"بوكيمون جو"

حذر خبراء في تكنولوجيا أمن المعلومات، من استخدام تقنية (هولوغرام) في تجسيد الشخصيات الافتراضية للعبة "بوكيمون جو" في الواقع الفعلي، ما قد يؤدي إلى حوادث ومشكلات نتيجة هلع بعض الأشخاص عندما يفاجأون بوجود هذه الشخصيات الافتراضية ظاهرة أمامهم وتتحرك في صور ثلاثية الأبعاد، لافتين إلى أن التطبيقات الذكية العاملة بتقنيات الواقع المعزز على غرار لعبة "بوكيمون جو"، تشهد انتشاراً كبيراً خلال الأشهر المقبلة، مستندة إلى النجاح الذي حققته اللعبة، ما ينذر بظهور نوعيات جديدة من البرمجيات والفيروسات الإلكترونية الخبيثة التي تستخدم هذا النوع من التطبيقات مدخلاً لاختراق الأجهزة الذكية.

وأوضحوا أن إشكالية هذا النوع من التطبيقات تكمن في الاستحواذ التام على مستخدمه، فأغلب الألعاب الذكية والإلكترونية تعتمد على الواقع الافتراضي الذي يتيح ممارستها على الهاتف أو الجهاز الذكي دون الانتقال إلى أماكن أخرى، فيما يختلف الأمر بالنسبة لتطبيقات الواقع المعزز، التي تمزج بين الواقع الافتراضي والفعلي لاستمرار ممارسة اللعبة، ما يستحوذ على انتباه المستخدم بشكل كامل، ما قد يعرضه لمشكلات عدة.

وأبلغ نائب رئيس الشرق الأوسط وإفريقيا ورابطة الدول المستقلة في شركة "تريند مايكرو" العالمية المتخصصة في أمن المعلومات، إيهاب معوض، "الإمارات اليوم" أن تقنية الواقع المعزز التي تعتمد على تمرير كاميرا الجهاز الذكي (هاتف، أو تابلت) على مكان محدد في الواقع الفعلي لتظهر بعض الصور الثابتة أو المتحركة، ليست جديدة، إذ تم خلال العام الماضي استخدامها في الأغراض التعليمية، فبعض القصص المصورة المخصصة للأطفال يمكن تمرير الكاميرا عليها لتبدأ صور الشخصيات الموجودة في القصة بالتجسد بشكل ثلاثي الأبعاد، كما يظهر تعليق صوتي أو ترجمة مصاحبة، وهذا النوع من الاستخدام حقق فائدة عالية في عمليات تعلم الأطفال.

وتابع أن الأيام القليلة الماضية شهدت ازدياداً في التقارب بين العالم الافتراضي الذي أوجدته التكنولوجيا، والحياة المادية الملموسة التي نعيشها، من خلال استغلال شركة "نينتندو" المطورة للعبة "بوكيمون جو" لهذه التقنيات وإطلاقها للعبة التي حققت انتشاراً غير مسبوق، لكن الإشكالية أن التقارب الذي احدثته اللعبة بين هذين العالمين جاء على نحو سيّئ وخطر، إذ إن المستخدم قد يستطيع تجسيد هذه الشخصيات الافتراضية باستخدام تقنية (هولوغرام).

وأشار إلى أن إشكاليات هذه اللعبة وطبيعة الاستحواذ الذي تفرضه على المستخدم، قد تتسبب في حوادث مرورية، أو سرقة بيانات اللاعبين، أو مواجهات بين المستخدم وصاحب ملكية المكان الذي يوجد فيه البوكيمون، لافتاً إلى أن الانتباه إلى التأثير السلبي الأهم لهذا التطبيق لايزال بعيداً عن التناول وهو قدرة تقنيات الواقع المعزز على جذب فئات من مختلف الأعمار لاستخدامها، الأمر الذي لم ينتبه له مطورو التطبيقات خلال السنوات الماضية، وبالتالي ستشهد الأشهر المقبلة، إطلاق عدد كبير من التطبيقات مختلفة التخصصات تستخدم هذه التقنية، وبالتبيعة سترتفع نسبة استحواذ الأجهزة الذكية على مستخدميها، لكن الأمر سينتقل من الاستحواذ في مكان مغلق ووضع ثابت، إلى الاستحواذ مع التحرك.

وذكر خبير أمن المعلومات، معتز فراج، إن المزج بين الواقع المادي والافتراضي يشهد تطوراً متنامياً، ونجاح لعبة "بوكيمون جو" سيزيد من حدة هذا التطور، وبالتالي يمكن أن نتوقع مستقبلاً إمكانية تجسيد صورة الواقع المعزز التي تظهر للاعب البوكميون على شاشة الهاتف في الحيز المادي المحيط به بشكل ثلاثي الأبعاد عبر تقنيات (هولوغرام).

وأشار إلى أن بعض الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مدمج بها إمكانات العرض المرئي (البروجيكتور)، ويمكن تجسيد ما يشغله المستخدم عليها من مقاطع فيديو أو صور في الواقع، المفهوم نفسه يمكن نقله عبر تطويرات بسيطة لألعاب الواقع المعزز، فيستطيع الشخص باستخدام تقنية (هولوغرام) تجسيد شخصيات البوكيمون الافتراضية في الواقع الفعلي، وبالتالي سترتفع حدة الحوادث التي تتسبب فيها، فبدلاً من أن تقتصر على انشغال اللاعب بالبحث عن البوكيمون عبر هاتفه أثناء القيادة، سيزيد عليها قدرة تجسيد المخلوق الافتراضي بشكل مفاجئ، ما يثير هلع المحيطين به.

وأوضح مدير قنوات التوزيع في شركة أمن المعلومات العالمية "سيمانتك"، شادي اسكندر، إن منحنى تطور تقنيات التكنولوجيا الحديثة شهد تسارعاً كبيراً في النمو خلال السنوات الأخيرة، ما ساعد على امكانية المزج بين الواقع المادي والافتراضي، عبر تكنولوجيا الواقع المعزز، التي أفادت في بداية ظهورها المجال التعليمي، ثم انتقلت إلى الألعاب عبر شركة "نينتندو"، التي استخدمتها في لعبة "بوكيمون جو".