واشنطن - صوت الامارات
نجحت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) السبت بتشغيل اول حجرة تجريبية قابلة للنفخ في محطة الفضاء الدولية في مدار الارض، ضمن التجارب الجارية استعدادا لارسال رواد فضاء الى القمر والمريخ.
وبعد سبع ساعات من العمل المضني، نجحت الوكالة الاميركية في نفخ الحجرة التي تحمل اسم "بيغلو اكسباندبل أكتيفيتي مودول" أو "بيم"، وهي من تصميم "بيغلو ايروسبايس"، عند الساعة 20,10 ت غ من مساء السبت، وذلك بعد فشل محاولة مماثلة الخميس.
ولم يكن العمل مضنيا فقط على العاملين في الوكالة الاميركية، بل ايضا على الصحافيين العلميين المكلفين بنقل الحدث، اذ ضاقوا ذرعا بالانتظار والمراقبة بتوتر، وراح بعضهم يشارك مشاعره مع متتبعيه على مواقع التواصل الاجتماعية.
ويأتي تشغيل هذه الحجرة ضمن التجارب التي تنفذها الوكالة الاميركية لاختبار حجرات خفيفة تصلح لاقامة رواد الفضاء فيها، على سطح المريخ او القمر.
وبعد الانتهاء من نفخها، قام رائد الفضاء جيف ويليام المقيم في المحطة الدولية والذي نفذ هذه العملية الدقيقة، بفتح ثمانية خزانات من الهواء فيها لجعل الضغط داخلها معادلا لما هو عليه في المحطة الدولية.
بعد ذلك اعلن دانيال هووت المتحدث باسم الوكالة الاميركية انجاز المهمة، وقال "انه يوم مكلل بالنجاح مع الانتهاء من نفخ اول حجرة في الفضاء مناسبة لاقامة البشر".
وتزن هذه القمرة التجريبية 1,4 طن وقد حملتها الى مدار الارض مركبة الشحن غير المأهولة "دراغون" التي تصممها شركة "سبايس اكس" الاميركية الخاصة، ووصلت إلى المحطة في العاشر من نيسان/أبريل.
وسيعمل رواد الفضاء العاملون حاليا في المحطة الدولية على التثبت من عدم وجود تسرب للهواء في الحجرة.
وهي بطول اربعة امتار وقطرها ثلاثة امتار و23 سنتيمترا. وعند نفخها تصبح مساحتها 16 مترا مكعبا، أي ما يوازي مساحة غرفة صغيرة.
ومن مزايا هذه الحجرة التي تجرب حاليا لمدة سنتين أنها توفر حماية للرواد من الإشعاعات الشمسية والكونية ودرجات الحرارة العالية، فضلا عن حطام المركبات الفضائية، وهي امور يتعين على الرواد الموجودين في محطة الفضاء الدولية التثبت منها.
وتعمل وحدة "بيم" بواسطة خزانات هواء داخلية وهي قائمة على تصاميم ابتكرتها ناسا في التسعينات وطورها لاحقا رجل الأعمال روبرت بيغلو في شركته التي أسسها قبل 15 عاما.
ونجحت هذه العملية السبت، بعدما فشلت تجربة مماثلة جرت الخميس، قرر خلالها خبراء الوكالة وقف ضخ الهواء في الحجرة وتأجيل المحاولة بسبب مقاومة الحجرة للنفخ بشكل اكثر مما كان متوقعا.
وأوضحت شركة "بيغلو ايروسبايس" التي صممت الحجرة بموجب عقد أبرمته مع ناسا بقيمة 17,8 مليون دولار في بيان أن "بيم بقيت مطوية أكثر من اللازم"، أي 15 شهرا بدلا من خمسة أشهر.
وشرحت أنه من الممكن أن يكون ذلك قد أثر على المادة المستخدمة في غلافها وهي الكيفلار التي تعد من اللدائن الحرارية وتمتاز بمقاومة كبيرة جدا.