واشنطن ـ رولا عيسى
يمكن استخدام صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من أجل نشر صور الحيوانات الأليفة والأنشطة المرحة على سبيل المشاركة مع الغير، ولكن ظهر أخيرًا برنامج جديد للتصفح والتجوال عبر الإنترنت يمكن أن يساعدك على وضع رسالة أو تعليق أو معلومة مشفرة مصاحبة للصورة يصعب اكتشافها وتبينها. ويرجع الفضل في اكتشاف هذا البرنامج الذي يطلق عليه اسم (Secretbook)كشف النقاب عنه هذا الأسبوع إلى الطالب أوين كامبل مور، الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، والمتدرب السابق في "غوغل"، والذي يدرس علوم الكومبيوتر في جامعة أكسفورد. ويستطيع أي فرد من خلال هذا البرنامج أن يتبادل المعلومات السرية مصحوبة بصور جيه بي إيه جي (JPEG) عادية عبر تحميلها على "فيسبوك"، ولا يستطيع أي فرد أو شركة أو حكومة أو أي جهة الاطلاع على مضمون الرسالة المخفاة، ولا يمكن فك رموز هذه الرسالة المصحوبة بالصورة وكشفها إلا من خلال كلمة مرور سرية.ويقول مور إن الهدف من هذا البرنامج هو إثبات أن إخفاء المعلومات داخل صورة جي بي جي (JPEG) يمكن أن يتم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر لم يكن ممكنًا في الماضي. كما يقول إنه أمضى شهرين خلال العام الماضي لعمل البرنامج وتقديمه كمشروع بحثي للجامعة. ولا يتوافر هذا البرنامج إلا من خلال محرك بحث "غوغل كروم" (Google Chrome)، كما أن عدد حروف الرسالة المشفرة التي تصحب الصورة لا تزيد على 140 حرفًاولم يعرف بعد رد فعل موقع "فيسبوك" على ذلك، حيث رفض متحدث باسم "فيسبوك" التعليق على ذلك. يذكر أن "فيسبوك" منافس لـ"غوغل بلاس". وهذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها أي فرد القيام بإخفاء رسائل داخل ملفات الكومبيوتر عبر موقع "فيسبوك"، وهو أكبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي عملية تعرف باسم "ستيغانوغرافي". ويقول كامبل مور إن إنجاز هذا البرنامج لم يكن بالأمر السهل، لا سيما وأن الأمر يتطلب عدم تغير شكل وملامح وألوان الصورة بصورة جذرية بعد إدراج الرسالة السرية عليها، وعدم تأثر البكسل كثيرًا، أي المكون الأساسي للصورة. يذكر أن البرنامج يستخدم البراوز الخاص بـ"غوغل كروم" كمنصة لها، وذلك لأن "فيسبوك" لديه من الإمكانات التي تخل بسرية الرسالة المصحوبة بالصورة، ويستطيع المستخدم لهذا البرنامج من ذلك البراوز من دون أن يكتشفه أحد من محللي الشبكة، كما أنه من الصعب على "فيسبوك" أن يمنع أو يزيل تلك الصور لأن البرنامج لا يعتمد على مفتاح "فيسبوك" المعروف باسم مفتاح إيه بي آي (API). ويمكن أن يكون هذا البرنامج مفيدًا للإرهابيين، لأنه سوف يحمي خصوصيتهم وأسرارهم بعيدًا عن أعين المراقبين والمحللين. ويعترف كامبل مور بذلك ولكنه، يرى أن الإرهابيين قد يتجنبون استخدام هذه الطريقة لأنها معقدة، وليست بالطريقة السهلة.