القاهرة -صوت الامارات
إننا بكل بساطة لا نعرف شيء عن الكون ولا نعرف شيء عما يوجد فيه من غرائب مدهشة وأمور تجعل من العقل ينفجر بسبب روعتها أمور تدعنا ندخل إلى عالم ساحر وهادئ رغم الأحداث المرعبة التي تحدث في بعض الكواكب والنجوم والكويكبات التي لا نعرف منها سوى جزء صغير جداً.
قال جوردانو برونو يوماَ من الأيام: “أن من يظن انه ليس هناك من الكواكب أكثر مما نعرف بالفعل يشبه في غروره ذلك الذي يعتقد انه ليست هناك طيور أخرى تحلق في الهواء غير تلك التي يراها من نافذته الصغيرة “.
هنا سنركب المكوك الفضائي ونذهب برحلة بسيطة حول الكون لنتعرف على بعض الأمور الموجودة في هذا الفضاء الواسع.
الكتلة المجرية “ايل غوردو”:
في مكان كبير بحجم الكون، لابد من وجود بعض الأشياء الغريبة فيها. سنقدم هنا في البداية أكبر وأبرد وأسخن وأقدم وأظلم وألمع والأكثر إحساساً بالوحدة والمزيد من الأمور الأخرى التي تفوق فيها على جميع الأشياء في الكون من باب منزلك إلى حافة الكون المعروف لدينا.
أولاً، إن أيل غوردو تعني بالإسبانية الدسم. وهو أضخم تجمع مجرات في الكون البعيد. وهو 3 مليون بليون ضعف كتلة الشمس، ويقع أيل غوردو على بعد 9.7 مليار سنة ضوئية منا، وهذا يعني أنه أصبح بهذا الحجم عندما كان الكون في نصف عمره.
النجم النابض الأرملة السوداء:
النجم النابض J1311-3430 يزن تقريباً ضعفي وزن الشمس، لكن حجمه كحجم مدينة واشنطن تقريباً. وهذا النجم يصبح أكبر عن طريق التغذية من رفيقه الذي يصاحبه وهو نجم عادي. يدور الاثنين –النجم النابض و النجم العادي- حول بعضهم البعض كل 93 دقيقة كأنهم يتراقصان في الفضاء بمعنى أخر انه يستغرق 93 دقيقة ليدور حول نجمه.
يصدر من النجم النابض شعاع يجرد النجم العادي بعض طبقاته، مما يعطيه مواد إضافية التي تزوده بالمزيد من الطاقة مما يجعله يدور بشكل أسرع ولكن يترك شريكه يستنزف، حتى يختفي يوماً ما ويتّبخر. وفي النهاية لا يصبح أمام النجم النابض سوى الرقص مع نفسه.
3753 Cruithne :
إن العام على هذا الكويكب هو تقريباً نفس العام على الأرض، وهذا يعني أن كلاهما يدوران حول الشمس من نفس المسافة تقريباً. لم يعلم أحد عن هذا المدار التوأم للأرض حتى عام 1986 عندما اكتشفه دنكان والدرون، لكن لا داعي للقلق حول الاصطدام بكوكب الأرض، حيث تبين الحسابات أن احتمال الاصطدام ضعيف جداً كما ان كرويثن لا يقترب أكثر من 7.5 مليون ميل من الأرض.
الكوكب المارق:
إن هذا الكوكب يعيش بعيداَ عن نجمه وبعيد عن العوالم الشقيقة له، انه يتجول وحيداً في هذا الكون، الكوكب المارق CFBDSIR2149 طرد من نظامه الشمسي خلال السنوات التكوينية المضطربة، عندما أنشأت مدارات الكواكب الأخرى، ويقدر علماء الفلك وجود مليارات من الكواكب المنبوذة في الكون التي طردت من نظامها الشمسي.
سحابة سميث:
إذا تمكنت عينيك أن ترى موجات الراديو فإن سحابة سميث سوف تظهر لك في السماء ليلاً أوسع بعشرين مرة من القمر. إن سحابة غاز الهيدروجين هذه لديه قدرة مليون نجم، وينتشر هذا الهيدروجين في مساحة 9800 سنة ضوئية طولاَ و3300 سنة ضوئية عرضاً.
المجرة إكس:
دعنا نذهب برحلة ثلاثمائة سنة ضوئية خارج مجرة درب التبانة لنرى مجرى إكس حيث أن مدارات المجرة الفضائية معظمها مصنوع من الغاز والمادة المظلمة وبالكاد العثور فيها على النجوم.
كان علماء الفلك يشتبه بوجودها منذ سنوات لكن من الصعب العثور على المجرات المظلمة في ظلمة الفضاء. اكتشف الفلكيون في عام 2009 دليلاً على مجرة إكس أثناء تشكل تموجات شبحي في قرص مجرتنا. ثم هذا العام تمكنوا من العثور على أربعة نجوم عمرها 100 مليون سنة تختبئ في هذا التجمع البعيد من المادة المظلمة.
HD 189733b:
قد يخطر في ذهنك عند مشاهدة زراق هذا الكوكب محيطات هادئة وأيام صيف لطيفة، لكن لا تنخدع، انه كوكب غازي عملاق على مدار قريب من نجمه، مما يجعله مكان جهنمي للعيش فيه لعدة أسباب:
لا يوجد محيطات مطلقاً ودرجات الحرارة تصل إلى 1700 درجة فهرنهايت، وإن السماء الظاهرة السماوية الزرقاء تأتي من نمط الطقس القاتل فيها بالإضافة إلى أن المطر مصنوع من الزجاج المنصهر.
أكبر ثقب أسود قديم:
عندما كان الكون عمره 875 مليون سنة، تشكل ثقب اسود كتلته 12 مليار شمس، وللإشارة أن الثقب الأسود الموجود في مركز درب التبانة هو فقط 4 مليون مرة من كتلة الشمس.
J0100+2802 هذا الثقب الأسود الهائل يقع في مركز مجرة نشطة تسمى الكوازار على بعد 12.8 مليار سنة ضوئية لكن لا يزال علماء الفلك يعملون على معرفة كيف يمكن أن يصبح بمثل هذا الحجم الهائل في سن مبكر.
R136a1 :
إن هذا النجم حجمه يبلغ 256 مرة ضعف شمسنا ويضيء بسطوع أكثر من 7.3 مليون مرة، وإذا تكلمنا بعبارة أخرى إن هذا النجم ضخم جداً فوق ما تتصور.
يعتقد العلماء أن ضخامة هذه النجوم يمكنها أن تتشكل فقط عندما تندمج عدة نجوم صغيرة مع بعضها لكن تلك النجوم يعيشون فقط بضعة ملايين سنين من ثم تحرق أنفسها وتنفجر بعد استهلاك وقودها النووي.
السديم الشبحي:
قبل أن تذهب معنا إلى رحلة 5000 سنة ضوئية والوصول إلى هذا السديم الشبحي، دعنا نخبرك أن هذا السديم هو أبرد شيء في الكون. داخل هذه السحابة من الغاز والغبار يوجد نجم بحجم الشمس يموت بسبب فقدانه للغاز مما أدى إلى إنتاج هذه السحابة الغريبة حوله، درجة حرارته تقدر ب 458 فهرنهايت تحت الصفر فقط. السحابة تتوسع حوالي 367000 ميل في الساعة أو عشر مرات أسرع من أسرع أي شيء صنع من قبل الأنسان في الكون.