أبوظبي - صوت الامارات
مع انتشار فيروس كورونا الجديد «كوفيد-19»، لجأت الصين إلى تكنولوجيا التعرف على الوجه بصورة كبيرة، للمساعدة في احتواء التفشي في أنحاء البلاد، لا سيما لرصد المخالفين لشروط الحجر الصحي، وتتبع المخالطين للمصابين بالفيروس، إلى جانب الاستخدامات الأخرى، مثل أنظمة الحضور والانصراف في الشركات.
لكن مع انتشار استخدام أقنعة الوجه الواقية، تعين على الشركات التكنولوجية تعديل خوارزميات (لوغاريتمات) التعرف على الوجه التقليدية، للتعرف على الأشخاص الذين يضعون أقنعة، التي تخفي كثيراً من ملامح الوجه.
ونجحت شركة «هانوانج» التكنولوجية، التي تتخذ من بكين مقراً لها، في تحديث الخوارزمية الأساسية، وأدخلت نظاماً جديداً للتعرف على «الوجوه خلف الأقنعة».
وقال هوانج لي، نائب رئيس الشركة: «استغرق الأمر شهراً لتطوير نسخة محدثة من تكنولوجيا التعرف على الوجه»، مشيراً إلى أن شركته لديها خبرة ثرية في الأسواق الخارجية تزيد على 10 أعوام، خصوصاً في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يمكن للمنتجات التعرف على ملامح الوجه، وهو ما مكّنها من تطوير الأنظمة للتعرف على الوجوه بدقة بالغة، حتى عندما يضع الناس أقنعة.
وأكد أن الأنظمة الجديدة، تُستخدم الآن في المحاكم وأماكن التجمعات المزدحمة في العاصمة الصينية بكين، إلى جانب بعض الشركات.
وبحسب القواعد الحكومية لمكافحة الوباء واحتوائه، يتم رفض دخول الأشخاص الذين لا يضعون أقنعة للوجه ويتم إطلاق صافرات إنذار، لتنبيه السلطات المعنية واتخاذ اللازم.
وأكدت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، أن الإنترنت وقواعد البيانات العملاقة والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ينبغي استخدامها لمنع تفشي الوباء، بما في ذلك أبحاث التسلسل الجيني للفيروس، وتعقب المرضى، وتدفق السكان وإدارة المجتمع.
والتعرف على الوجه واحد من أكبر الوسائل التكنولوجية، التي تشهد تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، مع انتشار استخدامها في الحياة اليومية. وتمكّنت شركات ذكاء اصطناعي صينية، من تطوير أنظمة دخول من دون لمس، يمكنها تحديد كل زائر في أقل من 300 ميلي ثانية، بمعدل دقة 99.9 في المئة.
وتستطيع هذه الأنظمة الذكية، تحديد هوية الأشخاص حتى إذا كانوا يضعون أقنعة على الوجه.
واستعانت السلطات الصينية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل رؤية الكمبيوتر ومعالجة اللغات الطبيعية والروبوتات، والتعرف على الصوت على نطاق واسع، في إطار جهود مكافحة كورونا، بينما يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في مساعدة الشركات على استئناف أنشطتها.
ويقول يو شياهوي، مدير الأكاديمية الصينية للتكنولوجيا والاتصالات: «إن شركات الذكاء الاصطناعي أظهرت قدراتها بشكل كامل، وقدمت حلولاً ومنتجات مبتكرة في فترة زمنية وجيزة، للمساهمة في مجالات مثل مراقبة تفشي الوباء، والتشخيص، والحفاظ على حياة الناس».
وتمكنت شركة «سنس تايم» للذكاء الاصطناعي، المتخصصة في رؤية الكمبيوتر والتعلم العميق، من تطوير نظام لاكتشاف المصابين بالحمى، ويمكنه فحص ما يصل إلى 10 أشخاص في الثانية من دون اتصال مباشر، ويحدد عن بعد الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الحمى، وهو ما يقلل مخاطر التفشي، ويعزز سرعة اكتشف المرضى في الأماكن العامة المزدحمة. ويدمج هذا النظام بين خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة مع تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، ويمكنه تحديد أي هوية الأشخاص وإرسال إخطار، بمعدل دقة يزيد على 99 في المئة.
قــــــد يهمــــــــــــــــك ايضــــــــــــــــــا:
فيروس "كورونا" يُجبر شركة "وان بلس" الصينية على إطلاق غريب لهاتفها الجديد خوفًا من انتشاره