مكتبة الإسكندرية

قام وفد من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بزيارة خاصة لمكتبة الإسكندرية الشهيرة أمس التي بنيت على انقاض مكتبة الإسكندرية القديمة التي شيدت في عصر البطالمة وافتتحت أمام روادها من مصر والعالم 2002 .

وتجول الوفد في أرجاء المكتبة للاطلاع على أسلوب عملها وما تحتويه من متاحف ومكتبات متخصصة تضم سبع مكتبات مختلفة ومعارض متنوعة وقاعات بحث وقاعات مؤتمرات وغيرها من محتويات المكتبة.

وقال أحمد الهدابي مدير إدارة المكتبات بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس الوفد إن زيارة مكتبة الإسكندرية بما تملكه من إمكانات وإرث تاريخي طويل يعد فرصة جيدة للاطلاع على أحدث الممارسات في علوم المكتبات والوقوف على الإمكانات الفريدة لهذه المكتبة العملاقة بما تملكه من قدرات ساهم فيها العالم لتكون صرحا يستفيد منه الباحثون والطلبة والمثقفون حول العالم .

واضاف أنه اطلع على سبعة طوابق كاملة مخصصة للقراءة تسع لحوالي ألفي شخص في وقت واحد وتعرف على مقتنيات المكتبة التي تصل الى ما يقارب مليوني وعاء معلوماتي موزعة على سبع مكتبات متخصصة بالاضافة للعمليات الفنية المطبقة في تزويد و تنمية مجموعات المكتبة ونظم الفهرسة والتصنيف المتبعة وقواعد البيانات والمعلومات وأساليب تطوير اجراءات الخدمات المكتبية وصولا لانشطة المكتبة والتدريب وآليات التحديث المستمرة لها.

وأشاد الهدابي باهتمام المكتبة بذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية احتياجاتهم في القراءة للحصول على المعرفة ودراسة قدراتهم وتطويرها التي أثمرت مجموعة من المبادرات كان انشاء مكتبة طه حسين أبرزها وهي المكتبة التي تهتم بالمكفوفين من خلال توفير سبل دمجهم في عالم المعرفة عبر تحويل البرامج المكتوبة إلى منطوقة حتى يتواصلوا مع كافة الكتب والمعلومات المتاحة على الشبكة العنكبوتية وكذلك المكتبة السمعية والبصرية للأطفال والناشئة وغيرها مؤكدا أن الاهتمام بهذه الفئات يحظى حاليا باهتمام كبير باعتبارهم جزءا مهما وحيويا في المجتمع.

وأكد الهدابي أن مكتبة الإسكندرية تعد واجهة ثقافية وحضارية ليس للاسكندرية فقط وإنما لجمهورية مصر العربية بشكل عام لما تحويه من كنوز الحضارة الإنسانية وبما تضمه من مجموعات كبيرة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وكذلك مجموعة مختارة من كتب بلغات أوروبية أخرى مثل الألمانية والإيطالية والإسبانية ولغات أخرى نادرة مثل الكريبولية ولغة هايتي وزولو في شتى الموضوعات إضافة إلى أكثر من 100 تيرا من الكتب والمصادر الإلكترونية وهو كم هائل يمكن القراء والباحثين من الوصول إلى ما يريدون في عالم المعرفة مؤكدا أن تجربة مكتبة الإسكندرية تجربة ثرية وتستحق الدراسة للاستفادة منها مشيدا بفريق العمل داخل المكتبة الذي يتمتع بخبرات واسعة في مجالات المكتبات.

من جانبهم اشاد مسؤولو مكتبة الاسكندرية بالنهضة الثقافية التي تشهدها دولة الامارات والاهتمام بالتواصل مع كافة الثقافات وعبروا عن رغبتهم في تنمية أواصل الأخوة بين شعبي مصر والإمارات من خلال التعاون في مجالات الثقافة المختلفة خاصة المتعلقة بالنشر والمكتبات مرحبين بالتعاون بين إدارة المكتبات بالإمارات ومكتبة الإسكندرية.

وتوقف الوفد الإماراتي الزائر لمكتبة الإسكندرية أثناء تفقده للمتاحف خاصة أمام متحف المخطوطات العربية التي تضم كثيرا من المخطوطات العربية والإسلامية إضافة إلى متحف الرئيس الراحل أنور السادات الذي اكتشف فيه الوفد سيفا مميزا عليه شعار الدولة تبين أنه أحد سيوف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رحمه الله كان قد أهداه إلى الرئيس السادات في إحدى زياراته للإمارات.

كما شاهد الوفد عدة صور ووثائق تؤرخ لعلاقة مصر بحكام الإمارات والتي تعود إلى ما قبل ستينيات القرن الماضي والتي تثبت أن التعاون بين قيادات شعبي البلدين تعود إلى عشرات السنين فيما اكد المسؤولون عن مكتبة الاسكندرية أن هناك عشرات الوثائق التي تعود إلى تلك الفترة التاريخية المهمة ضمن مقتنيات المكتبة.