بيروت - صوت الإمارات
أنجز ثلاثة طلاب لبنانيون تصميم دراجة بيئية تعمل على الطاقة الشمسية مخصصة للمعاقين، ويمكن لأي شخص قيادتها . الطلاب الثلاثة أعدوا مشروعهم للتخرج هذا العام في ماسترز الهندسة الميكانيكية في "الجامعة اللبنانية الدولية" (LIU) . الاختراع تنوع في تصميمه وهندسته، لكن أبرز المستجدات فيه أن العجلة تستطيع التنقل على الارتفاعات والانحدارات كافة، خلافاً لبقية التصاميم التي وضعت لدراجات عملت على مستويات مسطحة فقط . وبهذا المعطى للدراجة، فهي تصلح للواقع اللبناني كثير التقلبات والمتعدد المستويات بسبب كثرة الجبال التي تشكل نصف مساحة البلاد .
كما شاء الطلاب الثلاثة تسميتها، هي أكثر من دراجة، وأقل من سيارة، وضعت تصاميمها بدقة ودراسة مركزة على أن تكون مساحتها متناسبة مع حاجتها للطاقة، التي يمكن أن تؤمنها الصفائح الشمسية بالحجم المحدد لها، فضلا عن اعتبارات أخرى كثيرة ومتشعبة، يستعرض قصتها الطالب وسام مصري، طالب الماسترز في الهندسة الميكانيكية، واحد من فريق يضم صالح الشوفي، ووافي أبو رافع، يوضح "المشروع هو بناء دراجة تعمل على الطاقة الشمسية"، "ليست دراجة، إنما استخدمنا من الدراجة بعض العناصر التي تحتويها خصوصاً الدواليب . والمشروع أقرب إلى دراجة نارية أو سيارة، فالحجم متران طولاً ومتر وأكثر قليلاً بالعرض" .
ولفت إلى أن الغاية والأبعاد من الاختراع، هي أن "تحديات الطاقة في العصر القادم تفرض تضافر الجهود والاهتمامات لتطوير مصادر طاقة نظيفة وبديلة سيتجاوزها الزمن لأكثر من اعتبار، مضيفا "بالنسبة للواقع اللبناني، الدراجة يمكن أن تسهل التنقل والتوقف في ظل ضغط حركة السير الضاغطة التي يعيشها لبنان، وهي إلى تفاقم" . وكشف عن أن ألواح الطاقة الشمسية التي تغطي السقف، تعطي طاقة لتسيير الدراجة، تتصل ببطاريات تشحن من الألواح، تتصل بمحرك كهربائي يدير العجلات" .
يتحدث مصري عن التحديات التي كان يجب أن تحل قبل البدء بإنجاز المشروع وتنفيذه، منها "أخذنا عناصر الدراجة في بحثنا عن تخفيف الوزن، وتحديدا الدواليب الرفيعة التي لا تحدث احتكاكاً شديداً، ووضعنا مغير السرعات من الخلف للتعامل معه بسهولة، ولم نعتمد الخاص بالسيارة لأنه يحتاج إلى حجم أكبر، ويحدث ثقلا أكثر، وهذا يتنافى مع هدفنا باعتماد الطاقة البديلة، وكان سيضطرنا لوضع تصاميم أكبر، وتكاليف أكثر، وفريق عمل أكثر عدداً، فالمشروع وضع لشخص واحد، لكن إذا شئنا أن نوسعه لعدد أكبر من الأشخاص، ستزيد تكلفته" .
وضع الفريق حسابات كل العناصر التي يحتاجها العمل، منها أي وزن لدراجة بهذه المساحة من الألواح، ولأي بطارية، وأخذوا بعين الاعتبار ضرورة أن يستطيع شخص ذو إعاقة من استخدامها أساساً .
يقول مصري "لا ندعي أننا الأوائل الذين اشتغلنا عليه، لكن أغلبية التجارب وضعت للطرقات الأفقية، وليس للصعود أو الهبوط، بينما كل الطرق عندنا في لبنان فيها الصاعد والمنحدر . فأحببنا أن يمكن مشروعنا من السير على أي طريق، وفي أي دولة في العالم" .
وظف الطلاب كل الحسابات التي حصلوا عليها في دراستهم لتحقيق الهدف، يوضح مصري "أول ما فكرنا به هو حجم الألواح الشمسية، فكلما كانت مساحة الألواح أكبر، أعطت طاقة أكثر . فكان التصميم أن اخترنا استخدام أكبر مساحة ممكنة للحصول على أكثر طاقة . فالألواح تغطي الراكب بشكل كامل، وكل جسم السيارة .
وعملنا حسابات أننا إذا اشتغلنا على ألواح شمسية صغيرة، نحتاج إلى أربعين لوحا، أما الكبيرة فتختلف بالكمية التي تنتجها من الطاقة(الوات) . الألواح الصغيرة بين 25و35 سنتيمتراً، والكبيرة بين متر واحد و60 سنتيمتراً .
ويضيف "الألواح الصغيرة تتيح التحكم أكثر في شكلها . لكن الطاقة لا تتغير . والنتيجة التي صممنا الدراجة للحصول عليها هي 400 وات"، مع العلم أن "البطارية تستمر بحسب حجمها، وكل حجم له طاقته، والذي يختلف هو الوقت المطلوب للشحن، والدراسة التي وضعناها يمكن تغييرها وتطويرها لتستوعب كل الاحتمالات، وهي ليست محددة لحجم معين" .
في مشاريع الطاقة البديلة، هناك إشكالية الوزن الذي يفضل عادة أن يكون أقل من أجل استهلاك أخف للطاقة بسبب عدم توافر قوة طاقة كبيرة تؤمنها التقنية الشمسية البديلة، ولذلك من المفضل استخدام بطاريات أصغر حجما، وتعطي نتائج أعلى لكن ذلك سيؤدي إلى زيادة تكاليف المشروع .
كما أن الصفائح يمكن أن تكون بحجم أصغر، وتعطي طاقة أكبر بحسب عدد الخلايا المجهزة باللوح، وهذا يعطي نتيجة أفضل، وبالطبع بتكاليف أعلى، بحسب شروح مصري .
ويؤكد المصري أن كل ما يتعلق بالدراسات أنجز، مضيفاً: "سنبدأ بالتنفيذ بما هو متوافر بين أيدينا، لكننا بحاجة إلى تمويل المشروع حتى نستكمله . فالشكل الذي وضعناه نعتبره الشكل الأسهل للتنفيذ والأقل تكلفة، وهو قابل للتعديل لناحية الشكل الأحسن، والأداء الأفضل فيما لو استخدمت فيه عناصر أفضل" .
الحد الأدنى للمشروع يناهز 1700 دولار، لألواح تعطي 400 وات، بقوة 125 أمبير . وتفضل بطارية الليثيوم في ه3ه التقنية لأنها أخف وزناً، وهنا يظهر فارق ملحوظ في التكاليف .
ويتابع المصري متحدثا عن صعوبات يفترض أن تحل، وأشار إلى أن "الفكرة الأصعب كانت في العثور على محرك يعمل بالتيار المباشر (Direct Current)، وهو موجود في الصين، وثمنه 550 دولاراً، وهناك صعوبة في إيصاله إلى هنا . الحجم المتوافر في لبنان صغير، ونحن نحتاج لأن يكون الحجم متوسطاً، والقوة المطلوبة للمحرك هي من حصان ونصف إلى ستة . وكلما زاد الوزن زاد حجم المحرك المطلوب . وأي تغيير في الجهاز يفترض تغييراً في كل التركيبة .