واشنطن ـ رولا عيسى
أطلقت "ناسا" في الرابع والعشرون من شهر نيسان/أبريل لعام 1990، واحدة من أهم المهمات الفلكية الطموحة، حينما تم وضع تليسكوب "هابل hubble" الفضائي في المدار بواسطة مكوك الفضاء "ديسكوفري Discovery"، التليسكوب الذي صممته "ناسا" من أجل الوصول لأبعد ما يكون حيث مراقبة النجوم، المجرات والأجرام السماوية.
وعلى الرغم من مرور خمس وعشرون عاما، وأكثر من مليون ملاحظة، إلا أن نجاح التليسكوب فاق كل التوقعات بعد إبرازه لهذه الصور المذهلة التي يقدر عددها خمس وعشرون صورة، والتي نشرتها "ناسا" احتفالًا بمرور ربع قرن على إطلاقه.
وكان الهدف الرئيسي من "هابل Hubble" توفير مشاهد واضحة وعميقة للمجرات البعيدة والنجوم، بالإضافة إلى الكواكب في نظامنا الشمسي، ولقد كان أداء التليسكوب رائعا، والذي بدوره أجرى العديد من الاكتشافات العلمية وقت وجوده في المدار، حيث يبعد 345 ميلا ( 555 كيلومترًا ) أعلى كوكب الأرض ويتحرك بسرعة 16,000 ميلا في الساعة ( 27,750 كيلومتر في الساعة).
ويعد إطلاق مثل هذا التليسكوب من أكثر المهام نجاحا في مجال العلوم، حيث النتائج المبهرة غير المتوقعة التي تم الحصول عليها، فبعد إطلاقه اكتشف المهندسون لاحقا أن المرآة الرئيسية بشكلها الحالي يعني بأن كل الصور التي ستأتي عبر التليسكوب سوف تكون ضبابية ومن ثم فقد استغرق المهندسون أكثر من ثلاثة أعوام في مهمة إجراء التعديلات، وخرج علماء الفلم إلى لفضاء لإصلاح التلسكوب "هابل Hubble" أثناء وجوده في المدار.
وبلغت الملاحظات التي تم بناءها استنادًا على الصور التي تأتي عبر التلسكوب أكثر من 1,2 مليون ملاحظة، وقد استخدم علماء الفلك الأرقام التي تأتي عبر "هابل Hubble" ونشروها في أكثر من 12,800 ورقة، وكانت أهم الاكتشافات عبر التلسكوب هي ظهور الكون يتوسع بمعدل أسرع من أي وقت مضي ويعتقد بأن ذلك ناجم عن طاقة مظلمة غامضة، كما تم اكتشاف أكثر المجرات بعدًا يمكن أن نراها، فباستخدام التلسكوب "هابل Hubble" يمكننا رؤية أجساما براقة في مكان ما علي بعد ثلاثة عشر بيليون سنة ضوئية.
وربما أكبر إنجازات ذلك التلسكوب لا تتمثل في اكتشافاته، وإنما تأثيره الواقع على عموم الناس حول العالم وسوف يستمر التليسكوب في الإمداد بالصور والاكتشافات المتعلقة بالكواكب الخارجية والمجرات البعيدة.