لدكتور لطفي بولس

تقيم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بعد غد الأحد حفل تأبين عالم النبات العالمي الدكتور لطفي بولس صاحب موسوعة "فلورا مصر"، وذلك بحضور وزيري الزراعة والبيئة، والدكتورة فينيس كامل وزير البحث العلمي الأسبق إلى جانب زملاء وأصدقاء وتلاميذ وأسرة الفقيد الراحل.

وأكد الدكتور محمود صقر رئيس الأكاديمية في تصريح له اليوم الجمعة أن هناك ضرورة لتقدير التميز في العلم وتطبيقاته، من خلال رصد وتسجيل إنجازات العلماء والباحثين المتميزين في مختلف فروع العلم، خاصة الحاصلين منهم على تقدير عالمي، مشيرا إلى أن الأكاديمية أصدرت كتابا عن العالم الكبير لطفي بولس تناول سيرته ومسيرته عبر مشوار حياته الذي تجاوز الثلاثة والثمانين عاما.

وقال صقر إن الدكتور لطفي بولس، الذي رحل عن عالمنا يوم 4 مايو الماضي، يعد أحد أبرز العلماء الذين أفنوا سنوات طويلة من عمرهم تشييدا لاسم مصر في المحافل والمكتبات العلمية العالمية .. موضحا أن الفقيد الراحل لم يصنع أحد صنيعته في العلم على الإطلاق، سواء في مصر أو في عموم وطننا العربي، حيث أمضى سنوات طويلة من عمره العلمي لتتفتَّح على يديه زهرة علمية، ستظلّ يانعة في بستانها، و هي موسوعته " فلورا مصر" .

وأضاف أن تلك الموسوعة العلمية تقصّ لنا ولسائر الأجيال العلمية الحالية والمقبلة، سيرة وأسلوب حياة كل نبات طلَّ ببرعمه على أرض مصر، وفي أي مكان فيها سواء دلتاها وواديها، سهولها وقفارها، جبالها وهضابها، غردها وكثبانها، صخورها وواحاتها.

وأشار إلى أن موسوعة " فلورا مصر هي أول موسوعة للنباتات الطبيعية في مصر، أنجزها الدكتور لطفي بولس، والتي استحق بها أن يخلد اسمه كعالِم مصري فذّ، ضمن عشرين عالِماً فقط على مستوى العالم صنعوا صنيعته، واستطاع أن يثبت كمواطن مصري قبل أن يكون عالِماً، أنَّه ليس أقل من أحد، وأنَّه يتحدَّى المستحيل لأن يفعل مثلهم، لذا استطاع العالِم الرَّاحل هو وحده دون غيره في مصر والوطن العربي، أن يرصد بالقلم والرِّيشة والكاميرا نباتات بلاده المحروسة، ويُنجز ما لا يمكن أن تُنجزه سوى مؤسسات علمية ضخمة.

وأكد رئيس الأكاديمية أنه من هذا المنطلق فالدكتور لطفى بولس يعد أول عالم مصري وعربي يحصل على جائزة الميدالية الذهبية من منظمة منطقة البحر الأبيض المتوسط، لبحوث وتصنيف النباتات OPTIMA ، عن إسهاماته في تصنيف النباتات والفلورا العالمية، وأبحاثه التي تعدت الـ 120 بحثا و15 كتابا.

وأوضح أنه كان لزاما على أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن تبدأ به، كأحد أبرز شموس مصر العلمية، ليعلم القاصي والدَّاني، أن الأكاديمية حريصة على أداء رسالتها، وأن مصر العربية لا تنسى أبدا أمثال هؤلاء العلماء الأفذاذ، وإنَّها ماضية في سبيل تقديرهم وتكريمهم، وتوعية للأجيال المصرية الشابة، بأن ثمة علماء يعيشون بيننا، يبذلون الجهد، ويواصلون العطاء لمصر الأمة، وهناك حاجة ملحة لنعرفهم، فتتكاتف العقول والسواعد، وتربط بيننا الثقافة والمعارف العلمية، لنقف جميعا وقفة رجلٍ واحد، لندفع بمصرنا خطوات إلى الأمام.