دمشق-سانا
أكد اتحاد الكتاب العرب أن الثقافة والعقل السوريين يواجهان عبر خمس سنوات أكثر من قوة لتدمير إرثهم الحضاري وذاكرتهم الجمعية ووعيهم الاستثنائي وقبل ذلك وبعده مصادرة قرارهم الوطني.
وأوضح الاتحاد في بيان له خلال اللقاء الخاص الذي أقامه اليوم لإطلاق شعار الدورة التاسعة للاتحاد من عام 2015 إلى 2020 تحت عنوان “ثقافة التنوير” أن سورية والسوريين بعد خمس سنوات مضت من تاريخها الحديث يواجهون وعيا زائفا ومزيفا دخيلا على المجتمع السوري الذي لم يعرف يوما الا قيم التعدد والتنوع والتعاضد بين مكوناته جميعا وغير ثقافة الضوء التي اتسم بها هذا المجتمع منذ نشأته الموغلة في اعماق التاريخ الحضاري لسورية والتي مثلت علامة فارقة ومميزة في مسيرة الانسانية جمعاء.
وبين البيان ضرورة مواجهة القوى التي ترمي الى تدمير الارث الحضاري والذاكرة الجمعية والوعي الاستثنائي للثقافة والعقل السوريين مؤكدا ضرورة مواجهة تلك القوى لاستعادة ذلك الوعي إلى ما كان عليه طوال تاريخ سورية والسوريين ولا شك بأن الحامل الأول لتلك الضرورة هو الثقافة بمختلف أشكالها وتجلياتها ولا شك أيضا في أن الكتاب والمثقفين هم حامل ذلك الحامل ورافعته.
وأوضح البيان أن اتحاد الكتاب اختار ان يكون شعار الدورة التاسعة له هو ثقافة التنوير التي نستطيع من خلالها ترجمة تلك الضرورة الى مادة نابضة بالحياة والتي تستوجب اداء استثنائيا في هذا الظرف الاستثنائي من تاريخ سورية لنكون شركاء حقيقيين في الدفاع عنها.
ولفت البيان إلى أنه لأول مرة في تاريخ الاتحاد منذ نشأته قبل نحو ستة وأربعين عاما يبادر الاتحاد إلى رفع شعار يخص دورة من دوراته مشددا على سعي الاتحاد جعل هذا الشعار دليل عمل في مجمل ما يعني شؤون الاتحاد من إصدارات وأنشطة وفعاليات وأن تكون هذه الشؤون جميعا معنية به وناطقة باسمه ومترجمة له.
وجاء في البيان.. ان مشروع الدورة التاسعة للاتحاد يهدف إلى تعزيز الهوية السورية بمكوناتها المختلفة والاعلاء من شأن ثقافة الحوار والانحياز الى القرار الوطني المستقل والارادة الوطنية المنبثقة من داخل الوطن واشاعة ثقافة التنوير بين مختلف مكونات المجتمع السوري ومختلف الاجيال فيه والمشاركة في اعادة اعمار سورية ولاسيما اعادة اعمار الوعي.
كما تتضمن أهداف الدورة التاسعة لاتحاد الكتاب مواجهة الفكر الظلامي والتكفيري بمختلف اشكاله وتجلياته وبناء ثقافة وطنية تنويرية بان وتمكين الكتاب والمثقفين السوريين من المشاركة الفاعلة في بناء ثقافة وطنية تنويرية وتمكين المبدعين الشباب من التعبير من مؤرقاتهم ومشكلاتهم من خلال نتاجهم الادبي وفي مختلف الأجناس الأدبية ليكون لهم دورهم في بناء ثقافة وطنية تنويرية وتجسير علاقات التفاعل والتشاركية مع الجهات المعنية بالثقافة والفكر والابداع.
وطرح البيان مجموعة من المشروعات التي يعتزم اقامتها وهي اختيار عدد من موءلفات المنورين العرب لاعادة طباعتها ودعوة الباحثين السوريين والعرب الى التأليف في قضايا التنوير واقامة ملتقى نصف سنوي يعنى بثقافة التنوير وتخصيص ملفات في دوريات الاتحاد حول ثقافة التنوير وتخصيص جائزة سنوية لافضل كتاب لمؤلف سوري في هذا المجال ومنح الجائزتين التقديرية والتشجيعية لاعضاء الاتحاد في جمعية البحوث والدراسات والاعلان عن مسابقات في مختلف الاجناس الادبية في مجال التنوير وقضاياه .
وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور نضال الصالح خلال مؤتمر صحفي عقدة اليوم في مبنى الاتحاد.. أمامنا خمس سنوات قادمة نجتهد ونسعى الى ترجمة المشروع التنويري وتحويله الى مادة نابضة بالحياة وسنسخر لذلك كل الوسائل المتاحة في الاتحاد من اصدارات وندوات وجوائز لإيصال صوت المشروع الى البلدان العربية.
وأشار الصالح الى ان كل ما يمت بصلة الى التنوير وقضاياه سيكون محور عمل في هذا المشروع اضافة الى المناهج التربوية والجامعات الحكومية والخاصة لافتا الى ضرورة السعي حتى وان لم يستطع هذا المشروع تحقيق كل اهدافه.
وعن سؤاله حول تراجع الكتاب الورقي أمام مثيله الالكتروني تحدث الصالح عن عزم المشروع التنويري الاهتمام بالكتاب الورقي ومحاولة اعطائه القيمة الثقافية وتعميق تواصله مع المجتمع وتفعيل الموقع الالكتروني في اتحاد الكتاب اضافة الى العمل على الاهتمام بمضمون الكتاب الالكتروني.
وبين رئيس اتحاد الكتاب اهمية تكريم المبدعين الاحياء وتلبية طموحاتهم في الطباعة والنشر والعمل معهم جميعا في محاربة الفكر التكفيري والمساواة بين الفكر الوطني والقومي في معنى واحد وعدم التفريق بينهما مؤكدا ضرورة النهوض بالحداثة الواعية دون التعارض مع اصالتنا الحقيقية ليكون مشروعنا التنويري مشروعا حقيقيا في خدمة الوطن والانسان.
وقال عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسن حميد.. ان اتحاد الكتاب العرب يهدف من هذا الموءتمر الى اظهار كيفية التعامل الثقافي والتنويري خلال السنوات القادمة نظرا لأهمية الثقافة والكتاب في تقدم الأمم مستعرضا مهام اتحاد الكتاب واهدافه وصحفه واداراته وفروعه والمهام الموكلة لكل مفصل من مفاصله .
أما رئيس تحرير جريدة الاسبوع الادبي الناطقة باسم الاتحاد محمد حديفي فقال.. ان البيان الذي اعده اتحاد الكتاب من أجل مشروعه التنويري يسعى لعدم تقوقع سورية والى تقوية وتعزيز موقعها في الوطن العربي والعالم.
ورأى رئيس تحرير مجلة الفكر السياسي في اتحاد الكتاب العرب الدكتور جابر سلمان ان تعميق الانتماء للوطن لا يتعارض مع تعميق الانتماء للعروبة موضحا انه لا بد من تنوير الاجيال التي تأثرت بالفكر الظلامي الذي لا يؤمن بوطن أوعروبة.
بدوره لفت الدكتور عاطف بطرس رئيس القسم الثقافي في جريدة النور الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوري الموحد إلى ان جريدة النور تعتبر نفسها جزءا من هذا المشروع الطموح بهدف تكوين جبهة ثقافية موحدة تقوم على أساس التنوع ومرجعيتها الثقافة الوطنية ببعدها القومي والانساني.
وسيعمل اتحاد الكتاب على تطوير مشروع ثقافة التنوير وفق الاستحقاقات الفكرية والثقافية في السنوات الخمس القادمة والتفصيل في كل جزئية يضمها المشروع من خلال المجالس المختصة في الاتحاد وهيئات الفروع ومقترحات أعضاء الاتحاد.