لندن - كاتيا حداد
توقع خبراء في علم الفيزياء في وقت سابق من هذا العام، أن تكون المادة المظلمة التي تشكلت خلال الثانية الأولى من وجود الكون مصنوعة من الثقوب السوداء. وكشفت نظرية لعالم الفيزياء الفلكية في مركز "غودارد" للطيران الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، الكسندر كاشلينسكي أنه يمكن للثقوب السوداء البدائية أن تضرب كوكب الأرض مرة كل 1000 سنة، حيث ذكرت دراسة قامت بها "ناسا" أن هذا التفسير ينسجم مع معرفتنا للأشعة تحت الحمراء الكونية والأشعة السينية وربما يفسر الارتفاع الغير متوقع لاندماج الثقوب السوداء.
وقال كاشلينسكي: "إذا كانت الثقوب السوداء البدائية جميعاً من المادة المظلمة فقد تمر عبر الأرض مرة واحدة في الألفية على الرغم من أنه سيكون من الصعب للغاية اكتشاف ذلك، ولكن بالتأكيد سنلاحظ إذا مر بالقرب من كوكب الأرض لأنه سيؤثر على مدارات الأقمار الصناعية لدينا". ومع ذلك، اشار كاشلينسكي أن الثقوب السوداء الصغيرة من الممكن أن تمر بين الأرض والشمس مرة واحدة كل 100 مليون سنة.
واشارت النظرية الى أن كل المجرات، بما فيها مجرتنا، تعد جزء لا يتجزأ من مجال واسع من الثقوب السوداء التي تصل كتلة كل واحدة منها حوالي 30 ضعف كتلة الشمس. وفي عام 2005، قاد كاشلينسكي فريق من علماء الفلك الذين استخداموا مقراب "سبيتزر" الفضائي التابع لناسا لاستكشاف خلفية الأشعة تحت الحمراء الكونية في جزء واحد من السماء.
وأفاد الباحثون بوجود توهج والذي من المحتمل أنه قد حدث بسبب المصادر الأولى لالقاء الضوء على الكون قبل أكثر من 13 مليار سنة. وبعد نحو ثماني سنوات، تم اجراء دراسة أخرى للنظر في الأشعة الخلفية السينية الكونية التي تم الكشف عنها بواسطة مرصد شاندرا الفضائي للأشعة السينية التابع لناسا من أجل مقارنتها مع خلفية الأشعة تحت الحمراء الكونية في نفس المنطقة من السماء. وكشف الفريق أن الثقوب السوداء البدائية يجب أن تكون وفيرة بين النجوم القديمة.
ولفت كاشلينسكي الى أن هذه الدراسات قدمت نتائج حساسة من أجل معرفة أين يمكن أن تختبىء جزيئات المادة المظلمة. وأن الفشل في العثور عليها أدى إلى تجدد الاهتمام بدراسة كيف يمكن للثقوب السوداء البدائية التي تشكلت خلال الثانية الأولى من وجودنا في الكون أن تعمل كمادة مظلمة". وأوضح علماء الفيزياء أن التوسع السريع والساخن للكون امكنه من انتاج الثقوب السوداء البدائية في جزء من ألف من الثانية بعد الانفجار الكبير، ولذلك قال العلماء أن الثقوب السوداء البدائية صغيرة الكتلة لأنها تشكلت في وقت قصير.
وفي 14 سبتمبر/ايلول من العام الماضي، رصد مرصد "ليغو" موجات الجاذبية التي ينتجها زوج من الثقوب السوداء الكبيرة المندمجة واللذان يبعدان 1.3 مليار سنة ضوئية. زودت تلك الموجات العلماء بمعلومات عن كتلة الثقوب السوداء والتي بلغت 29 و36 ضعف كتلة الشمس.
وختم كاشلينسكي بالقول: إن "ابحاث ليغو المستقبلية ستكشف لنا الكثير عن عدد الثقوب السوداء في الكون، ولن يمر وقت طويل حتى نعرف إذا كانت نظريتي التي قد وضعتها من الممكن حدوثها ام لا".