ميناء غزة

في خمسة أيام استطاع عشرات الفنانين الفلسطينيين كسر حاجز الممل وإدخال البهجة والسرور في صفوف المتنزهين في ميناء غزة من خلال تلوين المكعبات الإسمنتية بالألوان الزاهية.

خطوة الفنانين التشكيليين التي جاءت ضمن مشروع "100 همة ولمة" لاقت رضى وسعادة المتنزهين والصيادين الذي شاركوا الفنانين في التلوين معلنين أن الشعب الفلسطيني الذي تعرض لأبشع المجازر الإسرائيلية يستحق الحياة.

داليا عبد الرحمن فنانة تشكيلية وصاحبة الفكرة تقول لمراسل وكالة "سبوتنيك" الروسية: "منذ فتح مرفأ الصيادين غرب غزة لعامة المواطنين رأيت الكتل الإسمنتية وذكرني منظرها بالحرب والدمار، تساءلت لماذا لا نغير هذه المكعبات لألوان زاهية مفرحة للزائرين؟ وطرحت الفكرة على مؤسسات مجتمعية فلاقت ترحيب وتم تنفيذه في غضون خمسة أيام".

وتضيف الفنانة عبد الرحمن أن 25 فنان وفنانة شاركوا في التلوين بالإضافة إلى عامة المواطنين والصيادين الذين رحبوا في الفكرة، موضحة أن الفنانين استخدموا دهانات السلك التي تبقى وقتاً طويلاً.

لم تكن مبادرة تلوين مرفأ الصيادين الأولى بل سبقها تلوين جدران "كرفانات" التي تم وضعها لإيواء النازحين التي دمرت منازلهم بالهجوم الأخير في يوليو الماضي على قطاع غزة في بلدة خزاعة شرق خانيونس جنوب القطاع لمحو الآثار النفسية السلبية التي تركها العدوان الأخير ولإحياء المكان والترفيه على المتضررين.

وتقول: "هؤلاء المواطنين حالتهم النفسية متدهورة وعايشين بحاويات وهي أشبه بالقبور بلونها الأبيض ونحن حبينا نعمل حياة للناس".

وكانت إسرائيل شنت في السابع من تموز/يوليو الماضي حربا على القطاع استمرت 51 يوما أدت إلى مقتل 2310 مواطنا وأصابت نحو 11 ألفاً آخرين، كما دمرت أكثر من 90 ألف منزل ما بين تدمير كلي وجزئي.

وتبرعت مؤسسات وجهات دولية للقطاع وأنشأت صناديق حديدية تسمى في غزة "كرفانات" لتكون سكناً مؤقتاً للناس الذين هدمت منازلهم، لحين بدء إعادة الإعمار.

وكشفت الفنانة التشكيلية داليا عن مبادرة جديدة سيتم تنفيذها بعد أسبوع عبارة عن نصب تذكاري على مداخل مدينة غزة، مؤكدة وجود أفكار كثيرة خاصة للمتضررين من العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وختمت الفنان الفلسطينية حديثها رغم الألم والحصار والدمار الذي يعيشه القطاع "راح نجمل كل غزة".

وعبرت حنين جمال المشاركة في تلوين ميناء غزة عن فرحتها بارتداء المكعبات الإسمنتية الألوان الزاهية بدل لونها الرمادي الذي اعتاد عليه الناس".

 وتقول الشابة حنين لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "الميناء صارت أحلى على الأقل يوجد شيء حلو نتفاءل فيه وشكل الحجار كان عامل مثل ردم البيوت والقصف".

وتضيف: "هذه الألوان تعطي أمل أن غزة ممكن تصير أحلى خصوصاً أن الناس تعتبر الميناء مكان ترفيهي ولازم يكون مكان حلو".

سلمى أبو ضاحي منسقة مشروع مبادرة "100 همة ولمة" تقول نفذنا في هذا المشروع 100 مبادرة في الضفة الغربية وقطاع غزة بدعم من مؤسسات دولية من ضمنها كان تلوين الكرفانات وميناء غزة".

وتضيف: "نحن معنيين أن الشباب يأخذوا زمام المبادرة وكل واحد لدية موهبة أو فكرة ينزل للشارع ويحتك بالناس خاصة عندما يكونوا خريجين جدد في ظل الوضع الصعب والبطالة وخروج من حالة الممل التي يعيشها الشباب".