واشنطن ـ عادل سلامة
أكدت الوثيقة التي نشرتها إدارة العلوم في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ، أن عددًا من أنظمة التسليح الأميركية قد تضررت إلى حدٍ كبيرٍ جراء تسريب التصميمات الخاصة بها، إذ تضمنت هذه التسريبات نظم صواريخ دفاعية مثل باترويت ومقاتلات جوية من طراز اف-18 وطائرات هليكوبتر
من طراز بلاك هوك "Black Hawk" وطائرات عمودية من طراز"V-22 Osprey" التي يمكنها القيام بمهام إقلاع وهبوط عمودي.
ولم تتمكن صحيفة واشنطن بوست الأميركية التي نشرت أجزاء من الوثيقة التي أعدها الجهاز الإستشاري الحساس في "البنتاغون" من توجيه الإتهام إلى الصين مباشرة على أنها المسؤولة عن تسريب تصميمات نظم التسليح الخاصة بالجيش الأمريكي.
ومع ذلك، صرح مصدر عسكري أميركي أن هذه التسريبات ما هي إلا جزء من حملة تجسس شنتها بكين على الشركات والوكالات الحكومية المسؤولة عن نظم الدفاع الخاصة بالجيش الأميركي.
وأعربت واشنطن بوست عن الإعتقاد أن وصول هذه التصميمات إلى بكين من شأنه أن يساعد الصين على الإسراع من وتيرة تطوير نظم التسليح الخاصة بها بل ويمنحها الفرصة في التفوق في أي صراع عسكري قادم.
ووصف مارك ستوكس المدير التنيفذي لمعهدProject 2049، أحد المراكز البحثية المهتمة بالقضايا الأمنية الأسيوية، قائمة تصميمات نظم التسليح الأميركية التي تعرضت للتسريب بأنها مذهلة.
وأضاف أنها قائمة تحتوي على نظم تسليح خطير تتعلق بالأمن القومي الأميركي مؤكدًا أن الأمر برمته مرعب.
من جهةٍ أخرى صرح مصدر عسكري رفض الإفصاح عن إسمه بأن الأمر لا يقتصر فقط على تسريب نظم تسلح بلغت تكلفتها مليارات الدولارات بل تجاوز الأمر ذلك إلى حدٍ كبيرٍ لأن وصول هذه التصميمات إلى بكين يوفر على الصين 25 عامًا من الأبحاث والتطوير كان لابد لها من بذل الجهد والمال حتى تصل إلى ما توصلت إليه من خلال هذه التصميمات الخاصة بنظم التسليح الأمريكية المتطورة.
يُذكر أنه في مارس الماضي، صرح توماس دونيلون، المستشار الأمني للرئيس الاميركي باراك أوباما، بأن الاختراقات الإلكترونية حدثت على نطاق واسع وبشكل غير مسبوق ودعا بكين وقتئذ إلى إتخاذ خطوات جادة للتحقيق فيما ظهر من مزاعم تورطها في الإختراقات الإلكترونية التي تستهدف المصالح الأمريكية.
وإلتقى دونيلون مع الرئيس الصيني جيبينج في سابق من الاسبوع الجاري ، في إطار لقاء تمهيدي لإجتماع الرئيس الصيني مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما المقرر في السابع من تموز/يونيو المقبل.
وفي إطار المقابلة التمهيدية، أوضح دونيلون أن الهدف من الاجتماع المنتظر هو توطيد العلاقات بين البلدين على أساس التعاون العملي وبناء الثقة فيما بينهما والوصول بها إلى مستويات عالية مع ضرورة وأد الخلافات التي قد تطرأ بينهما مهما كانت.
كما كان هناك لقاء أخر منفصل بين المستشار الأمني للرئيس أوباما وأحد كبار قادة الجيش في الصين، فان تشانجلونج، والذي أكد فيه دونيلون على ضرورة تعزيز التعاون العسكري بين البلدين على كاقة المستويات بما في ذلك التعاون من أجل حفظ السلام ومكافحة القرصنة والإغاثة الإنسانية.