أبوظبي – صوت الإمارات
أكد مدير القبة السماوية "هايدن" في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، الدكتور نيل تايسون، أن دبي أصبحت مركز إشعاع حضاري للعالم العربي والشرق الأوسط كبغداد قبل نحو 1000 عام، مطالبًا بالاستثمار في رأس المال الفكري باعتباره الأساس لبناء الدول والحضارات، وبترجمة الكتب العلمية القيمة لتصبح أساسًا لاستشراف المستقبل.
وجاء ذلك خلال جلسة "كيف تصنع علوم اليوم تكنولوجيا الغد" ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات.
وبين تايسون أن تطور العلوم والتكنولوجيات هو الذي سيحرك العالم مستقبلًا، لافتًا إلى أن كثيرًا من الإنجازات العلمية التي نعيشها يعود الفضل فيها للعلماء العرب القدماء، وأنه لو استمرت الإنجازات بالوتيرة نفسها لحصل علماؤها على جوائز نوبل.
وأشار إلى أن التقدم التكنولوجي الذي نعيشه هو الذي أتاح لنا الاستفادة من الاختراعات والاكتشافات العلمية التي قدمها العلماء القدماء، أمثال ابن الهيثم والخوارزمي، لافتًا إلى أن أهم ما أنتجته وتقدمه الحضارات من اختراعات هو بفضل هذا الأساس العلمي، وأن المجتمعات والمؤسسات العلمية الكبيرة والمرموقة لا تنظر إلى جنسيات وأسماء المخترعين والمبتكرين أو دياناتهم، لكنها تعتد بما يقدمونه من إضافات علمية تؤثر في حياة البشرية.
ودلل تايسون على أهمية العلماء العرب عند الغرب بتسمية ثلثي النجوم في الفضاء بأسماء علماء عرب، ما يدلل على أهمية إنجازاتهم العلمية، ودورها في تطور كثير من العلوم الحالية.
ولفت إلى أن نهائيات السوبر بول الأميركية كانت تقدم معلوماتها وأرقامها باللغة اليونانية، والآن بالعربية، ما يعكس مدى التقدير لمنجزات العرب العلمية.
وتابع أن المنطقة العربية تحتاج إلى دعم كبير للمبتكرين والمكتشفين من أبنائها للانطلاق بمستقبلها إلى الأمام، مؤكدًا أن العلماء العرب حصلوا خلال السنوات الماضية على ثلاث جوائز نوبل من أصل 655 من غير العرب، ما يعكس الوضع الذي تعيشه المنطقة، واحتياجها الشديد لتكريس البحث والإنتاج العلمي لوضع قدم في مستقبل الغد.
وتطرق إلى تجربة دبي خلال السنوات القليلة الماضية، واصفًا إياها بأنها مدينة الحلم والمستقبل الذي تحمله للمنطقة العربية، ممثلًا إياها بالحلم الذي عاشه في الستينات فيمدينة نيويورك الأميركية، مجسدة الطموح للعلماء آنذاك، مؤكدًا أن فترة الستينات كانت عصر الأمل التكنولوجي، والآن دبي هي الأمل الجديد الذي نحلم به، بما تضمه من التنوع الكبير من الجنسيات والعقول، واستحداث التكنولوجيات الجديدة في كل أنشطتها ومشروعاتها وتخطيطها للمستقبل، وأن ما تفعله دبي يسير بالاتجاه الصحيح نحو ترسيخ أكبر للانطلاقات العلمية، وهذا ما ظهر من خلال المشروعات المستقبلية التي تعمل عليها الإمارات، ومن ضمنها مشروع استكشاف المريخ والأقمار الاصطناعية المتطورة لاستكشاف الفضاء، وتوقع أن تكرر دبي النهضة العلمية التي عاشها العرب قديمًا، لتصبح عاصمة عالمية ومدينة الأمل والمستقبل.
وأكد أن الدخول في مجال علوم الفضاء هو انطلاقة كبيرة للأمام، خصوصًا أن هذا المجال سيحقق ثروات طائلة مستقبلًا، موضحًا أن التركيز على التكنولوجيا المعرفية وبناء الإنسان هما السبيل الوحيد للانطلاق بخطوات كبيرة نحو الغد.