واشنطن - يوسف مكي
تمول وكالة الدفاع الأميركية "داربا" مشروع مركبة فضائية يمكنها إطلاق أقمار صناعية في إطار برنامج "أكس أس1"، والذي يتوقع إطلاقه في أول مهمة اختبار العام 2019، بهدف تطوير نظام إطلاق قادر على الطيران 10 مرات خلال 10 أيام بتكلفة لا تزيد عن خمسة ملايين دولار في الرحلة الواحدة، وذلك بعدما جذبت طائرة الفضاء الغامضة "أكس-37بي" انتباه الكثيرين، إذ اعتقد البعض أنها طائرة تجسس بينما ظن البعض الآخر أنها ربما تكون مفجرًا فضائيًّا.
وتدخل وكالة الدفاع للمشاريع البحثية المتقدمة "داربا" المرحلة الثانية والثالثة من برنامجها الطموح، والذي يهدف إلى جعل إطلاق الأقمار الصناعية حدثًا يوميًا، ومن المقرر أن تشبه طائرة الفضاء"أكس أس1" شكل الطائرة ويمكنها الطيران إلى حافة الكرة الأرضية وإطلاق أقمار صناعية صغيرة إلى المدار، وبعدها تهبط المركبة وتزود بالوقود وتحمل أقمار صناعية أخرى وتنطلق مرة أخرى خلال 24 ساعة، وتهدف المرحلة الثانية إلى أخذ البرنامج إلى ما بعد الدراسات وهي مرحلة اختبارات الطيران.
وأخبر جيس سبونابل من الوكالة الحضور في المؤتمر السادس عشر للوصول إلى الفضاء في فونيكس، الأسبوع الماضي "أستطيع أن أخبركم رسميًا الآن أننا لدينا تمويل من قبل إدارة أوباما للمرحلة المقبلة من برنامج "أكس أس1"، وما يمكنني أن أقوله هو أننا لدينا 146 مليون دولار".
وأعلنت وكالة "داربا" في بيان صحافي "في عصر تراجع الموزانات وتطور قدرات الخصوم أصبح الوصول إلى الفضاء بسرعة وبأسعار معقولة أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الأمن القومي والاقتصاد"، وموّلت الوكالة على مدى العامين الماضيين المرحلة الأولى من البرنامج من خلال ثلاث شركات هي "بوينغ" بالاشتراك مع "Blue Origin"، وشركة "Masten Space Systems" بالاشتراك مع XCOR Aerospace، وشركة Northrop Grumman بالاشتراك مع Virgin Galactic.
وتستطيع المركبة في المرحلة الأولى حمل ونشر أقمار صناعية صغيرة تتراوح بين 3000 إلى 5000 رطل إلى المدار الأرضي المنخفض، ثم تعود المركبة إلى الأرض ويتم تجهيزها سريعًا للرحلة المقبلة باستخدام أساليب مماثلة لطائرة شركة الطيران، ويؤمل بأن تستطيع المركبة إطلاق أقمار صناعية صغيرة يمكنها الدفاع ضد التهديد المتزايد للأسلحة الفضائية، وأوضحت الوكالة أن المركبة يمكنها خلق نموذج جديد لإجراء عمليات فضائية أكثر استجابة وبأسعار معقولة.
ومن المقرر فتح المرحلة الثانية من البرنامج للشركات ولن يقتصر الأمر على الشركات التي تم تمويلها فقط في المرحلة الأولى، وتطلق الوكالة المرحلة الثانية مع يوم تقديم المقترحات في 29 أبريل/ نيسان المقبل في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا، وأفاد سبونابل بأن تمويل 146 مليون دولار كافي للبدء بدعم متعاقد واحد، مضيفَا "يكفي لتمويل شخص واحد، وربما أنه غير كافٍ للتمويل بشكل كامل كما نتصور".
وتأمل الوكالة باختيار المتعاقد في 2017 على أن تتم الرحلات الأولى العام 2019 أو 2020، وبيّن سبونابل أنه يتعين على مقدمي العروض جلب التمويل الخاص بهم إلى الطاولة كجزء من الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ويجب أن يكون الإصدار الأول من المركبة قادر على وضع حمولة 900 رطل إلى مدار الأرض المنخفض، ويجب على المتعاقد أن يظهر كيف سيتم ترقية المركبة لتحمل 3000 رطل في العمليات التجارية باستخدام المرحلة العليا المستهلكة.
وأوضح سبونابل أن هناك عددًا من الشركات التي تعمل في مركبات إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة، والتي يمكن استخدام محركاتها في المرحلة العليا من مركبة "أكس أس1"، وأن وجود مركبة قادرة على الطيران يوميًا بأسعار معقولة سيكون له الكثير من التطبيقات العسكرية والتجارية، وبعدها ربما يقرر البنتاغون بناء مركبات "أكس أس1" للاستخدام المنتظم.
ومنحت شركة بوينغ عقدًا بقيمة 6.6 مليون دولار في أغسطس/ آب العام الماضي، وتواجد برنامج أكس بين وكالات اتحادية بينها ناسا منذ العام 1999، وظلت المركبة في الفضاء لمدة 674 يومًا أي أكثر من مدة الرحلتين السابقتين، واللتان استمرتا لمدة 225 يومًا و469 يوميًا، وفي العام الماضي ضُبطت الطائرة الفضائية السرية "أكس37بي" التابعة لسلاح الجو الأمريكي من خلال كاميرا فريق من علماء الفلك الهواء، وأطلقت الطائرة في إطار إطلاق ائتلاف أطلق في 20 مايو/ أيار العام الماضي في مهمتها الرابعة، إلا أن معظم تفاصيل الرحلة ظلت سرية.
وقامت الطائرة الفضائية السرية بأربع بعثات سرية حاملة في كل مرة حمولة سرية في رحلة جوية طويلة الأمد في مدار الأرض، وتبدو المركبة مشابهة لمكوك فضائي تابع لناسا لكنها أصغر حجمًا، ويبلغ طولها 29 قدمًا وارتفاع 9.5 قدم مع جناحين أقل من 15 قدمًا، وبلغ وزنها عند الإطلاق 11 ألف رطل، وتم أخذ المركبة إلى مدار بواسطة صاروخ، لكنها هبطت مثل الماكوك الفضائي عن طريق الانزلاق إلى الأرض.
وتعد مركبة "أكس37بي" صغيرة لحمل البشر لكنها تضم منطقة شحن تشبه حجم الشاحنة الصغيرة وهي كبيرة بما يكفي لحمل أقمار صناعية صغيرة، وبيّنت شركة بونيغ المصنعة للمركبة أنها تعمل في مدار منخفض عن الأرض ما بين 110 إلى 500 ميل أعلى الأرض، وبالمقارنة تدور محطة الفضاء الدولية بمقدار نحو 220 ميلًا.