أبو ظبي ـ صوت الامارات
كشف معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا عن تطوير جهاز مبتكر يسهم في ترشيد استهلاك المياه وخفض التكاليف المترتبة على ذلك.
ويعمل على تطوير هذا الجهاز الجديد اثنين من الكفاءات الإماراتية هما الدكتور أحمد الجابري الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية وهندسة المواد في معهد مصدر ومحمد المشرخ طالب الدكتوراه متعدد التخصصات وذلك بهدف معالجة مشكلة الإسراف في استهلاك المياه ضمن المساجد في الإمارات حيث أنه يرتفع إلى أعلى مستوياته خلال شهر رمضان الفضيل وذلك جراء ازدياد عدد مرتادي المساجد.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الحل في توفير حتى 95 بالمائة من المياه المستخدمة في الوضوء.
ويقوم الباحثان حاليا بوضع الترتيبات النهائية لتركيب جهاز الوضوء في عدد من مساجد العاصمة أبوظبي لاختبار واثبات قدرتها على توفير المياه التي تعتبر من الموارد الثمينة في الدولة.
وقال الدكتور الجابري تشهد المساجد ازديادا كبيرا في أعداد المصلين خلال شهر رمضان وهذا يجعله الوقت الأنسب لاختبار الجهاز الجديد الذي يمتاز بانخفاض تكلفته وسهولة تركيبه واستخدامه وقدرته من دون أي أدنى شك على خفض معدلات استهلاك المياه المهدرة خلال عملية الوضوء.
وسيمكن الجهاز المستدام الجديد للمستخدم معرفة كمية المياه التي يستهلكها أثناء الوضوء ليقتصد فيها ويحد من هدرها كما يمكن وصله بسهولة بالمغاسل في المساجد دون الحاجة إلى إجراء تغييرات في المغاسل أو في التمديدات.
وفيما يخص آلية عمله وكيفية مساهمته في الحد من الإسراف في استهلاك المياه يحدد الجهاز كمية مياه الوضوء بـ 1.2 ليتر فقط فعند امتلاء وعاء الجهاز بهذا المقدار يقوم المستخدم بإمالته لصب المياه والوضوء ليعود فور تحريره إلى الوضعية القائمة بشكل أوتوماتيكي.
ويظهر على الجهاز خط عند مؤشر 600 مليليتر لتشجيع المستخدمين على الالتزام بهذا الحد من الاستهلاك وهو الحد الذي كان اكتفى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبات بمثابة دليل على كمية المياه الواجب الاكتفاء بها في الوضوء.
وأضاف الدكتور الجابري يتميز الجهاز بطابعه التقليدي وبسهولة تركيبه واستخدامه كما يمثل حلا مناسبا ينسجم مع حاجة الدولة إلى المحافظة على المياه ولا شك أن ثقافة الابتكار التي يتبناها معهد مصدر قد فسحت المجال للتوصل إلى اختراعات قيمة مثل جهاز الوضوء هذا.
وكان في السابق نصف ليتر من المياه كافيا لأداء الوضوء غير أن ظهور صنابير المياه ذات التدفق الكبير إلى جانب العادات السلبية كترك الصنابير مفتوحة أثناء كف الأكمام أو خلع الجوارب للوضوء قد تسبب في هدر كميات كبيرة من المياه حيث تشير التقديرات إلى استهلاك المستخدم العادي نحو 24 ليتر للوضوء الواحد بدل الاكتفاء بـ 600 مليليتر ومع خمسة صلوات في اليوم يرتفع هذا الرقم إلى 120 ليتر.