واشنطن ـ رولا عيسى
ادّعى أكاديميون بلجيكيون، أنَّ شبكة مارك زوكربيرغ الاجتماعية "فيسبوك" تنتهك قوانين الخصوصية في الاتحاد الأوروبي من خلال وضع "الكوكيز" على أجهزة الكمبيوتر دون موافقة المستخدم لتسجيل بيانات التصفح الخاصة بهم.
وأوضح الأكاديميون أنَّ الـ"فيسبوك" يراقب الناس عبر شبكة الإنترنت بشكل غير قانوني، حتى لو لم يكن لديهم حسابات على الشبكة الاجتماعية.
وأكدوا أنَّ "فيسبوك" يستخدم ما يسمى على الإنترنت بـ"الكوكيز"، أي قطعة صغيرة من البيانات، لجمع معلومات عن نشاط الناس على شبكة الإنترنت، في كل مرة يزورون المواقع التي تحتوي على أيقونة "فيسبوك".
وأبرزوا أنَّ أيقونات الـ"فيسبوك" تنتشر على أكثر من 13 مليون موقع عادي، بما في ذلك تلك التي تديرها الحكومات والوزارات والمؤسسات المدنية والأهلية.
وزعم الأكاديميون في جامعة "لوفين" وجامعة "بروكسل"، بأنَّ الـ"فيسبوك" راقب مستخدمي الإنترنت في أوروبا لمدة عامين حتى إذا كانوا انسحبوا ولم يعودوا يستخدمونه، منوهين بأنَّ الشركة لديها أكثر من 1.3 مليار مستخدم ولكن هناك الملايين يزورون الموقع دون يكون لهم أي حساب عليه.
وأوضح الباحثون في دراستهم، أنَّ الـ"فيسبوك" يضع تتبع "الكوكيز" على مستخدمي الإنترنت في أجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والهواتف عندما يتم زيارة موقع "facebook.com".
وأضافت الدراسة "عندما يتم النقر على أي صفحة تابعة للـ"فيسبوك"، مثل صفحة لحفلة عيد ميلاد أحد الأصدقاء، أو صفحة لأحد المشاهير، أو صفحة لعلامة تجارية أو متجر دون تسجيل الدخول، فيتم تتبع جميع بياناتك".
واتهم نشاطو الخصوصية الـ"فيسبوك"، بأنَّه ينتهك الحريات بشكل كبير بهذه الطريقة، وأكدوا أنَّ الناس لا يمكن أن يحموا أنفسهم إلا عن طريق التوقف عن استخدام الإنترنت.
وأوضح الناشطون أنَّ الكثير من الشركات على الإنترنت يستخدمون "الكوكيز"، ويتم زرعه على أجهزة الحاسوب، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المستخدمين، ويتم استخدام هذا البرنامج لجمع معلومات عن المواقع التي يزورها المستخدمين في أوقات معينة، بحيث يمكن للشركات استهداف أناس معينة للإعلانات المصممة بعناية.
ويسمى هذا التصرف بـ"الإعلان السلوكي"، وهذا يعني أنَّ المستخدمين الذين يبحثون عن سيارة خاصة على شبكة الإنترنت، على سبيل المثال، يمكن أن تضع الشركة إعلان عن السيارة نفسها عندما يحل ضيفًا على الموقع.
ويسمح "الكوكيز" بأن تتم متابعة الشخص على جهاز الكمبيوتر أو هاتفه الذكي، ويسمح للـ"فيسبوك" أن يتبع نشاط المستخدمين على مدى عامين مقبلين حتى لو تم إغلاق حساباتهم على الـ"فيسبوك".
وصرَّح الأكاديمي المتخصص جونيز أكار، بأنَّ الـ"فيسبوك" سيراقب جميع المستخدمين حتى بعد عامين من إغلاق حساباتهم، وأوضح أنَّ الموقع يبدو أنه نسي أنَّ الناس هم مواطنون لديهم حياتهم الخاصة، وتعامل معهم على أنهم "آلات لصنع المال".
وأضاف الرئيس التنفيذي لمجموعة "اللوبي"، رينات شمشون، "من المخيب للآمال أن الفيسبوك يشعر بالحاجة لتعقب المستخدمين حتى وإن لم يعودوا يستخدمونه".
وأوضح النائب من المفوضية الأوروبية، برنارد شيما، "أنَّه إذا كنت لا تريد أن يجتبي عليك أحد فعليك أن لا تستخدم الفيسبوك".
وأضاف شيما الأسبوع الماضي، أنَّ الناس يجب أن يغلقوا حساباتهم على الـ"فيسبوك" إذا كانوا يريدون التأكد من أن الأجهزة الأمنية الأميركية لا تتجسس على المعلومات الخاصة بهم".
وأعلنت الـ"فيسبوك"، الأربعاء، أنَّ هذا التقرير غير دقيق، كما صرَّح المتحدث باسم الشركة، بأنَّ هذا التقرير يحتوي على معلومات غير دقيقة وغير واقعية.
وأضاف المتحدث باسم الـ"فيسبوك"، "أجرينا بعض التحديثات أخيرًا، ونحن واثقون من أنَّ هذه التحديثات تتوافق مع القوانين المعمول بها في الاتحاد الأوروبي".
وتنظر محكمة أوروبية دعوى قضائية حول مستقبل بيانات الأوربيين، التي تتشاركها شركات أميركية مثل "فيسبوك"، ويطالب المحامي والناشط ماكس شرمز من مارك زوكربيرغ تعويضًا له هو وأنصاره يبلغ 400 جنيه إسترليني لكل منهما، ويتم النظر في هذه الدعوى في 9 نيسان/ أبريل المقبل.