دبي - صوت الإمارات
أكد خبراء أن دبي لديها فرص عدة لتصبح "مرجعية" للمدن الذكية لكي تنقل تجربتها في تطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال المدن الذكية.وأوضحو خلال، منتدى دبي للمدن الذكية أمس الأحد في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تحت عنوان "المدن الذكية من الخيال إلى الواقع"، إن تصنيف الإمارات في مراكز متقدمة عالميا في مجالات عدة، مثل سرعة البيانات على الهواتف الذكية وكذا نسبة انتشار الأجهزة الذكية، يجعل الأمر أسهل.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة اتصالات أحمد عبد الكريم جلفار،، إنه عندما أطلق نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية لم يتحدث عن التطور التكنولوجي فقط وإنما كان سموه يستهدف التطور الذي يجعل حياة الناس أسهل ويجعلهم أكثر سعادة، فضلاً عن توفير المقومات التي تساعد على نمو الأعمال في الإمارة، مؤكدا أن المبادرة تستهدف إلى جانب المقيمين في دبي أيضاً السائحين، إذ لابد أن يتمتعوا بالخدمات الذكية بمجرد وصولهم إلى مطار دبي.
وأوضح جلفار أن أهمية تحول دبي إلى مدينة ذكية تكمن في المساهمة في وضعها في مركز متقدم أكثر في قائمة المدن الأكثر تنافسية، فضلاً عن مساعدة الشباب على التفكير بطريقة مختلفة والابتكار من خلال توافر البيانات والنظم التي تساعدهم على الابتكار.
وأكد جلفار إن ارتفاع معدلات انتشار الأجهزة الذكية في الإمارات يسهل تحول دبي إلى مدينة ذكية لا سيما في ظل المبادرات الدولية في هذا المجال، موضحا أن الاتحاد الدولي للاتصالات المتحركة أطلق مبادرة عالمية لتشجيع استخدام الموبايل كهوية رقمية لنحو مليار شخص حول العالم قبل نهاية العام الجاري، وتقوم على حماية بيانات العملاء على الهواتف الذكية وتحديد اسم مستخدم ورمز سري موحد لكل شخص كهوية رقمية.
وأضاف جلفار أن دولة الإمارات تعد جزء من تلك المبادرة العالمية وتعمل على تطبيقها حالياً بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، منوها بأن توقيت تطبيق المبادرة في الإمارات يعتمد على عملية التنسيق الجارية مع الجهات المعنية في الدولة حالياً.وحدد جلفار، تحدين رئيسيين أمام تحول دبي إلى مدينة ذكية، وهما توحيد الجهود عبر توفير الخدمات المشتركة من قبل جهات عدة من خلال نظام واحد لتبادل المعلومات والوثائق بين جهات مختلفة، وكذا تقبل وإقبال الأفراد على الخدمات الذكية.
وأكد أن لجنة حكومة دبي الذكية تعمل حاليا على توحيد الجهود والأنظمة مع التنفيذ بشكل سليم من أجل تسهيل وسلاسة التعاملات للمستخدمين لخدمات الحكومة الذكية، موضحا أن دور شركة اتصالات في تفعيل المبادرة يقوم على توفير الخبرات واستقدام الخبرات اللازمة للتحول إلى مدينة ذكية، فضلاً عن العمل كشريك لحكومة دبي الذكية في توفير الشبكات والتكنولوجيا والتطبيقات التي تساعد على توسيع مفهوم الحكومة الذكية.
ومن جانبه، لفت مستشار الحكومة الإسبانية ورئيس تخطيط الشبكات والاتصالات المتنقلة في جامعة كانتابريا في إسبانيا، الدكتور لويس مونيوز،خلال استعراضه تجربة إسبانيا في تطبيق مفهوم المدينة الذكية، إن الهدف من التحول إلى مدينة ذكية هو جعل المدينة أكثر جاذبية وتنافسية، وأكثر استقراراً فضلاً عن جعلها مكاناً مناسباً للابتكار في مجالات مختلفة، مؤكداً أن مفهوم المدن الذكية يمكن أن يتضمن مئات التطبيقات، التي تسهم في إسعاد الناس والتغلب على المشكلات، التي تواجههم في حياتهم اليومية.
وأضاف أن نظام المدينة الذكية يتضمن تحديد مواقع وسائل النقل العام بدقة وتجنب الازدحام المروري مع تحديد أسهل الطرق إلكترونياً للانتقال من موقع جغرافي لأخر، إلى جانب مراقبة الضوضاء وإدارة المخلفات والتحكم في مياه الري في الحدائق ومراقبة البيئة عبر قياس درجات الحرارة والرطوبة، مشيرا إلى أن مبادرة المدينة الذكية تفيد الحكومات أيضاً عبر استغلالها لتحقيق الأولويات الحكومية إضافة إلى تعريف المواطنين، وتوعيتهم بما يتم من خدمات تيسر حياتهم اليومية.ورداً على سؤال عن إحجام المتعاملين عن الاستفادة من الآلاف التطبيقات الذكية، التي توفرها الحكومات وتفضيلهم الطرق العادية لإنجاز المعاملات الحكومية، نصح مونيوز، بعدم قيام الجهات الحكومية بتطوير أية تطبيقات إلكترونية قبل إجراء استطلاع لآراء العملاء عن الخدمات التي يريدونها وطريقة الحصول عليها، داعيا إلى توفير التطبيقات، التي يحتاج الناس إليها فعلياً، وليس ابتكار تطبيقات من أجل زيادة عدد التطبيقات التي توفرها الجهة الحكومية فقط.