أكد العلماء والباحثون من مختلف دول العالم المشاركون فى مؤتمر مؤسسة قطر السنوى للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الذى بدأ أعماله اليوم الأحد بالدوحة تحت عنوان (التحديات البحثية الكبرى فى قطر)، ضرورة تعزيز التعاون العلمى وتبادل الخبرات بين مختلف المؤسسات العلمية والبحثية وإعداد الكوادر العلمية لمواجهة التحديات العالمية الراهنة وللتصدى لقضايا الافتقار المائى ولاستثمار القدرات المتاحة عربيا ودوليا للنهوض بالبحث العلمى وقضايا التنمية البشرية والاقتصادية. كما أشار المشاركون من مصر والعديد من الدول إلى أهمية الاستفادة من التقدم العلمى فى مختلف المجالات لمواجهة المشاكل التى تواجه الدول وخاصة العربية والنامية وتعظيم الاستفادة من التجارب الناجحة. وأكدت الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع - فى كلمتها فى افتتاح المؤتمر اليوم - أهمية الاستفادة من التقدم والبحث العلمى الذى يشهده العالم الآن لمواجهة التحديات التى تواجه الدول والشعوب وتوفير واقع متميز لتحقيق التنمية المستدامة فى العالم أجمع، مبينة أن البحث العلمى غير مقصور على أحد بل أن العالم وطن للجميع للتعاون من أجل خدمة البشرية كلها ولايحق لأحد الانفراد بأسباب التقدم العلمى ولا خيار أمام الجميع سوى الاستفادة من العلم للحاق بركب التقدم. وأشارت إلى أهمية الاستفادة من خبرات العلماء العرب وترسيخ شراكة حقيقية مع مراكز البحوث المتميزة عالميا لأن البحث العلمى يتخطى كل الحدود لصالح المجتمعات والشعوب فى العالم، لافتة إلى جهود قطر فى هذا الصدد باستثمار التقدم العلمى لتحلية المياه وتحقيق الأمن المعلوماتى والتقدم الصحى ورفع إنتاج الطاقة الشمسية. من جانبه، أوضح فيصل السويدى رئيس البحوث والتطوير في مؤسسة قطر أمام المؤتمر التزام المؤسسة الدائم بتوفير المناخ الملائم الذي يعزز ويشجع المبادرات البحثية المبتكرة ويؤكد على قيمة اجتماع صفوة الباحثين والعلماء من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا المحورية ودراستها وتبادل وجهات النظر بشأنها. من جانبه، كشف البروفسيور شنيا ياماناكا من مركز بحوث وتطبيقات الخلايا الجذعية متعددة القدرات باليابان - أمام المؤتمر - عن استخدام التقدم العلمى فى مجال الخلايا الجذعية لتحديد تسلسل تلك الخلايا لدى أى إنسان والتنبؤ بفاعلية أى عقار جديد وأى آثار جانبية له بتكلفة زهيدة وفى علاج الأمراض المتوطنة. كما حذر الدكتور اسيت بيسواس من مركز العالم الثالث لإدارة المياه بالمكسيك من مخاطر ندرة المياه خلال السنوات المقبلة حيث أن نحو 3 مليارات شخص ليس لديهم سبيل للمياه حاليا فى العالم ويتوقع زيادتهم إلى نحو 9 مليارات خلال السنوات المقبلة، مطالبا باستثمار التقدم العلمى فى تحلية المياه والتعاون بين الباحثين ومراكز العلم والبحث فى العالم وإعداد كوادر عربية خاصة بمنطقة الخليج لإقامة مشروعات تحلية وتوفير الموارد المالية لتلك المشروعات بعد اهتمام الشركات بها بدلا من الجامعات. من ناحيته، أشار الدكتور توماس زكارايا النائب التنفيذى لرئيس البحوث والتطوير بمؤسسة قطر للتربية والعلوم إلى ضرورة نقل الخبرات العالمية فى البحث التنموى للعالم العربى وتعزيز التعاون فى هذا الإطار، مشيرا إلى ما تقوم به المؤسسة فى هذا الصدد. ويشارك في المؤتمر نخبة من الباحثين والعلماء والخبراء من كبرى المؤسسات البحثية المحلية والدولية لمناقشة التحديات البحثية التي تواجه دولة قطر ودول الخليج والمنطقة والاستفادة من البحث العلمى لتوفير سبل حماية البنية التحتية الإليكترونية وإعادة تدوير المياه وتحليتها والاستثمار الأفضل للطاقة الشمسية وتطوير القدرات البشرية والنظم المتكاملة لإدارة الصحة ومواجهة الأمراض ودعم الثقافة العربية واللغة العربية والتراث والإعلام واللغة واستعراض تجارب الجامعات فى هذا الصدد، ومنها جامعة الأزهر والجامعات الأمريكية والبريطانية واليابانية وعلماء من السعودية والمكسيك وسويسرا والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى قطر ويستمر يومين.