالقرآن الكريم سرّ عزتنا وكرامتنا.من جانبه، تحدث رئيس مجلس أمناء المعاهد الأزهرية الخضري، عن فضل القرآن الكريم وحفظه وتدبره، وأنه سبب السعادة في الدنيا والأخرة، وأشاد بالجهود المباركة لشيخ وعميد المعاهد الأزهرية في إقامة هذه الجائزة في حفظ القرآن الكريم، وكذلك جهوده في الرقي بدور المعاهد الأزهرية ورسالتها في فلسطين.
كما شكر اللجنة المشرفة، ولجنة التحكيم، والمشاركين، وأسرة المعاهد الأزهرية على دورهم في إنجاح هذه المسابقة، متمنياً الاستمرار في هذه الأنشطة الدينية التي تخدم ديننا الحنيف ومجتمعنا الفلسطيني.
وهنأ الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالله بصفر، مشيخة المعاهد الأزهرية بنجاح جائزة القدس التي عقدت في هذه الأيام المباركة، وأشاد بالتعاون بين الهيئة ومشيخة المعاهد الأزهرية والمؤسسات الإسلامية في فلسطين، وأبدى استعداده لاستمرار التعاون في المستقبل، مبيناً حرص المملكة العربية السعودية على مساندة الشعب الفلسطيني في شتى المجالات .
وتحدث خطيب المسجد الأقصى المبارك عضو لجنة الإشراف على الجائزة محمد سليم علي، عن أهمية هذه الجائزة، وبيّن فضل القرآن الكريم، ونقل تحيات أهلنا في المدينة المقدسة، مبيناً أننا شعب واحد وجزء من أمة واحدة، ودعا شعبنا إلى رص الصفوف ووحدة الكلمة، كما ندد بإجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأقصى والمقدسات.
وألقى عميد كلية الشريعة بجامعة الأزهر رئيس لجنة التحكيم محمد مصطفى نجم، كلمة أشاد فيها بإقامة هذه الجائزة, مبيناً أن اللجنة قد حددت أسماء الفائزين الأوائل, مشيداً في الوقت نفسه بدور مشيخة المعاهد الأزهرية في إقامة هذه الفعاليات, حيث جاءت الجائزة بعد شهرين من إقامة المؤتمر العلمي القرآني الأول للمؤسسات القرآنية، وهنأ الفائزين بالجائزة.
وقام الأغا ممثل سيادة الرئيس, ورئيس مجلس الأمناء رياض الخضري، وشيخ وعميد المعاهد الأزهرية يوسف سلامة، بتكريم الفائزين بالجائزة وعددهم اثنان وستون متسابقاً، كما تم تكريم الأغا، وأعضاء لجنة الإشراف على الجائزة، وأعضاء لجنة التحكيم، والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية, والأخوة الداعمين للجائزة.
وكان الحفل قد استهل بكلمة ترحيبية الفاها الشيخ سليم شراب، الذي شدد على سمو مكانة القرآن الكريم وفضل حفظه وتدبره، مؤكداً على أن حضورهم يدل على مدى حبهم واهتمامهم بالقرآن الكريم.