باريس ـ أ.ف.ب
كشف علماء ان الفيلسوف وعالم الرياضيات الفرنسي رينيه ديكارت (1595-1650) كان مصابا بتورم في العظام في الجبهة بنحو 5,4 سنتيمتر، وهو ورم حميد على ما يبدو ولم يكن له اي علاقة بوفاته.
واجرى فريق من العلماء بقيادة فيليب شارلييه الخبير في كشف الالغاز الطبية التاريخية، مسحا ضوئيا لجمجمة ديكارت اتاح لهم التوصل الى هذه النتيجة.
وسبق ان اجرى فيليب شارلييه ابحاثا مماثلة على شخصيات طبعت التاريخ، مثل ملك انكلترا في القرن الثاني عشر ريتشارد قلب الاسد، وانييس سوريل زوجة الملك شارل السادس في القرن الخامس عشر، وغيرهما.
وتوصل الباحثون الى ان ديكارت كان يعاني من "ورم عظمي ضخم"، لكن هذا المرض، رغم اسمه المخيف، ليس مرضا خبيثا.
ونشرت نتائج هذه الابحاث الجمعة في مجلة "ذي لانست" البريطانية.
وجمجمة ديكارت محفوظة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس منذ العام 1821.
وقال شارلييه لوكالة فرانس برس "لقد تمكننا من تحديد المرض بدقة، معالمه واضحة".
فقد أظهر المسح الضوئي للجمجمة وجود "كتلة كثيفة سماكتها ثلاثة سنتيمترات وعرضها 1,8 سنتيمتر في الجيب الغربالي الايمن"، احد الجيوب الانفية.
واستبعد الباحثون فرضيات عدة بحيث باتوا مقتنعين ان هذا التضخم هو ورم جيبي حميد.
ولا تظهر اعراض هذا النوع من الامراض على الانسان سوى في 10 % فقط من الحالات.
وفي هذه الحالات يؤدي الورم الى احتقان الانف، والاختلال في وظائف الجيوب الانفية، وسيلان الانف، والالم في الراس، وصولا الى اضطرابات النظر في بعض الحالات.
لكن ايا من هذه الاعراض لم يكن لها اثر في مذكرات ديكارت، ما خلا حديثه اعراض متصلة بداء الشقيقة، وتحديدا عن اصابته بآلام مبرحة في الرأس ليلة العاشر من تشرين الاول/نوفمبر من العام 1619 صاحبتها هلوسات بصرية وسمعية مفاجئة.
لكن بحسب الباحثين فان هذه الاعراض يستبعد ان تكون من نتائج الورم الحميد في الجيوب الانفية.
اما اسباب هذا الورم الحميد فقد حددها الباحثون في التشوه الخلقي، او التعرض لضربة او التهاب مزمن.
لكن في كل الحالات، يستبعد الباحثون تماما ان يكون هذا الورم سبب وفاة ديكارت الذي توفي عن 54 عاما مصابا بالتهاب رئوي، وذلك في الحادي عشر من شباط/فبراير من العام 1650 في العاصمة السويدية ستوكهولم حيث دفن.
ثم استعادت السلطات الفرنسية رفاته في العام 1666، ما عدا الجمجمة التي سرقها احد الحراس السويديين المنزعجين من فقدان بلاده لرفات الفيلسوف الفرنسي.
ولم يلحظ احد اختفاء الجمجمة حتى العام 1818، حين نقل رفات ديكارت الى كنيسة سان جيرمين دي بري.
بعد ذلك كان الفضل لعالم الكيمياء السويدي برزيليوس في العثور على الجمجمة في العام 1821.
واوضح شارلييه ان الابحاث الجارية على الجمجمة "تتيح التوصل الى خلاصات وظائفية وجسدية عن صاحبها".