جانب من الدورة الثالثة للقمة الحكومية

يحظى مستقبل الإنترنت بجانب من اهتمام القمة الحكومية التي تعقد دورتها الثالثة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " خلال الفترة من التاسع إلى / 11 / فبراير الحالي تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".

ويعتبر الحديث عن المستقبل من أكثر الأمور تشويقا لأنه هاجس مسيطر على عقول الأجيال لكن العالم سيشهد خلال الأعوام المقبلة تغييرات كبيرة جدا وربما سيعيش بنو البشر في عالم مختلف كليا عما هو عليه.

وتأتي جلسة " إنترنت كل الأشياء الشبكة الرقمية وأثرها في تحول الخدمات في المستقبل" ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة لتغادر محطة الحاضر وتصحب المشاركين في جولة تحاول استقراء جانب من حياة المستقبل.

ويتحدث في الجلسة كيفين كيلي مؤسس مجلة "وايرد" الشهيرة في عالم التكنولوجيا مستعرضا كيف أن كثيرا من الأشياء التي تدخل في الاستخدامات اليومية للانسان أصبحت متصلة بشبكة الانترنت ومتوقعا انتهاء عصر الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي مع ازدياد سرعة خدمات الشبكة وتوافر المزيد من الوسائل التي يمكن من خلالها للمستخدم العادي الاطلاع على بياناته.

وتؤكد النظرية التي يطرحها كيلي أن نجاح الابتكارات والأجهزة في المستقبل سيتوقف على قدرتها على الاختفاء بمعنى الاستفادة منها من دون رؤيتها.

وينطلق كيلي في هذه الرؤية من أن جميع الأجهزة والمعدات في المستقبل القريب ستكون مزودة برقائق الكترونية لجمع المعلومات بشأن المستخدم وتوصيلها عبر شبكات لنقل البيانات وأن المعلومات هي أكثر الكيانات التي تتوسع على الكوكب وسيعتمد جزء من الثروة على القدرة على جمع البيانات وإدارتها وتصنيفها وتحليلها متوقعا أن تفوق قدرة شبكة الإنترنت على معالج البيانات قدرة أدمغة البشر مجتمعة بحلول عام 2040.

ويبني كيلي نظريته على حقيقة أن المجتمعات في جميع أنحاء العالم أصبحت متصلة ومترابطة على نحو متزايد ويتم تعقب نشاطات أفرادها ومجموعاتها باستمرار سواء كان ذلك عن طريق البيانات التي يتم تصفحها أو التي تحتويها المواقع الإلكترونية وصفحات فيسبوك التي يظهر فيها علنا الحالة الاجتماعية والأصدقاء ومكان الدراسة ومكان العمل والأماكن الهوايات المفضلة.

ويرى أن الكمبيوترات بما ستحتويه من كم هائل من البيانات الدقيقة المفصلة ستتعلم التفكير والقراءة والكتابة وتكتسب "حواس بشرية" مثل البصر والسمع حتى أنها ستتقن الكلام والإبصار.

وتعد القمة الحكومية منصة عالمية لأفضل الممارسات والخبرات ويشارك فيها نخبة من أبرز الخبراء والاختصاصيين في العمل الحكومي لمناقشة القضايا الأكثر ارتباطا بحياة الناس كالصحة والتعليم وخدمات حكومات المستقبل سعيا نحو تعزيز السعادة والرفاهية على الصعد كافة.

ويشارك في فعاليات الدورة الثالثة للقمة الحكومية نحو ثلاثة آلاف و /800/ مشارك بما في ذلك كبار الشخصيات وقادة القطاع الحكومي والخبراء من دولة الإمارات و/ 93 / دولة حول العالم إضافة إلى مشاركة نحو / 100 / شخصية من كبار المتحدثين في جلسات رئيسية تفاعلية تجمع العديد من القادة وصناع القرار والوزراء والرؤساء التنفيذيين وقادة الفكر في مجال الابتكار الحكومي والمسؤولين الحكوميين والخبراء الذين سيعرضون آراءهم وأفكارهم ورؤاهم حول حكومات المستقبل في أكثر من / 50 / جلسة من الجلسات المتخصصة.