الشارقة – صوت الإمارات
شهدت الأمسية الثالثة من أماسي الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة تقديم عرضين مسرحيين أولهما "الرجل الذي صار كلبا" للكاتب الأرجنتيني أوزفالدو دراغون، وأخرجها خليل إبراهيم، تتناول المسرحية حكاية رجل متزوج وعاطل عن العمل تضطره الظروف بعد عدم عثوره على عمل يصلح لإنسان سوي، أن يقبل بوظيفة كلب حراسة، فقد مات كلب حراسة إحدى الشركات، وأثناء تردده وإلحاحه في طلب العمل في تلك الشركة، عرض عليه رئيسها وظيفة ذلك الكلب فقبل بها على الفور، وبدأ يعتاد على تقمص سلوك الكلب كالنباح والسير على أربعة قوائم وغيرها، ووضعوه في غرفة الكلب الضيقة، وصاروا يطعمونه كما تطعم الكلاب، وكان عليه أن يبيت ينبح ليبعد اللصوص عن الشركة، واستاءت زوجته من سلوكه الجديد، ووضع الكلب الذي صار إليه، حتى أصبحت تخافه، وترتجف حين يقترب منها.
واستغنت الشركة عنه، ففرحت زوجته بذلك، لأنه سيعود إلى حالته الطبيعية، لكنه حين يذهب ثانية للبحث عن عمل لا يجد إلا وظيفة كلب، فيقبل بها، ويعود لوضع الكلب، ومع الوقت يتخلص من سلوك البشر ويصبح سلوكه مطابقًا لسلوك الكلاب، ما يجعله ظاهرة غريبة وتحفة نادرة يأتي الناس والسياح من كل مكان لمشاهدتها، وأثناء ذلك تصبح زوجته حاملاً، فيسعد الرجل بذلك، لكن زوجته يتملكها الرعب، خشية أنها ستلد كلبًا وليس طفلًا بشريًا سليمًا، ما يعمق إحساسه الرجل بالقهر والضياع.
العرض الثاني جاء بعنوان "شكسبير منتقمًا"، وهو إعداد المخرج مهند كريم عن ثلاثة نصوص من مسرحيات شكسبير هي "عطيل، وهاملت، وماكبث"، ويختار مهند اللحظات الحاسمة في كل من المسرحيات الثلاث، فيختار من عطيل لحظة تصاعد شكوكه في زوجته البريئة ديدمونة واعتقاده الجازم بأنها خانته، بعد أن حاك له ياغو خيوط مؤامرة تؤكد شكوكه، فيعمد إلى قتل زوجته، ويختار من هاملت لحظة مواجهته لأمه وزوجها عمه الملك الجديد بالحقيقة، ويكشف لها أن عمه قتل أباه، وأنها هي خانت عهد أبيه عندما تزوجت عمه، وهو ما سيعجل بالصراع الذي ينتهي بقتل هاملت لعمه، ويختار من ماكبث لحظة قتله لسيده الملك بعد أن حرضته زوجته على ذلك وبعثت فيه الحمية للغدر والخيانة، تحقيقًا لرؤيا الساحرات.