لندن ـ وكالات
الشركات التقنية العملاقة من أمثال «غوغل» ومنتجو الملابس كـ«نايكي» شرعوا يضخون الملايين من الدولارات على أجهزة الكومبيوتر التي يمكن ارتداؤها مراهنين على أن هذا الأمر هو إحدى الجبهات المفتوحة في مضمار الإلكترونيات الاستهلاكية. وهكذا فإن هواة رياضة العدو شرعوا يضعون أجهزة الاستشعار في أحذيتهم لمعرفة كم هي المسافات التي يقطعونها، والمصابون بالأرق باتوا يرتدون أربطة رسغ لرصد عادات نومهم. أما المتزلجون على الثلج فيضعون نظارات ذات شاشات تعرض السرعة التي يتحركون بها. بيد أن الكومبيوترات التي يمكن ارتداؤها تبقى من الأمور والأعمال الرفيعة. فحتى لو تدنت كلفة وحجم المستشعرات والأجهزة المستخدمة، وأضحت القدرة على نقل البيانات والمعطيات التي تجمعها هذه المستشعرات، وتنقلها إلى الهواتف الذكية أفضل وأسهل، فإن غالبية الأجهزة من هذا النوع لا تزال تعتبر من الحلول المتسرعة. * قميص كومبيوتري * لكن جينيفر دارمور المصممة ذات الخبرة الواسعة التي تعمل لحساب شركة «أرتيفاكت» للتصميم في مدينة سياتل الأميركية، ترغب في علاج هذه المشكلة. ودارمور هذه هي التي تكتب في مدونة «إلكتريك فوكسي» التي تركز على الكومبيوترات القابلة للارتداء، خرجت بنموذج أولي لقميص من طراز «بيلاتس» Pilates يمثل تحديا للخبراء (وتعني كلمة «بيلاتس» نوعا من الرياضة التي تهدف إلى تقوية الجسم). ولهذا القميص مستشعرات داخلية تقوم بمراقبة وضع جسم الشخص الذي يرتديه، وتحذره عن طريق الارتجاج إذا ما شعرت أن وضع جسمه غير صحيح. والفكرة من وراء ذلك ليست إنتاج نوع جديد من الأعمال، بقدر ما هي تجربة لمبدأ يدور حول فكرة تقديم أجهزة الكومبيوتر القابلة للارتداء إلى الجماهير. وتعتقد دارمور أن تحويل مظهر هذه الأجهزة إلى أقل شبها بالأجهزة العادية، من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى اعتمادها على نطاق واسع.. فقميص «بيلاتس» لا يبدو ككومبيوتر موضوع على الجسم، بل يبدو كما لو أنه قميص «بيلاتس» بسيط. وكانت «أرتيفاكت» قد حاولت تطبيق هذا المبدأ قبل ذلك عن طريق تصميم «طابعة مبتكرة» وبواجهة تفاعل تعمل باللمس، يمكن وصلها بسهولة إلى الكاميرات، وأجهزة الكومبيوتر، والهاتف، والجهاز اللوحي. فقد قام مهندسوها بابتكار كاميرا نموذجية مستقبلية لها هيكل رقيق على شكل هاتف «آي فون»، بعدسات يمكن نزعها واستبدالها، تتواصل معها لا سلكيا. * كومبيوترات قابلة للارتداء * وترى دارمور أن ثمة ثلاثة تحديات أساسية مع غالبية الأجهزة القابلة للارتداء.. فهي على العموم معدات فنية مصنوعة من البلاستيك الصلب والنسيج المرن الذي لا يكون جذابا كثيرا. والبيانات التي تقوم هذه المعدات بإنتاجها هي هائلة، لكونها تقوم باستمرار برصد حركات مستخدميها، فضلا عن الإشارات الحيوية، وما يحيط بها، مما يعني أنه من الصعب الوصول إلى نتائج لها معنى. كما أن التفاعل بين المستخدمين هؤلاء، والمعدات التي يرتدونها، يكون عادة مشوشا معطلا، مما يتطلب منهم التوقف عما يقومون به للكشف عليها، أي هذه المعدات.ويحاول قميص «بيلاتس» الذي يطلق عليه اسم «موف» Move معالجة كل من هذه التحديات. فهو مزود بأربعة مستشعرات منسوجة فيه من الأمام والخلف والجوانب التي تقوم بشكل دائم برصد وضع الجسم وحركة العضلات. ويقوم القميص بدفع مستخدميه إلى تصحيح هذا الوضع عن طريق مكونات لمسية التي ترسل ردود الفعل، ومركبة على الردفين والكتفين.. فـ«الأمر كله يتعلق بدقة الحركة»، وفقا إلى دارمور.وقد ركزت دارمور على «بيلاتس» لكونها متعاطفة فيما يخص برنامج التمرينات الرياضية، لكنها تعتقد أن التقنية يمكن تطبيقها على قمصان لاعبي الغولف كمثال، بحيث إنها قد تساعد على تحسين عملية إرسال الكرة بالمضرب، أو قد تستخدم لإدارة وضع الجسم لمساعدة الموظفين على تصحيح وضع جلوسهم على المكاتب، وعدم الانزلاق إلى الوراء.