دعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مقاطعة بعض الشبكات الاجتماعية، وعلى رأسها موقع ask.fm الذي وصفه بالـ”حقير” بعد الفاجعة الكبيرة التي أفاق عليها البريطانيون منذ 10 أيام، حيث أقدمت فتاة مراهقة عمرها 14 سنة على الانتحار شنقا، بعد تلقيها بعض الرسائل من مجموعات تشجع المراهقين على قتل النفس ونشر العنف. وتعليقا على الخبر أضاف ديفيد كاميرون إلى صحيفة سكاي نيوز بأنه يدعو كل المستخدمين إلى مقاطعة هذا الموقع الحقير؛ تفاديا لوقوع مأساة جديدة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشباب الباقين، كما أدان كل شخص يتعاون مع هذه المجموعات ويساعدهم في نشر العنف، ووصف هذا العمل بأنه انتهاك للقانون يتوجب عليه سجن الشخص الذي تمت إدانته. وذكر متحدث بأن موقعask.fm  بأنه ضد هذه الجرائم وأن الموقع يقوم بمساعدة الشرطة منذ وقت طويل في تحقيقاتها لتتبع المجرمين والإمساك بهم، وطلب من أولياء المستخدمين قصار السن إخبارهم بأي نشاط غريب أو مضايقات يمر بها أبنائهم المراهقين. وبعد العديد من التحريات، اكتشف مسؤولو الشبكة بأن أكثر من 98 % من الرسائل المرسلة إلى الفتاة تم إرسالها من نفس الحاسوب والمعرف (IP). يحتل موقع ask.fm المركز التاسع حاليا في مجال الشبكات الاجتماعية، حيث تم تأسيسه سنة 2010 ويحمل حوالي 13.2 مليون مستخدم نشيط شهريا، ويقوم عمله على مبدأ طرح الأسئلة وتلقي الأجوبة في كل مجالات الحياة، ويسمح للمستخدمين أيضا بإرسال رسائل مجهولة الهويَّة، مما يسمح لهم بكل سهولة من تصيد الضحايا. ولا تعتبر هانا – الفتاة المنتحرة – أولى ضحايا نشر العنف على الشبكات الاجتماعية، فقد سبقها في ذلك أربعة أشخاص، بما في ذلك جوش إنسورث - 15 عاماً – والفتاتان إيرين جاليك وكيارا بجسلي من إيرلندا وعمريهما لم يتجاوز 15 عاماً أيضا. ويذكر بأنه بعد العديد من التحقيقات، تم اكتشاف صبي عمره 16 سنة من بلجيكيا قام بإرسال رسائل عنف لهانا قبل وفاتها بيوم واحد، ولكن لم تثبت إدانته إلى حتى هذه اللحظة من قِبَلِ القانون؛ لأنه لا يوجد أي دليل ملموس والتحقيقات لا تزال جارية لإثبات التهمة عليه. هذا الخبر قد أثار اهتمامي كثيرا، والسبب هي ردة فعل مسؤولي بريطانيا السريعة لإنقاذ المراهقين، في الوقت الذي يؤسفني فيه أن أخبركم عن حالتين مماثلتين تمت في تونس، عندما أقدم شباب على الانتحار بعد تأثير عبدة الشياطين على عقولهم من خلال شبكة الفيس بوك، ولم يتم فتح أي تحقيقات في هذا الأمر…