دبي - صوت الإمارات
أفاد تحليل تقني، بأنه من المتوقع أن يكون الـ«ويب» وتطبيقاته وبرامج تصفّحه، إضافة إلى نظم التشغيل والتطبيقات المكتبية التي تعمل على الحاسبات الشخصية المكتبية والمحمولة، فضلاً عن التطبيقات المحمولة التي تعمل على الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية، على موعد مع تغيير جذري مرتقب ربما خلال فترة قصيرة، مرجعاً السبب في ذلك إلى بدء انتشار لغة برمجة جديدة تحمل اسم «واسم»، وأحياناً يطلق عليها «ويب أسمبلي»، تعمل بأسلوب جديد، يجعل كل شيء قابلاً للتشغيل والعمل من خلال برامج التصفح بكفاءة وسرعة تعادل، إن لم تكن تتفوق، على الكفاءة والسرعة التي تعمل بها أعقد التطبيقات والبرامج بصورة مستقلة من خلال نظم تشغيل الحاسبات المكتبية والمحمولة واليدوية.
لغة محايدة
أفاد خبير البرمجيات مفتوحة المصدر، أليكس تامبل، بأن «لغة البرمجة (واسم)، ستلغي الحواجز والتعقيدات التي كانت تحول دون تشغيل بعض التطبيقات المعدة لأنظمة تشغيل معينة على أنظمة تشغيل أخرى»، مشيراً إلى أنه «من أبرز المشكلات التي يمكن حلها في هذا السياق، مشكلة تشغيل العديد من منتجات شركة (أدوبي)، مثل حزمة (أدوبي لايت) على أنظمة تشغيل (لينكس أوبونتو)، وذلك لكونها لغة برمجة محايدة بين نظم التشغيل، وتقدم أشياء تفهمها وتشغلها جميع الأنظمة».
• «فايرفوكس» الأخير تضمّن دعم النصوص البرمجية المكتوبة بلغة «واسم».
وجاء في التحليل، الذي نشره خبير البرمجيات مفتوحة المصدر، أليكس تامبل، في موقع pcworld.com بمناسبة الإصدار 52 من متصفح «موزيلا فايرفوكس» مفتوح المصدر، أخيراً، الذي تضمن خاصية دعم النصوص البرمجية المكتوبة بلغة «واسم» للمرة الأولى، أن للغة الجديدة ميزاتها الخاصة، التي جعلتها تشق طريقها وسط لغات البرمجة الأخرى بسرعة كبيرة، ربما تنتهي بتهميش نظم التشغيل والتطبيقات بصورتها المعروفة منذ عقود.
لغة تجريبية
ووفقاً لموسوعة «ويكيبيديا»، فإن لغة برمجة «واسم» أو «ويب أسمبلي»، هي لغة برمجة فعالة منخفضة المستوى، تستخدم في كتابة النصوص البرمجية داخل برامج التصفح من جانب المتعامل. وفي مارس الماضي تم الإعلان عن تنفيذها مع محرك تشغيل الألعاب الالكترونية المعروف باسم «يونتي» الذي تنتجه شركة تحمل الاسم نفسه، ليتم تشغيله من خلال متصفحي «كروم» و«فايرفوكس»، لكنها حتى الآن مصنفة على أنها لغة تجريبية قيد التطوير.
وفي التحليل، الذي أعده تامبل حول لغة البرمجة الجديدة، حاول شرح المفهوم الرئيس الذي تستند إليه، والإضافة التي تقدمها لمجتمع مطوري ومستخدمي الـ«ويب»، موضحاً أنه «لو كان هناك، على سبيل المثال، نص فيه الكثير من الأوامر والتعليمات المطلوب تنفيذها لتأدية مهمة بعينها، ويحتوي العديد من المفردات والمصطلحات باللغتين الألمانية أو العربية، ومطلوب من شخص ليست الألمانية أو العربية لغته الأصلية تنفيذ ما فيه من أوامر، فلابد من أن هذا الشخص سيقوم بالبحث عن معاني بعض أو الكثير من هذه المفردات في القواميس المتخصصة لكي يفهم النص، ويستوعبه ثم يقوم بالتنفيذ، لكن لو جاء هذا النص مكتوباً باللغة الأم لهذا الشخص، فإنه لن يحتاج للبحث عن معاني الكلمات، ولا قاموس ليفسرها له، وبالتالي سيبذل مجهوداً أقل، ويستهلك وقتاً أقل، لكي يبدأ بتنفيذ الاوامر والتعليمات، ثم ينفذها بصورة أسرع وأسهل وأكثر كفاءة».
شيفرة المصدر
وبيّن تامبل أن «هذا بالضبط ما تحاول لغة (واسم) القيام به، وهي تقديم شيفرة المصدر الخاصة بأي تطبيق أو برنامج أو نظام معلومات من أي نوع في حالة عامة وبسيطة وكأنها اللغة البرمجية الأم التي يفهمها، ما يجعل أي جهاز يفهمها من دون الحاجة إلى البحث عن عمليات توافق، أو عمليات تحويل أو تحوير».
وأضاف أن «ذلك يتحقق من أن اللغة نفسها تقوم بعملية (تحويل برمجي) للأكواد وشيفرة المصدر الخاصة بالتطبيقات والنظم التي يتم تطويرها من خلالها، وتضعها في أبسط صورة أو شكل ممكن، وهي الحالة الثنائية ما بين الأصفار والآحاد».
وأوضح أن «أي برنامج عادي يتم تشغيله من على سطح المكتب بالحاسب الشخصي، وليكن (فايرفوكس) مثلاً، هو في الأصل عبارة عن باقات من الأكواد التي جمعت من شفرة المصدر الخاصة به، وشيفرة المصدر تكون مكتوبة بواسطة لغة من لغات البرمجة، مثل لغة (سي) و(سي بلس بلس) أو غيرهما، لكن نظام التشغيل واجزاء الحاسب المختلفة لا تتعامل مباشرة مع هذه الباقات من الأكواد، بل يستخدم الحاسب ونظام التشغيل وسيطاً برمجياً يُعرف بالمفسر، الذي يعمل على تجميع باقات الاكواد، ويحولها إلى حالة الأصفار والآحاد عند التشغيل».
«الوسيط المفسر»
وأفاد تامبل بأنه «في حالة تطبيقات الـ(ويب)، يتم في معظم الأحيان استخدام نصوص (جافا) البرمجية (جافا سكريبت)، وهي نصوص مكتوبة بلغة (جافا)، التي تقوم بدور (الوسيط المفسر)، وعند تشغيلها يكون على الحاسب أو الهاتف أن يحلل وينفذ التعليمات البرمجية سطراً سطراً، وهذا من شأنه ان يحدث بعض حالات الحمل الزائد الحادة»، مبيناً أن لغة «(واسم) تلغي الحاجة لـ(الوسيط البرمجي المفسر)، لكونها تقدم شفرة المصدر الخاصة بالتطبيقات أو البرامج في الصورة الثنائية النهائية التي تعتبر في مقام (اللغة الاصلية الأم) للجهاز، فيقوم بتشغيلها على الفور بسرعة وكفاءة».
تغيّر جذري
وأوضح تامبل أن «كون هذه اللغة تعمل من خلال التطوير ووضع الاكواد الخاصة بالبرمجيات المختلفة داخل المتصفحات، فهذا يعني أنه في حالة توسعها وانتشارها، وتحقيق مستويات عالية من الكفاءة والنضج، يمكنها أن تغير جذرياً من الصورة النمطية المعتادة التي تعمل بها نظم التشغيل، والتطبيقات والبرامج كما نعرفها منذ عقود».
وقال إنه «لإدراك مدى هذا التغيير المتوقع، تخيل مثلاً أنك تشغل برنامج (أدوبي فوتوشب) المعقد والضخم جداً المستخدم في تحرير الصور والرسوميات داخل متصفح (فايرفوكس) أو (كروم) بالسرعة والكفاءة والسهولة نفسها التي يتم تشغيله بها من خلال نسخته الأصلية الحالية على سطح مكتب حاسب يعمل بنظام تشغيل (ماكنتوش)، ويتمتع بمواصفات عالية في مكوناته».
وأكد تامبل أن «هذا الأمر ليس خيالاً محضاً، فقد جرى تنفيذ سيناريو من هذا النوع مع محرك الألعاب المعروف باسم (يونتي) الذي تنتجه شركة تحمل الاسم نفسه، حيث تمت تهيئة الكود الخاص به للعمل بلغة (واسم)، وتم تشغيله من داخل محرك (فايرفوكس) بالفعالية والكفاءة ذاتيهما اللتين يعمل عليهما في نسخته العادية».
ويرى أن «لغة (واسم) وصلت إلى مرحلة من النضج لا يُستهان بها، على الرغم من عمرها القصير الذي لم يبلغ عامين»، مدللاً على ذلك بأنه «تم تضمينها في الإصدار الأخير رقم 52 من متصفح (فايرفوكس)».