أبوظبي – صوت الإمارات
كشف المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، عن إنشاء الإمارات أول مركز لبحوث الفضاء في الشرق الأوسط، بكلفة تبلغ 100 مليون درهم، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات وجامعة الإمارات.
وذكر إن “المشروع، الذي سيتم الإعلان عن تفاصيله في مؤتمر صحافي خاص الأربعاء، سيكون بمثابة منصة لدعم مجال الفضاء في المنطقة ككل، وليس الإمارات فقط، خصوصًا بعدما أصبحت الإمارات مركزًا لأبحاث الفضاء في المنطقة، كما سيكون مركزًا وطنيًا يرحب بالتعاون مع كل القطاعات في الدولة الأكاديمية والحكومية والخاصة”.
وأشار الأحبابي إلى أن لدى وكالة الإمارات للفضاء مبادرات عدة سيجري الكشف عنها في الفترة المقبلة، وتضع بناء الإنسان في مقدمة اهتماماتها، من أبرزها مبادرة “مسبار الأمل” لاستكشاف كوكب المريخ، وهي مبادرة لها أهميتها في مجال تعليم وتدريب واستقطاب الطواقم الشابة، ومنصة لتطوير هذا القطاع الاستراتيجي. ولفت إلى أن هناك مبادرات أخرى بعضها يرتبط بتنظيم القطاع عبر إصدار عدد من التشريعات، وأخرى تركز على خطط التعاون الدولي والمشروعات المشتركة سيجري الإعلان عنها لاحقًا.
وجاء ذلك خلال الإعلان عن مسابقة “الجينات في الفضاء” الموجهة لطلاب المدارس، ومسابقة “إطلاق القمر الاصطناعي” الخاصة بطلاب الجامعات، ضمن مشروع “برنامج ذا ناشيونال الفضائي”، الذي أطلقته صحيفة “ذا ناشيونال” بالشراكة مع وكالة الإمارات للفضاء وشركة “بوينغ” الأميركية، ضمن فعاليات “أسبوع الإمارات للابتكار” صباح أمس، في مؤتمر صحافي عقد بفندق انتركونتيننتال في أبوظبي.
وأضاف الأحبابي، خلال المؤتمر، إن “تعليم وتحفيز الأجيال الجديدة يقع في رأس أولوياتنا، ومن المهم جدًا أن نتيح مثل هذه الفرص العلمية لعلماء المستقبل من مواطني دولة الإمارات من مهندسين وعلماء في الرياضيات”.
وذكر رئيس تحرير صحيفة “ذا ناشيونال”، محمد العتيبة، إن مسابقة “جينات في الفضاء”، التي بدأت باستقبال المشاركات اعتبارًا من وقت الإعلان عنها، تمنح الطلاب من المراحل الدراسية بين الصفين السابع والـ12، الفرصة لإجراء دراسات وتحاليل على عينات من الحمض النووي في الفضاء الخارجي، وفق ما يعرف باسم الـ”تضخيم الجيني” باستخدام عملية تفاعل “البوليميراز” المتسلسل، التي سيتم إجراؤها في بيئة ذات جاذبية ضعيفة على متن محطة الفضاء الدولية.
وأشار إلى أنه سيتم الإعلان عن المتأهلين من البرنامج في شباط/مارس 2016 في أبوظبي، حيث سيتمكن الفائزون من تلقي الإرشادات والمعلومات التي ستسهم في تطوير تجربتهم، من خلال التواصل مع عدد من العلماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفرد. كما يقوم رواد فضاء بتطبيق التجربة على متن محطة الفضاء الدولية، وستتم استضافة الفريق الفائز في الولايات المتحدة لمشاهدة إطلاق الصاروخ الذي يحمل تجربتهم إلى المدار الفضائي، بينما تتولى مهمة اختيار الفائزين لجنة من الخبراء، تضم علماء ومبتكرين ومعلمين، على أن يجري الإعلان عنهم في أيار/مايو 2016. وعن المسابقة الثانية “إطلاق القمر الاصطناعي”، ذكر العتيبة أن استقبال طلبات المشاركة فيها ستبدأ في نهاية العام الجاري، وتركز المسابقة على اختيار تصميم قمر اصطناعي للفريق الفائز من الطلاب الجامعيين المشاركين، ومنحهم الفرصة لتنفيذ وبناء نموذج مصغر وفقًا لمعايير “كيبوسات”، الذي يعتمد في تقنياته على تتبع ودراسة بيانات ومعلومات محددة بعد إطلاقه للفضاء. وقال إن “إطلاق (برنامج ذا ناشيونال الفضائي) يأتي بالشراكة مع 12 مؤسسة وجهة حكومية وخاصة، هي: وكالة الإمارات للفضاء، وبوينغ، ومجلس أبوظبي للتعليم، وشركة (الياه سات)، وجامعة خليفة، وشركة (الثريا)، ومركز محمد بن راشد للفضاء، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، وموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، ومؤسسة الإمارات”.
وأضاف أن “توجهنا هذا يأتي اليوم ليتماشى مع أهداف رؤية الإمارات 2021، الرامية إلى تشجيع الطلبة في الدولة على الدخول في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، باعتبارها مجالات علمية أساسية تسهم في تحقيق هذه الرؤية الاستراتيجية، وبالتالي المساهمة في التطوير الذي يسعى إلى تحقيق النمو الوطني في القطاعات كافة”.
وعبّر مدير المبيعات والتسويق الدولي في قسم استكشاف الفضاء لدى شركة “بوينغ”، بيتر مكغراث، عن سعادة الشركة بالعمل مع وكالة الإمارات للفضاء عبر نقل مسابقة “الجينات في الفضاء” إلى دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، قائلًا إن “هذه الشراكة في مجال علوم الفضاء تؤكد أن دولة الإمارات على مسارها الصحيح في أن تصبح من الدول الرائدة في المجالات العلمية”.