أبوظبي – صوت الإمارات
انطلقت فعاليات المؤتمر الخليجي الخامس للتراث والتاريخ الشفهي الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة في فندق سانت ريجيس، وذلك تحت عنوان "التربية الأخلاقية تراث خليجي أصيل"، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء في الجامعات الخليجيّة والمؤسسات التعليمية والجهات المعنيّة بالتراث والتاريخ، إضافة إلى عدد من المتخصصين في علم الاجتماع والتاريخ.
وذكر سيف سعيد غباش مدير عام الدائرة: "نستضيف في هذا المؤتمر كوكبةِ من المتخصصين، والأكاديميين، والباحثين والمهتمين بالتراثِ، الذين جاؤوا لتبادلِ الأفكار، وعرض التجارب، وتحديدِ الرؤى والاستراتيجيات حول قضيةٍ من أهم القضايا الثقافيةِ، والتراثيةِ في دُولنا الخليجية، وعلى مستوى المنطقة والعالم، وهي قضية التربيةِ الأخلاقية وموقعها في سلم القيم والأولويات لبناء الأجيال الذين هم عدة الحاضر، وأمل المستقبل. إننا ونحن نضع في الدولة رؤية قيادتنا الرشيدة لمنهاج التربية الأخلاقية موضع التطبيق في هذا العام الدراسي، نتطلع إلى إثراء هذه التجربة بالرؤى والممارسات الخليجية التي تصب في هذا المضمار، وأحسبها تجارب، وخبرات واسعة ومفيدة كوننا نستقي مقوماتنا التراثية، والقيمية من النبعِ ذاته، بل نتطلع أكثر إلى أن يكون لنا مِنهاج خليجي موحد في مادة التربية الأخلاقية، وغيرها من المواد الدراسية التي تعد أبناءنا للغد وللمستقبل الزاهر. والأمل يحدونا دائما بدوائرنا وهيئاتنا، ومؤسساتنا الثقافية، والتربوية التي تشكل الإطار المشتركَ لجهدنا الخليجي في تحقيقِ كل هذه الأهداف والغايات".
وأضاف: "إن إِقامة المؤتمر الخامسِ في الدولة يعزز الجهود التي تبذلها دائرة الثقافة والسياحة من أَجل بناء شراكة خليجية واعدة على صعيد الثقافة والتراث، وتوظيف كل ما تكنه الإمارات (قيادة وشعباً) من حب صادقٍ للأشقاء في دول الخليجِ العربية، لإبرازِ مكانة التّراث، ودوره المهم في ترسيخ وتعزيز لحمتنا التراثية، وهوِيتنا الوطنية والإنسانية".
وناقش المؤتمرون في الجلسة الأولى التي ترأسها د.عبدالله عبدالرحمن يتيم السبل الكفيلة بأهمية التربية الأخلاقية كتراث خليجي أصيل وخاصة أن دولة الإمارات رسخت البعدين الإنساني والأخلاقي في تطوير النظام التعليمي، بتضمينهما في المنهج الدراسي، وهو ما يوجب تضافر جهود الجميع لإنجاح البرنامج، مؤكدين دور التراث في توطيد الأُسس الخليجية التي تستمد متانتها من الدور المتنامي للتراث.
وأشارت د. موزة عبيد غانم غباش من الإمارات في ورقة "التربية الأخلاقية تراث خليجي أصيل" إلى أن للتربية الأخلاقية في تراثنا الخليجي جذوراً عميقة ضاربة في التاريخ، مؤكدة أنها تستمد بقاءها ورسوخها من عدة عوامل أهمها الشريعة الإسلامية السمحاء، والتراث الشعبي الأصيل بما فيه من قيم وعادات وتقاليد وطرق للعيش.
وتحدث د. معجب بن سعيد الزهراني من السعودية في ورقة "الحكاية الشعبية: منجم التربية الأخلاقية المهجور" عن أن الأخلاق الفاضلة بوصفها عملة متداولة، تزيد بها قيمة الإنسان، وتقل بفقدها، وتمثل الحكايات الشعبية أحد مناجمها.