دبي- صوت الامارات
أفاد مركز محمد بن راشد للفضاء بأن الفترة الزمنية المتبقية على انطلاق رحلة هزاع المنصوري، أول رائد فضائي إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، هي 30 يوماً، إذ ستبدأ الرحلة من محطة «بايكونور» الفضائية في كازاخستان، في الخامسة و56 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات، والوصول سيكون في منتصف الليل، أما فتح بوابة المركبة الى محطة الفضاء الدولية فسيكون بعد ساعتين من التحام المركبة وذلك للتأكّد من إجراءات السلامة بشكل وافٍ، ويعتبر المنصوري أول عربي يشارك في الأبحاث العملية في الفضاء، إذ سينفذ 16 تجربة علمية، بينها ست تجارب على متن المحطة.
ولفت المركز إلى أن التحضيرات لهذه المهمة بدأت في الثالث من سبتمبر عام 2018، من خلال عدة تدريبات لكل من هزاع المنصوري، وسلطان النيادي تحضيراً للمهمة التي أصبحت على قاب قوسين أو أدنى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، نظمه المركز أمس، في دبي، والذي كُشف فيه عن مراحل إعداد رائد الفضاء المنصوري، قبل الرحلة وبعدها، والمهام التي سيقوم بها على متن المحطة، وما سيحمله معه من متعلقات.
وقال مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، إن "التجارب والأبحاث العلمية، ستساهم بشكل كبير في إثراء المعرفة الإنسانية والخروج بقاعدة بيانات يمكن مشاركتها مع مختلف الجهات المحلية والدولية، والتي بدورها ستفتح آفاقا جديدة في المجتمع العلمي العالمي"، مضيفاً: "انطلاق هزاع المنصوري إلى الفضاء الشهر المقبل يأتي تتويجاً لجهود حثيثة بذلها أفراد مخلصون وجهات حكومية محلية واتحادية، وثمرة شراكات استراتيجية مهمة مع كبرى وكالات الفضاء العالمية".
وأعلن الشيباني، عن إبرام شراكات واتفاقات تعاون مع جهات ومؤسسات محلية واتحادية، من مختلف المجالات، لتكون جزءاً من الحدث، منها شراكة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إذ اختار المركز من خلال الجامعة الطبيبة الإماراتية حنان السويدي، "كطبيب رواد الفضاء" في مهمة انطلاق أول رائد فضاء إماراتي، كذلك يتعاون المركز مع "مؤسسة الإمارات"، التي تدعم جيل الشباب وتلهمهم لتطوير قدراتهم، ويتعاون مع "جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي" للتواصل مع هزاع من خلال الراديو اللاسلكي.
وسينفذ رائد الفضاء، هزاع المنصوري، 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الروسية روسكوسموس، ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا"، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدارك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر.
وتتضمن المهمة العلمية تجارب تخص المدارس في دولة الإمارات ضمن مبادرة العلوم في الفضاء التي أطلقها المركز، وشاركت في إجرائها على الأرض حوالي 16 من مدارس الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، وستسهم هذه التجارب في رفد المناهج الإماراتية بمواد علمية جديدة تكون نتاج المهمة الأولى المأهولة للإمارات إلى الفضاء.
ومن جانبه، قال مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في المركز، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، سالم المري، "بوصول هزاع المنصوري في سبتمبر إلى المحطة الدولية، ستصبح دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة رقم 19، التي ستساهم في الأبحاث العلمية عن طريق بيانات سيقدمها هزاع المنصوري مرتبطة بجسم الانسان وحياته، خاصة أنه سيكون أول رائد فضاء من المنطقة العربية يشارك في هذه الأبحاث".
وأضاف المري، أن العرب يعودون للفضاء بعد 32 عاماً بمشاركة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، وهو أول رائد فضاء عربي سيصل إلى المحطة الدولية للفضاء، وتأتي أهمية مشاركة المنصوري في المهمة إلى المحطة، من أنه سيكون أول عربي سوف تجرى عليه اختبارات للتعرف على التغيرات التي ستطرأ على جسم شخص من المنطقة العربية شارك في الرحلة إلى المحطة.
وأشار إلى أن رائد الفضاء يخضع لـ16 تجربة علمية، سواء بيولوجية أو فيزيائية أو كيميائية، لملاحظة تأثير الفضاء عليه في عدة جوانب، منها النشاط الحركي، وحالة العظام، وحالة القلب، وغيرها.
وفي رده على سؤال لـ"الإمارات اليوم"، حول دور رائد الفضاء سلطان النيادي، بعد انطلاق رحلة هزاع المنصوري، أفاد المري بأن مركز محمد بن راشد للفضاء سيستفيد من الخبرات التي اكتسبها النيادي خلال فترة التدريب التي قضاها، كرائد فضاء بديل، فيما ينتهي دوره كرائد فضاء بعد انطلاق الرحلة، مضيفاً أنه في حال استهدفت الدولة رائد فضاء آخر إلى المحطة الأرضية، فإن المجال مفتوح أمام النيادي لخوض التجربة مرة أخرى.
ولفت إلى أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، يعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تشارك في رحالات فضائية، والقيام بمهام علمية مختلفة تساعد في تحسين حياة البشر على سمح الأرض، متابعاً: "نرتقي اليوم إلى الفضاء لتحسين حياتنا على الأرض".
قد يهمك ايضا
مهندسون روس يدرسون إمكانية تصنيع الصواريخ بوزن خفيف جدًا
شهر فقط يفصل رائد الفضاء الأول في الإمارات عن رحلته إلى المحطة الدولية