انطلاق منتدى الشرق الأوسط

انطلقت هنا اليوم أعمال منتدى الشرق الأوسط الثامن للرفع الاصطناعي "MEALF" الذي تستضيفه الدوحة ويشارك فيه أكثر من 400 من المتخصصين في هذا المجال، لمناقشة جملة من القضايا من بينها الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا الرفع الاصطناعي في عمليات إنتاج النفط في أرجاء منطقة الشرق الأوسط، وذلك تحت شعار "رفع مستقبلنا" الذي ينشده المنتدى بمناسبة تركيز نسخته الراهنة على إتاحة الفرصة أمام طلاب الجامعات في المنطقة.

ويعد المنتدى الفعالية الوحيدة المخصصة لقطاع الرفع الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، ويشهد تقديم ما يقارب 150 ورقة علمية قدمها خبراء تقنيون في هذا المجال، إلى جانب عروض لأكثر من 40 شخصا يمثلون 25 دولة، ما يتيح فرصة نادرة للتواصل وبناء العلاقات بين المعنيين في هذا القطاع من المتخصصين وكبار المديرين وصناع القرار.

وقال السيد خالد سعيد الرميحي، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التطوير والتنقيب في شركة قطر للبترول، إن أعداد المهندسين قد تزايدت اليوم عما كان عليه قبل ثلاثين عاماً، إلا أن هذا لا يعد كافياً.. "ما نحتاجه هو تقديم خبرات عملية لهؤلاء المهندسين الشباب إلى جانب التعليم النظري الأكاديمي، حيث إن هناك فجوة واضحة بين ما هو مطلوب وما هو متوفر، وعلينا العمل على ردم هذه الهوة، مضيفا أنه من الطبيعي أن مثل هذه المنتديات تسهم في تبادل الأفكار والاقتراحات وبناء العلاقات، وهو ما يجعلها أدوات هامة من أجل طرح خيارات بديلة مبتكرة".

من جانبه، أعرب السيد خالد الأنصاري، رئيس منتدى الشرق الأوسط للرفع الاصطناعي، ومدير التطوير في حقل دخان في شركة "قطر للبترول" عن سعادته لرؤية "التنوع الكبير ضمن المشاركين والشخصيات الهامة والأكاديمية الحاضرة، والتي تضيف الديناميكية والحيوية إلى هذا المنتدى الهام".. مؤكدا على أهمية توظيف الابتكار والمعارف الواسعة كأدوات للتغلب على أزمة الطاقة، وهو ما تحول إلى واجب أخلاقي تجاه الأجيال القادمة.    ويلعب المنتدى الذي يقام كل عامين دوراً هاماً في تقديم الحلول التقنية المثلى في هذا القطاع، حيث يمثل المنتدى منصة عالمية لمشاركة الخبرات وأفضل الممارسات للتعامل مع الاحتياجات المستقبلية لقطاع الرفع الاصطناعي .

ويصاحب المنتدى معرض ومؤتمر وورش عمل متنوعة، كما يكشف عن أحدث المعدات والتقنيات والخدمات المتعلقة بعمليات الرفع الاصطناعي، مقدماً للمشاركين فرصة الاطلاع على آخر المنتجات وأحدث التقنيات المتاحة في سوق هذا الحقل في الوقت الراهن .

ويشتمل المنتدى على مجموعة من العروض التقديمية الغنية بالمعلومات والتي جرى تقييمها بعناية، إلى جانب العديد من جلسات النقاش التي يشارك فيها كوكبة من المتحدثين المرموقين، حيث تتطرق جلسات المنتدى لكافة جوانب الرفع الاصطناعي كعنصر هام في أنشطة إنتاج النفط، كما سينصب تركيز هذا المنتدى الذي يجمع أفضل الأخصائيين الفنيين تحت سقف واحد، على توثيق الدراسات المتميزة وأفضل الممارسات في مجالات الرفع الاصطناعي، إضافة إلى تقديم معلومات مباشرة حول المسائل الهامة وأحدث التطورات في هذا المجال.

وتخضع عملية اختيار العروض التقديمية لمعايير دقيقة، وتتم على يد مجموعة من أهم المتخصصين من ذوي الخبرة والمصداقية في مجال صناعة النفط والغاز، حتى يخرج المنتدى في صورة رائعة من خلال الجلسات التي يقدمها حول التكنولوجيا الجديدة، وتصميم الرفع الاصطناعي، والتشغيل الآلي والمراقبة وتحقيق الاستفادة المثلى، والأنظمة المعقدة، وظروف البيئة القاسية، وتحليل الموثوقية والفشل، وتحديات الرفع الاصطناعي وأفضل ممارساته.
    
الشريك الرسمي والحصري للفعالية

واختار منتدى الشرق الأوسط الثامن للرفع الاصطناعي، قطر للبترول لتكون الشريك الرسمي والحصري للفعالية، حيث يلعب الدعم الذي تقدمه الدور الأساسي في نجاح المنتدى، كما تساهم قطر للبترول بشكل فاعل في أعماله.

وقد تم تخصيص يوم كامل لورش العمل التدريبية قبل بدء المنتدى، حيث أشرف عليها مجموعة من كبار الخبراء من شركات رائدة، للعناية بورش العمل التي من المرتقب أن تتطرق لموضوعات تشمل رفع الغاز، والرفع بالمضخات الكهربائية الغاطسة، وطرق الاختيار الأمثل للرفع الاصطناعي، والرفع بالمضخات القضيبية الماصة.

ويشهد انعقاد المنتدى هذا العام مبادرة "تشجيع البيئة الخضراء"، التي تعمل على ترشيد استخدام الورق خلال فترة المنتدى التي تمتد لثلاثة أيام، إذ يتوفر لكل مشارك في المنتدى جهاز آي باد يمكنه من خلاله استخدام التطبيق الخاص بمنتدى الشرق الأوسط للرفع الاصطناعي، والذي يشمل كافة المعلومات المتعلقة بالمنتدى ويمكن لكافة الحضور استخدامه من خلال أي جهاز يعمل بنظام iOS، ما يضمن استبعاد استخدام الورق حماية للبيئة.

من جانب آخر، يشهد المنتدى طرح مبادرات أخرى تشمل إشراك الشباب في قطاع النفط والغاز، وذلك من خلال توفير إمكانية مشاركة الطلاب مجاناً في المعرض والمنتدى، ما يتيح لهم الفرصة للتعلم من كبار الخبراء في صناعة النفط، بل يُسمح لهم أيضاً بعرض مشاريعهم في المنطقة المخصصة لذلك في المعرض، حيث من المتوقع أن يلقى الطلاب الدعم من جانب الشركات الدولية والإقليمية لصقل مهاراتهم والتعرف على الفرص المستقبلية، إلى جانب عقد نقاشات متميزة تحت عنوان "جيلٌ جديد يتحدى المستقبل" من شأنها أن تسهم في تكوين رؤية لدعم الشباب في تطوير حياتهم المهنية في قطاع النفط والغاز.

يشار إلى،  أن منتدى الرفع الاصطناعي، الذي كانت انطلاقته في العام 2001، يعد منتدى متخصصا يعقد كل عامين ويركز على الاستخدام المتزايد لتقنيات الرفع الاصطناعي في استخراج النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط، وتدعم فعاليات المنتدى هذا العام مجموعة من الشركات الرائدة الإقليمية والدولية في مجال إنتاج النفط والغاز الرائدة في منطقة الشرق الأوسط ونطاق دول مجلس التعاون الخليجي.

ويعد الرفع الاصطناعي عملية دفع أو زيادة كمية الخام المنتجة من الآبار النفطية عن طريق وسائل ميكانيكية أو هيدروليكية، إذ أن لكل خزان نفطي ضغطه الخاص الذي يجبر السوائل على الاندفاع إلى الأعلى، حيث الضغط المنخفض، ولكن الضغط داخل الخزان قد يكون غير كاف لتوصيل النفط إلى أعلى البئر مما يوجب استخدام طرق الرفع الاصطناعي للإنتاج، والتي من بينها الرفع بالطلمبات، والرفع بالضغط النفاث، والرفع بواسطة الغاز.