واشنطن - أ.ف.ب
تطبيقات الهواتف الذكية تساعد المكفوفين في حياتهم اليومية، فتدلهم على الطريق وتشرح لهم الصور وتعرفهم بالمنتجات الغذائية وتقرأ لهم الجرائد، ولكن إلى أي مدى يمكن لشخص ضرير التخلي بهذه التطبيقات عن عصاه أو كلبه المساعد؟
اختبر ألمانيان كفيفا البصر "رجل وامرأة" تطبيقات للهواتف الذكية مخصصة لفاقدي البصر، وذلك بتكليف من مؤسسة في دي آر الإعلامية.
وسعى كل من ريناتيه هوب، وساشا آيك، من خلال التجربة إلى معرفة مدى قدرة هذه التطبيقات على مساعدة العميان في حياتهم اليومية.
ويستخدم الرجل الضرير ساشا آيك عادةً كلبه كي يدله على الطريق، في حين تعتمد المرأة الضريرة ريناتيه هوب على عصاها البيضاء التي تتوكأ عليها لتجنبها مخاطر الطريق.
تحديد المواقع بالإرشاد الصوتي
وفي التجربة، قام الضريران باستخدام تطبيق بلايند سكوير Blindsquare بعد تحميله على هاتفين ذكيين من نوع آيفون.
يقوم التطبيق بتوجيه الشخص الكفيف في الطريق من خلال الصوت حتى يصل إلى هدفه المبتغى، وقد ساعد بالفعل الشخصين كليهما على وصف المكان التقريبي لأحد المقاهي وأحد البنوك وأحد تقطاعات الطرق، لكن طريقة تحديده لموقع أحد المتاجر كان معقدا وغير دقيق، ووجد الكفيفان أن سؤال المشاة في الشارع كان أسرع في إيصالهما إلى الهدف وأسهل من الاعتماد على المعطيات الصوتية لهذا التطبيق البرمجي.
ويتطلب تحسين أداء التطبيق تعديل برمجته ليقوم بوصف الطريق إلى هذا المتجر بشكل أدق، أو يستلزم التدرّب أكثر على هذا المسار ليصبح تحديد المواقع أكثر دقة، ورغم ذلك فإن الشخصين المختبِرين قالا إن التطبيق حتى في هذه الحالة أعطاهما على الأقل تصوراً حول البيئة المحيطة.
يشار إلى أن سعر هذا التطبيق البرمجي يبلغ نحو 30 يورو.
ويوجد أيضا تطبيق ذكي آخر يساعد على التواصل بين ضريري البصر والأشخاص العاديين القادرين على الرؤية، واسمه بي يماي آيز Be my eyes.
وبهذا التطبيق يقوم الشخص الكفيف بالتقاط صور للأشياء التي يريد أن يعرف ماهيتها، وتظهر هذه الصور في الهاتف الذكي لشخص آخر مبصر، يقوم بدوره بشرح محتوى الصورة للشخص الأعمى تليفونيا مثلا.
وثمة تطبيقات برمجية أخرى للهواتف الذكية تتعرف على الألوان، وكذلك تتعرف على المواد الغذائية من خلال خطوط التشفير "بار كود" الموجودة على أغلفتها، بل ومنها ما يمكنه قراءة المقالات الصحفية في الجرائد.
ويقول الألمانيان كفيفا البصر ريناتيه هوب وساشا آيك إنهما إجمالاً يطلبان من الناس المساعدة عند الحاجة، ولكنهما يستخدمان أيضا هذه التطبيقات البرمجية على الهواتف الذكية، لأنها توفر لهما المزيد من الاستقلالية وتحسّن من نوعية حياتهما اليومية.