واشنطن - رولا عيسى
يدعي الأطباء وخبراء التغذية منذ فترة طويلة أنَّ الدهون المشبعة تزيد من خطر التعرض لمشاكل القلب، ولكن ذلك الرأي يحتاج إلى تعديل، بعد بحث جديد يشير إلى أنَّ تلك الدهون قد تكون آمنة للأكل، لثلاثة أضعاف الحد الأقصى الموصى به حاليًا من قبل الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
المشورة المقدمة من خدمات الصحة الوطنية توضح أنَّ الدهون المشبعة مع التوجيه قد ترفع مستوى الكولسترول في الدم وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ولكن الباحثين في ولاية أوهايو طلبوا من المتطوعين محاولة تجربة نظم غذائية وحميات مختلفة، وفوجئوا بأنَّ استخدام كميات من الدهون المشبعة لا تزيد من الدهون في الدم، حيث يظهر أنَّ الجسم يحرق الدهون لتصل بسرعة كمصدر للطاقة، وفي المقابل، حين رفع مستوى الكربوهيدرات، ارتفعت الأحماض الدهنية الخطيرة في مجرى الدم، وهذا يرتبط بالنوع الثاني من مرض السكري وأمراض القلب.
وتحدّى أستاذ العلوم الإنسانية في جامعة "أوهايو" جيف فوليك، الحكمة التقليدية التي تظلم الدهون المشبعة، موضحًا "حين تستهلك نظام منخفض الكربوهيدرات فإنَّ جسمك يحرق الدهون المشبعة"، مضيفًا "كان لدينا ناس يأكلون الدهون المشبعة مرتين أكثر قبل إدراجهم في الدراسة، ولكن حين قسنا الدهون المشبعة في الدم، كانت منخفضة عند غالبيتهم، وعلامات الخطر التقليدية الأخرى في تحسن".
وبيّن فوليك أنَّ الدهون المشبعة هي أحد أنواع الدهون الموجودة في الزبدة والدهن والفطائر والكعك والبسكويت واللحوم والنقانق ولحم الخنزير المقدد والجبن والقشدة.
يُشار إلى أنَّ المبادئ التوجيهية في الصحة الوطنية البريطانية، تنص على أنَّ الرجل العادي لا يأكل أكثر من 30غم من الدهون المشبعة في اليوم الواحد، والمرأة العادية لا تزيد عن 20غم، حيث تحتوي شريحة اللحم على نحو 27غم دهون مشبعة، والجبن على 5غم، والزبدة والخبز المحمص على نحو 7غم.
ولكن مع زيادة نسبة الدهون المشبعة للمشاركين إلى 84 غم يوميًا، لم ترتفع مستويات الدهون في الدم، ولم تتغير أيضًا مستويات الكولسترول، ولكن في مقابل تناول الكربوهيدرات ارتفعت مستويات حمض البالمتيوليك والأحماض الدهنية في مجرى الدم.
وأوضحت فوليك أنَّ ارتفاع مستويات حمض البالمتيوليك في الدم يقود إلى السمنة، وإلى ارتفاع خطر الالتهاب، إضافة إلى مقاومة الأنسولين، وضعف تحمل الجلوكوز، ومتلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وسرطان البروستاتا.
وأضاف "هناك سوء فهم واسع النطاق حول الدهون المشبعة، ففي الدراسات السكانية، لا يوجد أي ارتباط واضح بأنَّ الدهون المشبعة في النظام الغذائي تسبّب أمراض القلب، ومع ذلك لا تزال المبادئ التوجيهية الغذائية للدعوة إلى فرض قيود على الدهون المشبعة، هذا ليس علمي وليس ذكي".
ونوّهت الدراسة إلى الكثير من الأدلة التي تشير إلى أنَّ الدهون المشبعة ليست خطيرة كمان كان الاعتقاد سابقا، وفي آذار/ مارس، وجد الباحثون في جامعة كامبريدج أنَّ التخلي عن اللحوم الدهنية، أو الكريمة أو الزبدة من غير المرجح أن يُحسّن الصحة.
وكان من النتائج الرئيسية أنَّ إجمالي الدهون المشبعة، سواء تم قياسه في النظام الغذائي أو في مجرى الدم لا يوجد له علاقة مع مرض القلب.