وجبة "البرغر" البقري

تبلغ تكلفة وجبة "البرغر" البقري حوالي 3 جنيهات استرلينية، إلا أن الأسبوع المقبل سوف يشهد ظهور وجبة "برغر" لا يزيد وزنها عن 150 غراما وتبلغ تكلفتها ربع مليون جنيه استرليني باعتبارها أول وجبة من لحم بقري اصطناعي تم تحضيره علميا داخل المعمل من خلايا جذعية لبقرة مذبوحة. ويعتقد فريق العلماء الذي قام بتصنيع هذا النوع من اللحم "أن اللحوم الصناعية يمكن أن تساهم في إنقاذ العالم من  تزايد الطلب المتنامي على استهلاك اللحوم بأنواعها كافة". وتتكون قطعة اللحم الصناعية الجديدة من حوالي 3 آلاف سلخة من اللحم البقري الصناعي، وكل سلخة بحجم حبة الأرز ويتم استخلاصها من خلايا جذعية بقرية تمت تربيتها في المعامل.  ويعتقد العلماء أن عرض هذا النوع علنا من الممكن أن يؤدي في المستقبل إلى انتشاره في محلات السوبر ماركت خلال فترة تتراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات. ويتم أخذ هذه الخلايا الجذعية من حيوان واحد ويمكن استخدامها نظريا في صنع لحم تزيد مليون مرة عمّا يمكن أن نستخلصه من بقرة واحدة مذبوحة. ويمكن أن تساعد اللحوم الاصطناعية في ظهور حمية غذائية لعشاق اللحوم تكون مقبولة عند أنصار جماعات حماية البيئة والنباتيين والجماعات الداعية لحقوق الحيوان، حيث أبدت بعض تلك الجماعات موافقتها على تلك الفكرة، كما أعلن بعض النباتيين عن استعدادهم لتناول هذا النوع من اللحم. وقد استغرقت هذه الفكرة سنوات من العمل على يد العالم الفسيولوجي مارك بوست بجامعة "ماستريخت" في هولندا. وسوف يتم تذوق هذا النوع من اللحم في حفل طهي خلال الأسبوع المقبل. ويقول البروفيسور بوست ان العالم يعاني من انخفاض في أعداد الماشية وأنه يستخدم الآن سبعين بالمئة من قدراته الزراعية لتنمية الماشية أي من أجل الحصول على اللحم الأمر الذي يتطلب بدائل وما لم يحدث ذلك فإن اللحمة سوف تكون بمثابة وجبة للمرفهين والأثرياء فقط وسوف يصبح سعرها مرتفعا للغاية. يذكر أن أنتاج اللحوم في العالم يبلغ حوالي 228 مليون طن سنويا، وأن العالم بحلول عام 2050 سوف يحتاج ضعف هذه الكمية مع تزايد عدد السكان في الدول النامية والصين. وتقول الإحصائيات أن المواطن البريطاني يتناول 85 كيلو لحماً في السنة، أي ما يعادل 33 فرخة وخنزير بكامله وثلاثة أرباع غنمة وخمس بقرات. كما أن كل كيلوغرام من اللحوم يحتاج إلى عشرة كيلوغرامات من نباتات الطعام. كما يقول بوست أن الحيوانات ينبعث منها نسبة 39 بالمئة من غازات الميثان التي تعمل على سخونة المناخ وخمسة بالمئة ثاني أوكسيد الكربون و40 بالمئة من أوكسيد النتروز بما يعنى أن البيئة سوف تدفع ضريبة أكل اللحوم. كما أن اللحوم الصناعية تحتاج أرضا أقل مساحة من الأراضي المطلوبة لتربية الماشية بنسبة 99 بالمئة، و كذلك الحال مع الماء والغازات الضارة بالبيئة.