دبي - جمال أبو سمرا
كان علماء الفلك يتصورون أن الأنظمة الكوكبية ذات الأربعة شموس شيء نادر في الكون، لكن اكتشافا جديدا يوحي أن نحو 4% من النجوم المماثلة للشمس تقع في أنظمة رباعية .
في مجرتنا، نجد أن معظم النجوم ليست معزولة ولكن لدى كل منها نجم مرافق ويشكل الاثنان معا نظاما ثنائيا ومن الممكن أيضاً رصد أنظمة ثلاثية، ولكن الأنظمة الرباعية نادرة، وحتى فترة وجيزة لم يرصد علماء الفلك سوى تجمع واحد لأربعة نجوم ونظام آخر في طور التشكل من خلال تلسكوبات المرصد الفلكي بالومار الواقع في سان دييغو حيث وجد هؤلاء نجمة رابعة في النظام النجمي (30 Arietis) الواقع على بعد 136 سنة ضوئية من الأرض وذلك في كوكبة برج الحمل، وكان الباحثون حددوا قبل ذلك وجود ثلاثة أجرام فقط قبل اكتشافهم وجود كوكب غازي عملاق يزيد على كوكب المشتري بعشرة أضعاف . هذا الكوكب بالتحديد يدور حول نجمه الرئيسي في 335 يوما وإلى جانب الشمس الرئيسية، هناك شمس أخرى لا يدور حولها أي كوكب، أي أن لهذا النجم شريكا قريبا نسبيا، ولهذا الزوج النجمي رابط تجاذبي مع زوج نجمي آخر بعيد، ويقع على بعد 1670 وحدة فلكية، أي حوالي 1670 مرة المسافة بين الأرض والشمس، ويدور هذا الكوكب وهاتان الشمسان مع شمسين أخريين حول نقطة مركزية في الفضاء .
وإذا كان من الممكن رؤية السماء من الكوكب (30 Arietis) فسيبدو النجم الرئيسي كشمس صغيرة وسيبدو النجمان الآخران كنجوم ساطعة تشاهد حتى في وضح النهار، وهذه المرة الثانية التي يكتشف فيها كوكب تتنافس عليه 4 شموس .
ويمكن للتليسكوب فقط التمييز بين نجم ثنائي بين هذين النجمين .
هذا الاكتشاف الأخير الذي أعلنت عنه وكالة ناسا، ونشر في مجلة الفيزياء الفلكية، يشير إلى أن الكواكب في الأنظمة النجمية الرباعية ربما تكون أقل ندرة مما كان مقدرا، فالواقع أن هذا النوع من النظام النجمي، الذي يتكون عادة من زوجين من النجوم الثنائية التي تدور ببطء حول بعضها بعضاً على مسافات كبيرة هو في حد ذاته هو أكثر شيوعا . فحوالي 4% من النجوم الشبيهة بالشمس تقع في أنظمة رباعية، وهو ما يرفع من التقديرات السابقة ، على حد وصف اندريه توكوفنين من مرصد سيرو تولولو في شيلي، ولا يعتقد العلماء أن الكوكب المكتشف قابل للعيش فيه، أو يحتوي على أي من عناصر الحياة، كما أنه من غير الواضح لديهم كيفية تشكل هذا النظام أو كيفية تفاعل النجوم مع بعضها بعضا .