دبي ـ جمال أبو سمرا
أجمع مشاركون في الجلسة التي حملت عنوان "استضافة الأحداث العالمية.. منصة مثالية للتعاون التكنولوجي وتبادل أفضل الممارسات" على أن الأحداث العالمية الضخمة والإستثنائية تشكل علامة فارقة في تاريخ البلدان والمدن التي تنجح في الفوز باستضافتها، متوقعين أن يصنع معرض اكسبو 2020 في دبي، فارقا كبيرا ليس فقط لدبي أو لدولة الإمارات بل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تستضيف هذا الحدث للمرة الأولى.
وأوضح هؤلاء " إن السياق التاريخي لاستضافة الأحداث العالمية الضخمة، يشير إلى الزخم الذي تحدثه هذه الفعاليات قبل استضافتها لا يقل أهمية عن الزخم الذي يجب أن يتواصل بعد الاستضافة، لافتين إلى أن الكثير من الأحداث يتم تنظيمها ولا تترك أثرا لأن الهدف كان يتمثل في الاستضافة فقط دون التفكير في مدى استدامتها".
وشدد هؤلاء، خلال الجلسة على أهمية أن تسهم مثل هذه الأحداث في تفعيل دور الابتكار ونقل التكنولوجيا وفتح مجالات أوسع بين البلدان المستضيفة للتعاون في نقل الخبرات والاستفادة من الأعداد الكبيرة للزوار الذين هم بمثابة سياح أو مستثمرين محتملين في المستقبل.
ونوه هؤلاء، بالمحاور الثلاثة الرئيسية لمعرض اكسبو 2020 التي تتضمن الاستدامة والتنقل والفرص، التي لا تعكس فقط الواقع وإنما تعكس المستقبل لما سيكون عليه العام بعد 2020، ما يجسد رؤية دبي بعيدة المدى لجعل شعار اكسبو 2020 ومحاوره الرئيسية إرثا مستداما يستفيد منه الجميع، يعكس الإمكانات والقدرات التي تتمتع بها دبي، ودولة الإمارات العربية، مؤكدين أنه ورغم وجوب استفادة هذه المدن من نجاحات المدن الأخرى، غير أنها مطالبة دوماً بتقديم المزيد على نحو يفوق التوقعات. وقدم الرئيس التنفيذي لمدينة دبي للطيران عضو اللجنة العليا لاستضافة معرض اكسبو 2020خليفة الزفين ، شرحا حول فرص الاستثمار في مشروع دبي وورلد سنترال، الذي سيضم اكبر مطار في العالم بطاقة استيعابية تصل الى 260 مليون مسافر سنويا.
وسيتم تجهيز المرحلة الأولى بطاقة تصل الى 130 مليون مسافر، لافتا إلى أنه سيتم خلال العام المقبل زيادة الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل الى 15 مليون مسافر. وبين الزفين " إن دولة الإمارات وبما تملكه من خبرات عالية في استضافة الأحداث والفاعليات الدولية ستنظم معرض إكسبو 2020 وفق اعلى المعايير العالمية وهي تسارع جهودها لإنجاز كافة المشاريع المتعلقة بهذا الحدث العالمي قبل استضافة الحدث في العام 2020، حيث تتوقع دبي 20 مليون سائح منهم 13 مليونا من سياح الأعمال والباقي من سياح الترفيه".
وأكد الزفين أن دبي لديها خطة طويلة المدى للاستفادة من إرث معرض اكسبو 2020، وموقعه حيث سيتم الاستفادة منه في استضافة المعارض والمؤتمرات التي تستضيفها دبي، مؤكدا أن كل ما سيتم بناؤه سيستخدم لأغراض مختلفة مثل الجامعات ومقار المؤسسات وغيرها من الوظائف الأخرى.
وأوضح الزفين، أن استضافة هذا الحدث العالمي يرتكز على أسس محددة وهي سهولة التحرك والاستدامة في الطاقة والمياه، إضافة الى الكوادر المؤهلة والمدربة والفرص الاقتصادية وهي تملك اليوم ثالث اكبر مركز ربط جوي على مستوى العالم بفضل مطار دبي الذي تعامل مع أكثر من 70 مليون مسافر في العام الماضي.
وأشار الزفين إلى أن استضافة اكسبو 2020 سرع من انجاز العديد من المشاريع الفندقية حيث يتوقع ان تصل طاقة دبي إلى 160 الف غرفة فندقية بحلول العام 2020، مشيرا إلى أن دبي وورلد سنترال وقع اتفاقيات مع عدة مجموعات فندقية لإقامة فنادق متنوعة في المشروع ومنها هوليدي ان ومجموعة بن حيدر ستاي بريدج وغيرمها.
وأكد أن المشروع سيرتبط بشبكة كثيفة من المواصلات ومنها قطار الاتحاد ومترو دبي وجميعها ستنجز قبل الموعد المقرر، كما أن العديد من كبرى الشركات العالمية سارعت إلى اقامة منشآت ومشاريع كبيرة في دبي ورولد سنترال ومنها ارامكس ولوفتهانزا تكنيك ودانزاس وغيرها من شركات الشحن والخدمات اللوجيستية، إضافة الى مشاريع الطيران ومنها مركز تجهيز الطيران الخاص الذي تنفذه شركة فالكون ويتوقع انجازه خلال العام الجاري.
وأشار" إن موقع اكسبو 2020 سيراعي معايير الاستدامة من خلال استخدام اسقف مغطاة بخلايا شمسية لتوفير الطاقة وهو يعد أول حدث من نوعه يقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسيقام موقع المعرض على مساحة 4,38 كم، وصولاً إلى بمستوى البصمة الكربونية إلى (صفر)".
واعتبر المدير التنفيذي لمبادرة انسياد للتنافسية الأوروبية في فرنسا، برونو لانيف استضافة الأحداث الدولية الضخمة بمثابة علامة فارقة في تاريخ أي دولة أو مدينة تفوز باستضافتها، مشددا على أهمية الاستفادة من السياق التاريخي لاستضافة هذه الأحداث بجعلها حدث لا ينسى، فمن السهل بناء الزخم قبل الاستضافة لكن من المهم أن يتواصل ذلك الزخم بعد الاستضافة.
وتوقع أن يحدث اكسبو 2020، فارقا كبيرا ليس فقط لدبي ولكن لدول المنطقة التي تشهد استضافة الحدث للمرة الأولى، منوها بالمحاور الثلاثة الرئيسية التي اعتمدتها دبي للحدث والخاصة بالاستدامة والفرص والتنقل، مقترحا أن يضاف إليها محور آخر يتعلق بالمواهب، لتصنع الحروف الأولى من الكلمات الأربع كلمة (MOST) والتي تشير إلى تحقيق اقصى استفادة من الحدث.
بدوره، أكد الأمين العام لغرفة التجارة الدولية جون دانيلوفيتش، على الأهمية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لاستضافة الأحداث الضخمة، فضلاً عن دورها في تعزيز ودفع الابتكار ونقل التكنولوجيا، مشددا في السياق ذاته على العلاقات البشرية والإنسانية التي توفرها مثل هذه الأحداث. بدوره، أشار وزير الفرص الاقتصادية في ويسترن كاب في جنوب افريقيا،آلان ويندي، إلى أن استفادة جنوب أفريقيا الكبيرة من استضافة كأس العالم، مؤكدا أن بلاده نجحت في تحقيق الاستفادة القصوى من الحدث وذلك من خلال تعاملها من المشجعين باعتبارهم سواحا ومستثمرين ورجال أعمال محتملين في المستقبل.