برلين - وكالات
دائماً ما تظهر ثغرات أمنية ببرامج تصفح الإنترنت، التي قد يستغلها قراصنة الكمبيوتر والإنترنت في اختراق حواسب المستخدمين. ولذلك ينصح الخبراء باستعمال برامج مختلفة لتصفح الشبكة العنكبوتية، غير أن هذه الحيلة لا تجنب المرء هجمات الهاكرز تماماً. ويحذر ميشيل روتزش، من معهد علوم الكمبيوتر بالجامعة التقنية بمدينة دريسدن الألمانية، قائلاً :”هجمات الهاكرز لا تستهدف المتصفح في أغلب الأحيان، لكنها تكون موجهة بالأساس إلى برامج المستوى الأعلى، منها على سبيل المثال برامج الجافا أو الفلاش أو أدوبي ريدر، التي تُعد بمثابة منفذ لاختراق جهاز الكمبيوتر وتسريب الفيروسات والأكواد الضارة إليه”. وأضاف الخبير الألماني :”في هذه الحالة لا يهم نوع المتصفح المستخدم”، لكن لدواعي الأمان ينصح ميشيل روتزش بتغيير برنامج تصفح الإنترنت، مثلاً عن طريق استعمال متصفح أقل شهرة، مثل Maxthon وK-Meleon و Avant و FlashPeak. وتتمثل ميزة هذه البرامج في أنها ليست منتشرة على نطاق واسع ولا تلفت انتباه القراصنة بشدة، بالتالي تكون أقل عرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية. ويؤكد ميشيل روتزش على أنه لا داع للقلق إطلاقاً من ظهور مشكلات أثناء تصفح المواقع الإلكترونية باستخدام هذه البرامج البديلة، ويقول :”يتمكن أي متصفح حديث في 99 % من الحالات من إظهار مواقع الويب بشكل صحيح”. وفي بعض الأحيان قد يكون من المفيد تثبيت متصفح منفصل على جهاز الكمبيوتر للقيام بالمهام الحساسة، مثل إجراء التعاملات البنكية على الإنترنت. ومع ذلك فإن هذا الأمر لا يضمن حماية بنسبة 100 % من هجمات قراصنة الكمبيوتر والإنترنت. ويقول الخبير الألماني :”إذا قمت بتثبيت برنامج الجافا أو الفلاش ذات مرة على جهاز الكمبيوتر، فلا يمكن تعطيلها تقريباً في المتصفح المنفصل”. ويرى ميشيل روتزش أن متصفح غوغل كروم يعتبر من أكثر البرامج أماناً لتصفح الإنترنت حالياً، بفضل اعتماده على العديد من الوسائل المتطورة لحماية البيانات من هجمات القراصنة، منها على سبيل المثال تقنية Sandbox، التي تقوم بعزل المواقع الإلكترونية عن بعضها البعض وعن بقية جهاز الكمبيوتر. وتسعى برامج التصفح الأخرى للسير على نفس الدرب حالياً، حيث يعتمد برنامج مايكروسوفت إكسبلورر 10، المتوافر حالياً كنسخة للمعاينة فقط، على مبدأ مماثل لتقنية Sandbox. وتشتمل برامج التصفح الأخرى على العديد من المزايا، فمثلاً يضم متصفح أوبرا على برنامج مدمج للبريد الإلكتروني، في حين يتوافر لمتصفح موزيلا فايرفوكس الكثير من التطبيقات والبرامج الإضافية. ولا تزال هناك اختلافات في السرعة بين برامج التصفح المختلفة، إلا أنها غالباً ما تكون في نطاق ميلي ثانية. وأوضح الخبير الألماني أن جودة اتصال الإنترنت تعتبر هي العامل الأكثر أهمية للشعور بسرعة المتصفح؛ حيث لا تظهر الفروق بين برامج التصفح المختلفة إلا عند استعمال وصلات الإنترنت السريعة للغاية مثل VDSL. وتتشابه جميع برامج التصفح حالياً فيما يتعلق براحة الاستعمال، حيث تشتمل جميع البرامج حالياً على وظيفة التصفح المتوازي عبر فتح العديد من علامات التبويب في البرنامج.