بغداد – نجلاء الطائي
بغداد – نجلاء الطائي
يعتبر الجزء الأهم في عمل وزارة العلوم والتكنولوجيا في العراق هو المساهمة في بناء تقنيات حديثة وفق المعايير الدولية، خصوصًا في مجال الطاقة والصناعة، وكشف وزير العلوم والتكنولوجيا العراقي الدكتور عبد الكريم السامرائي، عن أمور حديثة بشأن التلوث الإشعاعي والمُخلفات
النووية في العراق.وأكدّ السامرائي لـ" مصراليوم" أنّ وزارته اعتمدت مكتبًا للاستشارات العلمية والفنية، يعتمد بالدرجة الأساس على الكفاءات العراقية، وتضم وزارة العلوم والتكنولوجيا نخبة من الباحثين والكوادر العلمية الرصينة القادرين على تحديد مقدار الأثر البيئي للمشاريع التي تنفذها دوائر الدولة وبالتنسيق مع وزارة البيئة بالاستعانة بالأجهزة العلمية الحديثة والمتطورة وحسب المعايير العالمية. وبالإمكان الاستعانة بالخبرات العراقية في الخارج إذا تطلب الأمر، إيمانًا منا بقدرة وكفاءة العلماء العراقيين أينما وجدوا، إضافة إلى السعي المستمر لتطوير البنى التحتية من الأجهزة والمعدات وتدريب العاملين والمختصين على الأجهزة الحديثة. وأوضح أنّ تصفية المنشآت والمواقع النووية المُدمرة في العراق كافة، يتم وفق إستراتيجية مُتكاملة لبرنامج تصفية المنشآت النووية العراقية المدمرة وبالتنسيق والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والجهات الرقابية الوطنية، ويتم تقسيم البرنامج وفقًا لإستراتيجية تتم عبر مراحل، المرحلة الأولى، والتي أنجزت بشكل كامل تقريبًا، وشملت تصفية ثلاثة مواقع ذات خطورة إشعاعية واطئة، واعتبرت بمثابة تدريب عملي للكوادر الوطنية العراقية ولزيادة الخبرات، وتم تصفية موقع لاما بالكامل والإنتاج الايطالي بنسبة 95%، وهما في موقع التويثة، ومنظومة إنتاج الكعكة الصفراء في موقع الشركة العامة للمسح الجيولوجي التابعة لوزارة الصناعة بشكل كامل، وأطلق الموقع من قبل الجهات الرقابية (مركز الوقاية من الإشعاع التابع إلى وزارة البيئة) للأغراض الصناعية. والمرحلة الثانية والتي تشمل 5 منشآت ومواقع ذات خطورة إشعاعية أعلى وتستمر حتى 2016، وتشمل مفاعل تموز، ومفاعل 14 تموز الروسي، ومنشأة الراديو كيمياء، ومنشأة تصنيع الوقود، وموقع عداية.وأشار إلى أنّ هناك تلوث إشعاعي في بعض المناطق وسط وجنوب العراق، نتيجة استعمال القذائف الحاوية على اليورانيوم المُنضب في تدمير المعدات العسكرية خلال حربي 1991 و 2003. وحددت وزارة البيئة حوالي 36 موقعاً ملوثاً تم الكشف عليها جميعًا من قبل وزارتنا ممثلة بمديرية النفايات المشعة، وتم وضع خطة متكاملة لإزالة التلوث في هذه المواقع، إلا أن بعض الإجراءات الإدارية، المُتعلقة خصوصًا بتوفير التخصيصات المالية المطلوبة، حالت من دون انجاز الخطة بشكل متكامل لحد الآن، وأنّ اتصالات الوزارة مع مجالس المحافظات مستمرة ونأمل أن نباشر قريبًا في إزالة التلوث الإشعاعي عن هذه المواقع بشكل كامل، وأكدّ أنّ الوزارة أكملت إزالة التلوث الإشعاعي الناتج عن المواد المشعة طبيعية المنشأ المصاحبة لإنتاج النفط في بعض حقول النفط في محافظة البصرة، كما تم انجاز أكثر من 90 % من أعمال إزالة التلوث الإشعاعي في معمل الحديد والصلب في البصرة، والذي يعد من الانجازات الكبيرة على المستوى الوطني في مجال إزالة التلوث الإشعاعي.ولفت إلى أنّ الأعمال التي أنجزت في برنامج التصفية أو في مجال إزالة التلوث الإشعاعي كافة، كانت بأيادي عراقية وطنية من منتسبي وزارة العلوم والتكنولوجيا، إذ وضعت الوزارة خطة متكاملة منذ بداية برنامج التصفية قبل حوالي 6 أعوام لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية لتنفيذ معظم أعمال البرنامج، وحصل العديد منهم على شهادات تقديرية من مؤسسات دولية تدربوا فيها، ولا تزال خطة الوزارة في تأهيل وتدريب الكوادر العلمية والفنية مستمرة وبالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن خلال برنامج التعاون التقني للوكالة .وأكدّ أنّ هناك خارطة طريق للآفاق المستقبلية للاستعمالات السلمية للطاقة الذرية في العراق صادق عليها مجلس الوزراء الموقر في نيسان/ابريل 2011، وتم تقديمها من قبل اللّجنة الوطنية العراقية للطاقة الذرية، وتضمنت الرؤيا المستقبلية على وفق الأولويات التي يحتاجها المواطن العراقي والإمكانات المتوفرة التي يتطلبها تبني برنامج وطني للاستعمالات السلمية للطاقة الذرية، وكان للجانب الصحي الأولوية الأولى، وذلك لأهميته من جهة، ولزيادة الإصابة بالأمراض السرطانية عمومًا من جهة أخرى، حيث يمكن المساهمة في توفير النظائر المشعة المستعملة في التشخيص والعلاج، كما أن للبيئة والزراعة والموارد المائية والصناعة وإنتاج الكهرباء حصة في هذه الرؤيا وبأولويات متتالية، ونحن ننتظر إقرار قانون هيئة الطاقة الذرية العراقية لنباشر بوضع الخطط التفصيلية لهذا البرنامج، مع الإشارة إلى أن عددًا كبيرًا من تشكيلات الهيئة موجودة أصلا في الوقت الحاضر كتشكيلات تابعة لوزارة العلوم والتكنولوجيا. كما أن أعمال تأهيل موقع التويثة وتهيئته لهذا الغرض مستمرة أيضًا.