دبي – صوت الإمارات
شهد الثلاثاء الماضي تنظيم ورشة "التمثيل الصامت"، في المركز الثقافي في كلباء وأشرف عليها الخبير السوداني نبيل ساتي الذي يعد أحد أهم الفنانين العرب في مجال التمثيل الصامت، وله خبرة كبيرة في تدريس هذا الفن عن طريق مركز التمثيل الصامت الذي أسسه في الخرطوم.
استهل ساتي ورشته بتعريف التمثيل الصامت بأنه ذلك النوع من التمثيل الذي يحكي فيه جسد الفنان قصة وقعت في الماضي أو الحاضر أو متوقعة الحدوث، وهو من أقدم أنواع التمثيل عرفه اليونانيون تحت اسم "بانتوميوز"، وأصبح يسمى في الإنجليزية "بانتوماين"، ويقوم الممثل الصامت داخل فضاء المسرح بحركات وإيماءات توحي بشكل المكان الذي يجري فيه الحدث، كأن يفتح ويحرك يديه حركة فتح باب أو نافذة فنعرف أنه في غرفة، وبالحدث الذي يجري كأن يضرب في الهواء أو يرفع للتحية، وبمشاعر الشخصية كتقطيب الوجه أو الضحك، بحيث تصبح الحكاية وفضاؤها الزماني والمكاني والنفسي واضحين للمشاهد.
وشرح ساتي أن هناك طرقًا تتبع في التدريب لكي يحصل الممثل على مهارات هذا اللون من التمثيل، وكلها تهدف إلى أن يصبح الممثل متحكماً في جسده، يحركه ويشكله كيف يشاء، ويتبع في ذلك طرقًا متعددة منها تعلم أنواع الحركات المجردة ودلالة كل منها، واستخدام الألعاب الرياضية للحصول على جسد مرن، تسمح مرونته بالتشكل في كل الاتجاهات، وباتخاذ كل الوضعيات اللازمة للتمثيل، مثل القفز والجري والانقلاب والرقص والتسلق وغير ذلك، كما على الممثل أن يتعرف إلى هيكله العظمي بالتفصيل وعضلاته، فهذا يفيده بالتعامل مع كل مفصل وكل عضلة على حدة أو مجتمعة كما يريد، وأن يتعلم طرق تخزين الطاقة، وأن يتدرب على تحمل الجهد العالي والألم، وكذلك يتدرب على كيفية التقاط الأفكار وبناء القصة بفقراتها المختلفة، والخطوط التي يتبعها في سرد تلك القصة، فالتمثيل حكاية أولاً وقبل كل شيء، وما لم يمتلك الممثل تلك الحكاية ويعرف كيف يسردها فستكون حركاته عشوائية لا طائل من ورائها.
وتحدث ساتي عن ضرورة أن يتعرف الممثل الى الموسيقى وكيفية تأثيرها في الجسد، وكيف يضبط جسده وحركاته على إيقاع معين، بحيث يكون جسده كأنه يتحرك على أنغام آلة موسيقية ينسجم معها تمام الانسجام، وتلك المهارة بالغة الأهمية، لأنها تجذب المشاهد وترغمه على متابعة الحدث الذي يصنعه الممثل أمامه. وختم ساتي ورشته بعرض فيلم لنماذج تطبيقية من التمثيل الصامت التي سبق أن قام بها هو نفسه.