لندن ـ وكالات
ستة مليارات قطعة ستكون موصولة بالإنترنت في عام 2015. وإنترنت الأشياء لن تكون الأمر الأبسط، لكنها ستكون أكثر سحرا وإفتانا من وصل الناس بالإنترنت، كما ستكون أكثر ذكاء، لأنها ستتعلم وتتأقلم من سلوك مستخدميها. كانت الإنترنت قد خرجت عن طاعة الكومبيوتر، وشرعت تعدو مسعورة لتتلقف الأشياء اليومية التي كانت سابقا ساكنة هامدة، لكي ترينا كيف يمكن بعثها مجددا إلى الحياة عن طريق تواصلها معها. وكانت عبارة «إنترنت الأشياء» The Internet of Things، قد صيغت وأطلقت لأول مرة عام 1999. لتتأسس وتترسخ اليوم بجذور ثابتة. ولم تعد بعد الآن مجرد رؤية مستقبلية، بل حقيقة واقعة يمكن بلوغها. وإذا كنت تملك رباط «نايكي فيويل باند» مثلا، فأنت تستمتع سلفا بإنترنت الأشياء. * شهد العالم ظهور تقنيات أساسية مهمة، مثل العروات اللاسلكية لتحديد الهوية RFID التي كانت تستخدم سابقا لشتى الأمور العادية لتعقب البضاعة في المستودعات، كما برزت تقنية جديدة مثل «أردوينو» التي قادت RFID إلى مستوى جديد. ولكن خلافا إلى كون «إنترنت الأشياء» عبارة جامعة، إلا أن السؤال هو كيفية عملها؟ تعتمد «إنترنت الأشياء» على المعلومات التي تتنقل ذهابا وإيابا بين نقطتين، كما أنه من السهل رؤية إمكانية مثل هذه الأمور عندما تأخذ بالاعتبار وقع المعلومات وتأثيرها لدى انسيابها منك إلى الجسم، أو إلى الأمر المطلوب. ولعل «نيست» Nest أفضل مثال على ذلك، وهو عبارة عن منظم حراري يضبط درجة الحرارة الذي يمكن التواصل معه، موفرا في المال والطاقة الحرارية بالمنزل. وعوضا عن ضبط هذه الأداة في بداية الشتاء بشكل دائم من دون أن تلمسها ثانية مرة أخرى، فإنه يمكن الآن تبليغ «نيست» مثلا، أنه إذا خرجت من المنزل مساء، فلا حاجة إلى تشغيل التدفئة. ويجري تطوير أشياء أخرى أيضا التي تستجيب للأفعال الأوتوماتيكية، بحيث يمكنها التعلم في جميع الأوقات، من دون الحاجة إلى القيام بأي فعل. وكانت «تويتر» قد طورت أخيرا ساعة تنبيه تتحكم بها، تقوم بالاستجابة إلى تغريدات لمحاكاة شخصيات. ويمكن تطبيق مبدأ «تويتر» هنا على أمور أخرى، كصرف الأدوية والعقاقير، وفقا إلى رسائل خاصة، أو تذكير الأقارب بمواعيد تناولها، وغير ذلك من أمور. * الذي شرعنا نراه يبرز الأن من أمور جديدة، هي أنه بدلا من تواصل الشيء بصاحبه، باتت هنالك أمور وأشياء عدة تتواصل مع بعضها، ممهدة الطريق إلى نوع جديد من الاتصالات. والابتكار الذي حصل في هذا المضمار، هو ما يسمى «غود نايت لامب» Good Night Lamp، الذي هو عبارة عن شبكة من الأشياء تتألف من مصباح أساسي «ماستر» موصول إلى مصابيح صغيرة، ولدى إضاءة المصباح الرئيسي هذا، يمكن إضاءة جميع المصابيح الأخرى، أو بعضها. ومثل هذا الأمر مهم جدا للوالدين المرهقين في العمل اليومي اللذين غالبا لا يستطيعان مرافقة أولادهما إلى غرف نومهم عندما يحين المساء. ولدى الحاجة أحيانا إلى التواصل الطبيعي مع الكثير من الأمور التي ينبغي التفاعل معها، فإن «إنترنت الأشياء» «في السحاب» قد غيرت من كل ذلك. وشرعت الشركات الصناعية التقليدية تتأقلم مع هذا الأمر بسرعة. فقد طورت شركة «بوش» كاميرا للأمن، تعمل ببرتوكول الإنترنت، لاستخدامها بالشركات والمنازل، وتتيح التواصل مع النظام الأمني، عندما لا تكون موجودا هناك. ولدى تركيب هذا النظام، فإنه من السهولة بمكان استخدامه، للوصول إلى تطبيق «بوش آيفون»، للوصول أيضا بعد ذلك إلى مشهد المكان المطلوب مراقبته بالزمن الحقيقي. و«بوش» ليست الوحيدة المنتجة المبتكرة لـ«إنترنت الأشياء»، فشركة «بيلكن» أطلقت ما يسمى «إيكو ووتر» لصرف المياه وترشيدها من بعيد، و«إيكو إلكتريستي» التي تقوم بالعملية ذاتها فيما يخص الكهرباء. ويمكن تركيب «إيكو ووتر» من قبل أي كان، وهو عبارة عن جهاز بسيط يركب تحت مغسل الصحون في المطبخ لقياس جميع مصادر المياه في المنزل، عن طريق الارتجاجات، لإبلاغك مدى الكفاءة في صرف المياه. وهو يقوم بذلك عن طريق السحاب، مستخدما الخوارزميات لقياس البيانات التي جرى جمعها، وبالتالي إرسالها إليك. أما «إيكو إلكتريستي» فتفعل الشيء ذاته عن طريق تعقب الفلطية عبر الأنابيب. * وإذا كنا نرى فائدة في «إنترنت الأشياء» في كل ما يدور حولنا، فإن الفائدة ذاتها يمكن جنيها بالنسبة إلى أجسامنا. فـ«نايك» التي جئنا على ذكرها سلفا، هي واحدة من أشهر الشركات التي تجري الاختبارات في مضمار «إنترنت الأشياء»، والتي أطلقت «فيويل باند» على هذا الأساس، وهو الرباط الذي يتعقب حركتك أين ذهبت وتوجهت، من دون الحاجة إلى القيام بأي جهد. والشركة هذه هي على وشك إطلاق «فيويل باند 2» التي تتضمن «بلوتوث 4.0» التي تقوم بمهام أفضل على صعيد التطبيقات، والألعاب، ورصد ضربات القلب وسواها. وهنا نصل إلى مرحلة تصبح «إنترنت الأشياء» أكثر إثارة وجاذبية. وووفقا لموقع «ذا نيكست ويب» الإلكتروني فإن علينا الاستعداد للخطوة التالية أن كنت معتادا على جعل «إنترنت الأشياء» تصل إلى جسدك، وهي قيام شركة «فريسكايل سيميكوندكتور» بإطلاق أصغر شريحة بقياس 1.9 × 2 مليمتر، تدعى «أرم» لمراقبة وظائف الجسم ونشاطاته، والتي تزعم الشركة الصانعة إنه من الصغر، بحيث يمكن تركيبه في أجهزة الكومبيوتر الصغيرة جدا التي يمكن ابتلاعها.