" المسرح العربي" في الرباط

كانت الأمسية الخامسة - ليلة الأربعاء - من أماسي مهرجان المسرح العربي في الرباط أمسية إماراتية خالصة، فقد استطاع أحمد الجسمي، ومحمود أبو العباس و"ملاك الخالدي" وحميد سمبيج، ومحمد بن يعروف، ومحمد جمعة، وبقية المجموعة أن يجتذبوا اهتمام ودهشة الجمهور خلال ساعة ونصف من الأداء المسرحي الجاد الذي لم تغب عنه الفكاهة، وذلك خلال مسرحية "طقوس الأبيض" التي ألفها محمود أبوالعباس وأخرجها محمد العامري لمسرح الشارقة الوطني، بحضور سفير الدولة في المغرب سعيد الظاهري، وعبدالله العويس مدير دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، والشيخ مروان بن راشد المعلى وإسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة، وقد علق السفير الظاهري عند خروجه من العرض قائلا: "شكراً لفريق طقوس الأبيض، لقد أبدعتم، إنكم تمثلون الإمارات خير تمثيل" .
تخلى العامري بحرفية عن المشاهد الفنتازية والاستعراضية الزائدة التي أثرت سلباً في العرض الأول للمسرحية أثناء مهرجان أيام الشارقة المسرحي الفائت، وركز على الطرح الدرامي مفسحاً المجال للعلاقة بين الحفار (أحمد الجسمي) والقابلة (ملاك الخالدي) أن تبرز وتتطور باعتبارها هي بؤرة التوتر ومكمن الصراع في المسرحية .
استعان العامري بالقماش الأبيض لتمثيل لحظتي الحياة والموت، لأنه يمثل قماط الجنين، وكفن الميت، وتخللت العرض مقاطع غنائية ذات طابع تصوفي تناغمت مع حالات الموت القاهر التي لا يستطيع الإنسان دفعها، وليس له إلا أن يسلم أمامها، وكان أداء الممثلين متقناً ورشيقاً من غير زيادة على الدور، وقد أجمعت معظم آراء الجمهور على أن طقوس الأبيض هو أحسن ما قدم من العروض حتى الآن، ما يقوي أمل مسرح الشارقة الوطني في الفوز بجائزة المهرجان .
في نفس الليلة كان مسرح المنصور على موعد مع مسرحية "ليلة إعدام" وهي من تأليف وإخراج سفيان عطية لفرقة تعاونية كانفا المسرحية الجزائرية .
لا فرق بين السجّان والسجين، في مجتمع فاسد ظالم يقهرهما ويلجئهما الزنزانة، فالحياة في ذلك المجتمع سجن كبير والمعتصم المنقذ غائب، تلك هي مقولة العرض، لكنّ العرض عانى مشكلة أساسية هي أننا لم نكن أمام صراع قوي من قبيل ذلك الذي يحدث بين هاتين الشخصيتين المتقابلتين المتنافرتين المتلازمتين، ولم تكن طبيعة الممثلين تعكس الشكل النمطي لهما، حتى في ناحية اللباس والحركة .