أبوظبي – صوت الإمارات
الأنثروبولوجيا، أو علم الإنسان، بشقيه الثقافي الاجتماعي، والفيزيقي، هو أحد العلوم الحديثة الشاملة التي ترتبط بمختلف العلوم الاجتماعية والطبيعية، وتبحث في حياة الإنسان من مختلف الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والطبيعية، في الماضي والحاضر والمستقبل، وتركيبة الإنسان التشريحية والفسيولوجية وتطوره البيولوجي عبر العصور، وتدرس التنوع الحضاري في العالم، ومسيرة الحضارات البشرية بكل تنوعها.
وبحسب عالم الأنثروبولوجيا الأستاذ الدكتور قيس نعمة النوري، تلميذ الدكتور علي الوردي، وصديقه وزميله لاحقًا، فإن أبا الأنثروبولوجيا هو ابن خلدون، وكان النوري دائمًا يركز في محاضراته أمام طلبته في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعات أجنبية وعربية عدة، على أن ابن خلدون ليس "أبوعلم الاجتماع"، فحسب، بل هو أيضًا "أبوالأنثروبولوجيا"، بمعنى أنه أول من وضع بعض الأسس المهمة في علم الإنسان.
وطاف النوري العالم عبر عقود متنقلًا في جامعات أميركية عدة، وكذلك في عدد من الجامعات العربية، من بينها جامعة الفاتح في ليبيا في سبعينات القرن الماضي، ونحو عقد من الزمان في معهد الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك في الأردن بين عامي 1994 و2003، وبعد ذلك عاد من جديد إلى جامعة بغداد.
وحاز درجة الماجستير عام 1960، والدكتوراه في الأنثروبولوجيا عام 1964، من جامعة واشنطن، بدأ التأليف والكتابة مطلع ستينات القرن الماضي، واستمر حتى وفاته في سبتمبر 2015.
ورصيده من الكتب تجاوز 24 كتابًا، أولها طبيعة المجتمع البشري في ضوء الأنثروبولوجيا قبل نحو خمسة عقود، وآخرها رحلة الفكر الاجتماعي، قبل نحو خمس سنوات، ومن بين تلك الكتب:
والأسرة مشروعًا تنمويًا، بيئة الإنسان من منظور الثقافة والمجتمع، الشخصية العربية، مدخل على علم الإنسان، الحضارة والشخصية، مدارس الأنثروبولوجيا، الأساطير وعلم الأجناس، علم الإنسان الطبيعي مع الدكتور تقي الدباغ، الأنثروبولوجيا الاقتصادية، الأنثروبولوجيا النفسية، بالإضافة إلى أربعة كتب ترجمة، ومئات الأبحاث والدراسات والمقالات.
وكان عالم الأنثروبولوجيا النوري يطمح إلى أن يجد متسعًا من الوقت كي يكتب شيئًا ما عن أستاذه وصديقه الدكتور علي الوردي يليق به، على الرغم من أنه كتب ونشر عنه في أكثر من محفل بالعربية والإنجليزية، لكن السن والمرض وكثرة التنقل من بلد إلى بلد أجلت هذا الطموح مرات عدة، وأدركه الموت