خدمة التواصل عبر الإنترنت سكايب تحتفل بمرور 10 سنوات على انشائها هذا الشهر، ويحتفل معها اكثر من 300 مليون مستخدم يقومون بعمل حوالي 2 مليار دقيقة دردشة بالفيديو يوميا، وقاموا بمكالمات طولها يصل إلى 2.6 مليون سنة من الدردشة، ومن فرط نجاح هذه الخدمة تحول اسمها Skype إلى فعل فى اللغة الانكليزية، وهو ما حدث مرات قليلة مع شركات رائدة مثل «زيروكس» Xerox و«غوغل» Google. خدمة سكايب لم تكن جديدة تماما، بل قامت على خدمات كانت موجودة بالفعل وقت اطلاقها عام 2003، حيث كان يمكن القيام بمكالمات تليفونية رخيصة الثمن عبر الانترنت، ولكن ما اضافته سكايب وقتها هو التجربة فى حد ذاتها، من جودة فائقة للصوت، والشعور بالقرب من ناس بعيدة جدا عنك، الذى يمنحه الدردشة بالفيديو، وهو ما لم يكن متاحا قبلها. سكايب انطلق في اغسطس عام 2003 على يد رائدين للأعمال من اسكندنافيا، نيكلاس زينسترويم من السويد، و«يانوس فريس» من الدنمارك. فقبل 10 سنوات كنا نعيش جنون التواصل عبر برامج الدردشة اللحظية Instant Messagin مثل ICQ و MSN Messenger و Yahoo Messenger، ولكن ما احتاجه الناس كان أكثر من الدردشة بالكتابة، ولكن احتاجوا للشعور بالقرب أكثر عن طريق الصوت والصورة، وهو ما دفعته سكايب للأمام، وإن لم تكن الوحيدة التى قامت به. كل من نيكلاس ويانوس يمتلكان خدمة انترنت تسمى «كازا» Kazaa والتي كانت تسمح للمستخدمين بإتاحة ملفات موسيقية من أجهزتهم للآخرين ليقوموا بتنزيلها وهو ما يسمى بخدمة التناظر P2P، ووجد الرجلان هذه التقنية صالحة للاستخدام مع المكالمات الصوتية، وهنا بدأ سكايب، حيث سمح لملايين المستخدمين بالتواصل سويا عبر الانترنت، بعد ان كان الاتصال بأشخاص بعيدين يتطلب سكايب الذى يمنح مستخدميه امكانية عمل اتصالات بالفيديو بجودة عالية من اى مكان في العالم مجانا، ساهم في تقريب المسافات بين الناس في العالم بشكل لم يحدث من قبل. إليسا ستيل مديرة التسويق فى سكايب تقول «تلمسني الطرق التى يستعمل بها الناس سكايب، كجندي يرى ابنته الوليدة لأول مرة، أو حتى في التواصل لأبسط الاسباب والاغراض، كأن تتحدث أم وابنتها ويريان بعضهما البعض كما لو كانا يجلسان سوية في المطبخ، فإنجازنا الأكبر يكمن في تلك اللحظات». والسؤال الذى قد يخطر ببال الكثيرين هنا، هو هل يمكن أن تكسب مالا من عمل يوفر للناس المكالمات مجانا؟ شركة مايكروسوفت رأت أنه نعم، يمكن هذا، ولذا دفعت 8.5 مليار دولار للاستحواذ على سكايب عام 2011. وبعد 12 شهرا فقط من استحواذ مايكروسوفت على سكايب، حققت مايكروسوفت حوالى نصف مليار دولار مكاسب اضافية عن العام الذى يسبقه، والفضل يعود بشكل كبير إلى سكايب، الذى تضعه مايكروسوفت فى العديد من منتجاتها، مثل «اكس بوكس ون» و«ويندوز فون 8» و«ويندوز 8,1» و«آوت لوك دوت كوم». وخلال العشر سنوات تلك، لم تكن الساحة خالية من المنافسين لسكايب، ممن أرادوا استثمار النجاح في هذه الفكرة، لنجد اليوم أمثلة ناجحة أخرى على هذا النوع من خدمات التواصل عبر الانترنت، مثل «واتس آب»، «فايبر»، «تانجو»، «غوغل هانج آوت»، وغيرها الكثير. وبعد مرور عقد من الزمان على انطلاق سكايب، هل تظل بنفس القوة والانتشار لعقد آخر قادم؟ يصعب التقرير، ولكن العديد من المراقبين يعتقدون أن سكايب سيشهد مزيدا من الانتشار، مثل مايكل جوج مؤلف كتاب «Skype Me» الذى يعتقد أن سكايب سيتم وضعه في المزيد من الاجهزة، كالتليفونات المحمولة، واجهزة خاصة بالمطبخ، والأجهزة اللوحية وأجهزة الألعاب وغيرها. ولكن ليس هذا فحسب، ففي حديث له مع بى بى سى صرح مارك جيليت نائب مدير سكايب بأن الشركة تعمل على تطوير خدمة مكالمات بالفيديو ثلاثية الأبعاد 3D. يقول جيليت إنهم يختبرون قدرات شاشات ثلاثية الابعاد واجهزة لالتقاط فيديو ثلاثي الابعاد، وأكد ان الشاشات تعمل بشكل جيد وان العمل يجري على اجهزة التصوير، وأنهم ينتظرون الظروف المواتية قبل طرح منتج كهذا في السوق.