طوكيو _صوت الأمارات
قالت دراسة يابانية إن سوق النفط العالمية أصبحت سريعة التأثر بعوامل أسواق المال غير المستقرة في الفترة الأخيرة .. حيث ارتفع سعر البرميل إلى 70 دولارا في نهاية يناير ثم توجه خام برنت نحو الانخفاض إلى نطاق 62 دولارا مطلع فبراير ويحوم حول 65 دولارا منذ منتصف فبراير.
وأضافت الدراسة الصادرة عن مركز اقتصاديات الطاقة الياباني أن أسواق المال العالمية تمتعت بظروف إيجابية في العام الماضي تتسم بمزيج من نمو اقتصادي عالمي وانخفاض التضخم وأسعار الفائدة وبالتالي ارتفاع أسعار الأسهم وانخفاض قيمة الدولار بما شجع على الشراء في سوق النفط العالمية تحسبا لأزمة في الإمدادات.. وهذا أدى إلى ارتفاع سعر خام برنت إلى نطاق 70 دولارا للبرميل.
وتابعت: " غير أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية طويلة الأجل أدى إلى هبوط أسعار النفط بحدة في مطلع الشهر بينما أدى إلى هبوط أسعار الأسهم، ما أثار مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وحفز على التخلص من أسهم النفط الآجلة ".
ورغم أن تذبذب الأسعار لم يعد كبيرا.. بقيت سوق النفط تتخذ موقف التريث منذ منتصف فبراير الماضي بتأثير محتمل على أسعار النفط من عوامل أسواق المال بما في ذلك سياسة أسعار الفائدة الأمريكية مع تعيين جيرومي باول رئيس مصرف الاحتياطي الأمريكي الجديد الذي تولى المنصب في 5 فبراير والنهاية المحتملة للتسهيلات الكمية التي يعتمدها المصرف المركزي الأوروبي وتقلبات أسعار الصرف الناجمة عن ذلك حسب الدراسة الصادرة عن مركز اقتصاديات الطاقة في طوكيو.
وترى الدراسة أن السياسات المالية ليست العامل الوحيد الذي يتسبب في تذبذب أسعار النفط.. بل توجد عوامل هامة بينها الإمدادات الكبيرة في الأسواق واحتمال ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي مدفوعا بتحسن سعر البرميل.
وفي تقريرها الأخير عن أسواق النفط.. تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو إنتاج النفط الأمريكي بأكثر من 1.5 مليون برميل في اليوم عام 2018.
كما يساهم في عدم استقرار السعر هبوط الإنتاج في فنزويلا حيث تلوح في الأفق أزمة ديون جديدة بسبب تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأزمة الحادة التي تعاني منها شركة النفط المملوكة للدولة PDVSA.
وقد هبط الإنتاج من أكثر من مليوني برميل باليوم في يوليو 2017 إلى 1.6 مليون برميل باليوم في يناير 2018.. مع توقع بعض الخبراء مزيدا من الهبوط ليصل إلى أقل من مليون برميل باليوم.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه العوامل المتعلقة بالمعروض والمخاطر الجيوسياسية ستؤدي إلى استمرار تذبذب الأسعار في سوق النفط العالمية.