أصبح بإمكان المكفوفين الالتحاق بدورات تعليم لغات الحاسب الآلي جنبا إلى جنب مع أشقائهم الأسوياء، بفضل أحدث تقنيات التعليم وأهمها ما يطلق عليه "الحاسب الناطق"، والذي يمكن فئة ذوي الإعاقة البصرية من امتلاك مهارات متقدمة في العمل على الحاسب الآلي، إضافة إلى الأجهزة الذكية التي تساعدهم في الارتقاء بعملهم أو تحسين بيئتهم الدراسية.

وقد احتفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أمس الاحد بتخريج 20 شخصا من فئة المكفوفين وضعاف البصر، في دورة الحاسب الآلي "اي سي دي ال" التي استمرت شهرين، وتعد الدورة رقم 21 التي ينظمها الهلال الأحمر لهذه الفئة منذ العام 1999، بواقع دورتين في كل عام، حيث يقدر عدد المكفوفين المستفيدين من هذه الدورات حتى الآن بنحو 300 شخص من الجنسين.

وأكد  نائب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر راشد المنصوري، في كلمه خلال الاحتفال، إن الهدف الأسمى لهيئتنا الوطنية يتمثل في تحقيق الشراكة المجتمعية بينها وبين العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة والمنتسبين لهذه الجهات، لخدمة ومساعدة الشرائح الضعيفة في المجتمع، فقد درجت هيئة الهلال الأحمر وعبر شبكة فروعها في جميع إمارات الدولة، على مد يد العطاء الخيري والإنساني للذين يرعاهم الهلال الأحمر بدعمه المادي والمعنوي، وتنفيذ أنشطة مجتمعية وبرامج توعوية وتعليمية متنوعة تعمل على مساعدة هذه الفئات وفتح آفاق مستقبلية مشرقة تمنحهم الثقة بالنفس والمشاركة في خدمة وتنمية ورقي الدولة، ومن هذه البرامج دورة الحاسب الآلي والانترنت التي تم تنفيذها بالتعاون مع حكومة أبوظبي الذكية ودار زايد للرعاية الإنسانية.

وبين المنصوري إن هذه الدورة تعد الثانية في التعامل مع الحاسب الآلي والانترنت التي نفذها الهلال الأحمر لتأهيل عشرين طالباً وطالبة من أبنائنا وبناتنا في التعامل مع النظام الإلكتروني طريقاً مشرقاً مضيئاً يساعد هذه الفئة في مواصلة مراحل دراستها بكل سهولة ويسر.

وكرم الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر محمد الفلاحي ، خريجي الدورة من المكفوفين بتوزيع شهادات التخرج عليهم، اضافة إلى توزيع حاسوب آلي ناطق يعمل في برنامج "هال" ومخصص لهذه الفئة من ذوي الإعاقة.

إلى ذلك أكد مدير إدارة المساعدات المحلية ناصر الظاهري، ان الهلال من واقع دوره الإنساني في مساندة الفئات الضعيفة محليا، ينظم سنويا دورتين في الحاسب الآلي للمكفوفين، من خلال تنفيذ دورات متقدمة حول أحدث ما وصل إليه العلم في مجال تقنية تدريب المكفوفين على الحاسب الآلي والانترنت ووسائل الاتصال الحديثة.

وأشار إن الهلال حرص على توزيع جهاز كمبيوتر ناطق لخريجي الدورة ويتميز الجهاز بأنه تم تطويره لهذه الفئة بحيث يقدم برامج ناطقة تمكن المكفوفين من العمل على مختلف برامج الحاسوب والدخول إلى مواقع الانترنت والتراسل من خلال إعطاء أوامر ناطقة إلى الجهاز الذي يقوم بتنفيذها وتحويلها إلى كلام صوتي وكتابي بلغة برايل.

وردا على سؤال حول كيفية اختيار المكفوفين للدورات التي ينظمها الهلال الأحمر، أوضح أن لدى الهلال قاعدة بيانات حول المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية، ومن خلال تواصله مع مختلف المؤسسات المختصة التي ترعى هذه الفئة أو الجهات التي يلتحق بعض من هؤلاء بالعمل فيها، يتم ترشيح المكفوفين الذين ينضمون للدورة، علماً انه يتم عقد الدورات في نهاية كل أسبوع لإتاحة الفرصة لمن يدرس من هذه الفئة أو يعمل لحضور الدورة.

وأوضحت فاطمة الرميثي المدربة في هيئة تنظيم الاتصالات في قطاع حكومة الإمارات الذكية، والمتطوعة في هيئة الهلال الأحمر في مختبر الهلال الخيري المتنقل لذوي التحديات البصرية، إن الهدف من هذه الدورات هو دمج ذوي التحديات البصرية للتدريب في استخدامات الحاسب والانترنت.

 ولفتت انه خلال الدورات القادمة سيكون بإمكان ذوي الإعاقة البصرية تعلم برامج الحاسوب عن بعد، بفضل برنامج يسمى "ويب اكس" يمكن تحميلة من خلال الانترنت على الحاسب أو الهاتف الذكي، مشيرة إلى أن هذا البرنامج يوفره مركز إبداع الحكومة الذكية في هيئة تنظيم الاتصالات ومقره في دبي.