إنترنت إكسبلورر

مايكروسوفت تعلن تخليها عن «إنترنت إكسبلورر» بعد 20 عاما من إطلاقه

المتصفح لن يكون جزءا من «ويندوز 10 القادم».. والبديل «سبارتن»

«إنترنت إكسبلورر» احتكر الأسواق عام 2002.. وبدأت حصته تقل شيئا فشيئا بسبب «كروم» و«فايرفوكس»

إن كنت من جيل التسعينيات وما قبل، فبالتأكيد ستصعق من هذا الخبر، لا لأنك بحاجة إلى هذا الشىء، ولكن لأنه يمثل لك «الذكريات» مثله مثل «سوبر ماريو»، «الأتارى»، «الووكمن»، إنه «إنترنت إكسبلوور» المتصفح الأشهر والأقدم فى تاريخ مايكروسوفت، والتى أعلنت الأسبوع الماضى تخليها عنه فى نظام تشغيلها «ويندوز 10» الذى تعمل عليه حاليا.

* ما هو «إنترنت إكسبلورر«؟ وكيف بدأ؟
ــ هو متصفح ويب رسومى أنتجته شركة مايكروسوفت وأدرجته كجزء من البرامج التى تتضمن داخل نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز، أطلقته فى عام 1995، ليصبح بداية صناعة حرب المتصفحات، حيث قامت الشركة بشراء شركة «Spyglass» التى تطورت فيما بعد لتصبح شركة متصفح إنترنت إكسبلورر، ومعه بدأت حرب خلق وتطوير المتصفحات بين شركتى مايكروسوفت و«نيتسكيب» التى كانت من نتائجها زيادة انتشار المتصفحات وعدد مستخدمى شبكة الإنترنت.

واستطاعت مايكروسوفت أن تحقق نجاحا فى هذه المنافسة، لأنها كانت تملك حصة كبيرة فى أنظمة التشغيل، بفضل وضعها للمتصفح مجانا مع نظام تشغيلها مايكروسوفت ويندوز، وبالتالى لم يعد الناس بحاجة إلى تثبيت أى متصفح آخر على حواسيبهم، ما تسبب فى انخفاض حصة «نيتسكيب» فى سوق المتصفحات.

وفى 1998، استطاعت مايكروسوفت أن تحتكر سوق أنظمة التشغيل والمتصفحات، ما جعلها تواجه الكثير من القضايا والاتهامات بالاحتكار، والتسبب فى خسائر وأضرار للمنافسين، ولكنها استطاعت الصمود كثيرا ليستحق «إنترنت إكسبلورر» بجدارة لقب المتصفح الأكثر شهرة واستخداما، حيث استطاع أن يحصل على نسبة استخدام أكثر من 95% بحلول عام 2002، وبنسبة 65% فى 2009، ولكن بدأت هذه النسبة فى الانخفاض شيئا فشيئا خاصة مع صعود أسهم متصفح «جوجل كروم».

على مدى السنوات الماضية، أطلقت شركة مايكروسوفت الأمريكية 11 إصدارا لهذا المتصفح، لتعلن فى النهاية إحالته للتقاعد رغم شهرته الكبيرة فى عالم الإنترنت والشبكات.

* لماذا اتخذت شركة مايكروسوفت هذا القرار؟
ــ لم يكن القرار سهلا بالتأكيد، ولكن المشكلات التى أصبح يعانى منها مستخدمو المتصفح أصبحت تقلل من قيمة الشركة، حيث انتشرت الكثير من الشكاوى الخاصة بالسرعة والخيارات والمزايا الذى يوفرها المتصفح، خاصة بعد مقارنته بمتصفحات مثل «كروم»، «فايرفوكس»، «سفارى»، «أوبرا»، وغيرها.

لم يكن هذا هو السبب الوحيد، ولكن أعلنت شركة مايكروسوفت منذ فترة عن تطويرها لنظام تشغيلها الجديد والذى حمل اسم «ويندوز 10»، والذى سيتم إطلاقه قريبا، وأثناء الإعلان عن النظام الجديد ألمحت مايكروسوفت عن احتوائه على متصفح جديد تحت اسم «سبارتن» مؤقتا، فيبدو أن مايكروسوفت تحاول جذب العديد من المستخدمين إليها بأى طريقة.

وها هى أعلنت الثلاثاء الماضى عن تخليها عن المتصفح، حيث قال مدير التسويق بالشركة «كريس كابوسيلا»: «نبحث حاليا عن اسم جديد وعلامة تجارية جديدة للمتصفح الذى سيتوافر فى ويندوز 10».

وأضاف أن المتصفح الجديد لن يختفى بصورة كلية بل سيبقى موجودا فى بعض إصدارات «ويندوز 10» لأغراض متعلقة بالتوافق التشغيلى مع المواقع الإلكترونية القديمة لخدمة قطاع الشركات، لكن المتصفح الجديد سيكون الرئيسى فى نظام التشغيل المقبل.

«إنترنت إكسبلورر» مازال فى الصدارة رغم عدم استخدامه
استمر متصفح «إنترنت إكسبلورر» المملوك لشركة «مايكروسوفت» فى احتلال صدارة سوق المتصفحات العالمية على الأجهزة المكتبية، وذلك بنهاية شهر فبراير الماضى ليسجل حصة سوقية قدرها 57.4%..

وحل «جوجل كروم» فى المركز الثانى بنسبة استخدام 24.7%، أما «فايرفوكس» التابع لشركة «موزيلا» فقد جاء ثالثا بنسبة 11.6%، وحل «سفارى» رابعا بنسبة ضئيلة وهى 4.8%.

فتش عن المستفيد..
إن كان هذا القرار سيفيد أحدا فبالتأكيد ستكون مايكروسوفت المستفيد الأكبر، حيث بتخليها عن هذا المتصفح الذى أصبح به عيوب أكثر من المزايا، ستعود ثقة العديد من المستخدمين إليها مرة أخرى، خاصة وأن هذا يعتبر إعلانا منها «بالفشل» فى شىء معين، وهو بالتأكيد لا يقلل منها كشركة رائدة للبرمجيات فى العالم.

ولكن بالتأكيد سيكون هناك مستفيدون آخرون، وسيكون على رأسهم شركة جوجل الأمريكية، بمتصفح «كروم»، فهذا يعد انتصارا كبيرا لها ضد مايكروسوفت للمرة الثانية، حيث إن الكثير الآن يعتمدون على متصفح «كروم» كأساسى فى عملهم، خاصة بعد أن صدرت عدة تقارير تفيد أن المستخدمين لمتصفحى «كروم»، و«فايرفوكس» ينجزون أعمالهم بسرعة أكثر 15% من هؤلاء الذى يستخدمون «إكسبلورر».

ويعد هذا الانتصار الثانى لجوجل على مايكروسوفت بعد تفوق «أندرويد» على باقى أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة من هواتف ذكية وكمبيوترات لوحية، خاصة «ويندوز فون».

أما المستفيد الثانى الأكبر من هذا الخبر، ستكون شركة «موزيلا» والتى بالتأكيد ستحصل على المزيد من المستخدمين فى الأيام القليلة القادمة، والذين سيتخذون القرار بالتحويل فورا إلى المتصفحات الأخرى، والذين سيجدون أنفسهم أمام خيار من الاثنين الكبار إما «كروم» أو «فايرفوكس» والتى تطوره شركة «موزيلا«، فبالتأكيد ستحصل الشركة على قطعة جديدة من كعكة مستخدمى الإنترنت فى العالم.

وعلى أى حال، الأيام القادمة ستفصح بالتأكيد عن المستفيد الأكبر، وعن مدى «صحة» القرار الذى اتخذته مايكروسوفت خاصة فى هذا الوقت.