رئيس اللجنة الوطنية للابتكار، محمد عبدالله القرقاوي

 أعلنت الإمارات عن مشروع أول مبنى مكتبي على مستوى العالم، ستتم طباعته بالكامل بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في خطوة طموحة تدعم الإمارات في  ترسيخ مكانتها كمركز عالمي لهذا النوع من التكنولوجيا في مجالات الهندسة المعمارية والبناء والتصميم.

    وأكد رئيس اللجنة الوطنية للابتكار، محمد عبدالله القرقاوي، أن دولة الإمارات وبتوجيهات من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ماضية في أخذ موقعها على واجهة المستقبل معتمدة على توظيف الثورات التكنولوجية في كل ما له أثر على الارتقاء بحياة الإنسان، وتطوير القطاعات المختلفة بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار.

    وقال إن هذا المشروع سيشكل بداية لتحولات جذرية خلال السنوات المقبلة في عالم التصميم والبناء، حيث ستساهم تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقليل عنصري التكلفة والوقت اللذان يعدان الأهم بالنسبة للمشاريع الإنشائية، وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا كانت مجرد فكرة تراود خيال البعض، إلا أنها تتحول اليوم إلى واقع حقيقي وملموس، كما سيشكل هذا المبنى المكتبي المتكامل تجربة واقعية لمدى جدوى تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما له الدور الكبير في إعادة ابتكار قطاع البناء والتصميم من خلال نقل هذه التكنولوجيا إلى نطاق التطبيق.

    وأضاف القرقاوي إننا نريد أن نبني على التجربة التي تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار لنستفيد من التكنولوجيا في ما يخدم الناس ويسهل حياتهم، نريد أن نستفيد منها في التعليم والصحة وكل المجالات بما يحقق الفائدة والسعادة للإنسان والإنسانية.

    ويشير الخبراء إلى أن "الأثر الحقيقي لتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد يكمن في قدرتها على توفير تكلفة البناء بنسبة تتراوح بين 50% إلى 70% وتكلفة العمالة بنسبة تتراوح بين 50% إلى 80%، إضافة إلى تقليل نسبة النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء بنسبة تصل إلى 60%، مما ينعكس إيجاباً على المردود الاقتصادي للقطاع ويساهم في تحقيق استدامة البيئة والموارد.

    ويعتبر المبنى المكتبي الذي تبلغ مساحته ما يقارب الـ2000 قدم مربعة، والذي سيقع بالقرب من المساحة المخصصة لمشروع "متحف المستقبل" الأول من نوعه في العالم على الإطلاق من ناحية استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، لإنشاء مبنى بهذا الحجم وبهذا المستوى من التفاصيل الفنية للاستخدام الفعلي، حيث ستتم طباعة المكتب بالكامل باستخدام طابعة يبلغ ارتفاعها 20 قدماً خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر فقط، كما ستتم طباعة كافة مكونات الأثاث الداخلي والهيكل الخارجي بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يجعل من هذا المكتب الأكثر تطورا في هذا المجال.